جمع دبي قادة دول وشركات كبرى من آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا في حفل إطلاق "الجواز اللوجستي العالمي" ("وورلد لوجيستيكس باسبورت") في دافوس، وذلك في مبادرة رئيسية لتعزيز التجارة بين دول الجنوب. وتجمع هذه المبادرة بين "الجمارك العالمية" و"موانئ دبي العالمية" وطيران الإمارات و"دناتا" بهدف ربط الأسواق عبر بوابة دبي وتبادل الخبرات وتطوير العمليات مباشرة بين الدول الشريكة. وساهم المشروع التجريبي الذي دخل حيّز التنفيذ في يوليو 2019 في تعزيز تجارة الجهات المشاركة بنسبة 10 في المائة.
صُممت هذه المبادرة لتخطي الحواجز التجارية غير الجمركية، مثل عدم كفاءة الخدمات اللوجستية، والتي تحدّ حالياً من نمو التجارة بين الأسواق النامية. فوفقاً لمنظمة التجارة العالمية، تبلغ عائدات التجارة بين دول الجنوب نحو 4.28 تريليوندولار أمريكي سنوياً، أي أكثر من نصف إجمالي صادرات الدول النامية في عام 2018. غير أنّ العديد من البلدان في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا تملك حصص سوقية أصغر بكثير من منتجات التصدير الرئيسية في أسواق بعضها البعض، مقارنة بحصصها في البلدان المتقدمة، ما يشير إلى إمكانية حدوث نمو إضافي مطرد وبالتالي تعزيز الازدهار.
وتهدف هذه المبادرة التي صممت كبرنامج ولاء لتحفيز الشركات والتجّار على استخدام مرافق الخدمات اللوجستية العالمية الرائدة في دبي مقابل توفير التكاليف والوقت وتحسين عمليات التخليص الجمركي. ولن تقتصر مزايا هذه المبادرة على تسهيل نقل البضائع في دبي فحسب، بل ستعزز أيضاً الطرق التجارية المباشرة بين أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
أما على الصعيد العالمي، فستتيح مبادرة الجواز اللوجستي العالمي للدول الشريكة الاستفادة من خبرات مؤسسات دبي، مثل الشبكة اللوجستية العالمية لمجموعة "موانئ دبي العالمية" التي تضم الموانئ والمجمّعات الاقتصادية عبر القارات الست، وشبكة “دناتا" و"سكاي كارجو" العالمية التابعة لمجموعة طيران الإمارات، وخبرات دبي الغنية في إدارة الجماركوالتجارة عبر الحدود. ونتيجة لذلك، ستتمكن هذه الدول الشريكة من تحسين عملياتها وقدراتها على تعزيز الأمن والشفافية ونقل البضائع بسهولة، وبالتالي تحويلها إلى مراكز تجارية عالمية.
وخلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة: "سنقدم من خلال هذه الاستراتيجيّة الكثير من الامتيازات والخدمات التي ستساعد في ربط الأسواق العالميّة عبر حشد الموارد والقدرات المتعلقة بالبنية التحتيّة في دبي. لقد ساهمت الاستثمارات التي قمنا بها في المطارات والموانئ والمناطق الحرّة في دبي بجعل المدينة محوراً استراتيجياً للخدمات اللوجستيّة، وجسراً يربط الشرق بالغرب. كما أن استراتيجيّة طريق الحرير في دبي تستجيب للتغيّرات في التجارة العالميّة من خلال تقديم خدمات لوجستيّة جديدة متطوّرة باستخدام أحدث التطبيقات الذكيّة".
ومن جهته قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربيّة المتحدة: "تهدف هذه الجهود إلى تحسين جودة الخدمة وجذب حصّة أكبر من التجارة العالميّة في وقتٍ تستعد فيه دبي لاستضافة المعرض الدولي "إكسبو 2020". وتشكّل مبادرة الجواز اللوجستي العالمي بداية تطبيق استراتيجيّة طريق الحرير في دبي التي ستؤدي إلى مرحلة جديدة من النموّ الاقتصادي. وإننا نهدف إلى تعزيز موقع دبي كمحور اقتصادي وتجاري عالمي بدعم منقنوات استثنائية للتواصل مع العالم والخدمات اللوجستية المتقدمة".
وقال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية" ورئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: "قامت’موانئ دبي العالمية‘ ببناء شبكة من الموانئ والمناطق الاقتصاديّة والعمليّات اللوجستيّة في ستّ قارّات من أجل تفعيل التجارة الذكيّة عبر تزويد مالكي ومجمّعي البضائع بسلاسل توريد رقمية ومتكاملة. ومن شأن الجواز اللوجستي العالمي أن يجعل التجارة عبر دبي أكثر سرعة وسهولة وفعاليّة وسيساعد على تطوير اقتصاد الدول الشريكة".
وأكدت نادية عبدالله كمالي، المدير التنفيذي للجمارك العالمية في مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: "أن هدفنا من هذه المبادرة هو تقديم أقصى درجات المرونة والفعاليّة لمجتمع الأعمال عبر توحيد إجراءات مزودي الخدمات اللوجستيّة في دبي. وتعزز المبادرة الفريدة أيضاً الدور المتنامي الذي تؤديه جمارك دبي لتمكين الدول الشريكة لنا من أن تصبح أيضاً مراكز عالمية".