اجتمعت نخبة من أبرز الداعمين لمنظومة المدارس الخضراء في دبي في جلسة نقاشية تناولت تعزيز "جودة الهواء الداخلي" في المدارس واستهدفت إثراء الحوار حول الموضوع والاطلاع على وجهات نظر ومقترحات الخبراء في القطاع.
وألقت الجلسة التي عقدها "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" في "فندق تايم أوك"، نظرة معقمة على جودة الهواء الداخلي في مدارس دولة الإمارات العربية، مسلطة الضوء على أهمية الموضوع والخطوات التي يمكن اتخاذها في سبيل تحسين البيئة المدرسية الداخلية للطلاب، لاسيّما أن تلوث الهواء وأمراض الجهاز التنفسي تعد من أبرز مسببات التغيب عن المدارس على مستوى العالم. وتحت مظلة "الاتحاد العالمي للمدارس الخضراء"؛ يعمل "اتحاد الإمارات للمدارس الخضراء" على إشراك المؤسسات المعنية التي تعمل على تزويد المجتمعات بالموارد والدعم اللازم لتحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة نحو "ضمان حصول كل طفل من هذا الجيل في الدولة على فرصة التعلم في مدرسة خضراء".
ويعد "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، عضواً مؤسساً في "الاتحاد العالمي للمدارس الخضراء". ويسعى المجلس إلى تعزيز الحوار حول وضع رؤية وطنية لتعزيز ممارسات الصحة والأداء المتميز في المدارس بالتزامن مع توفير الموارد والطاقة.
وفي هذا السياق، قال سعيد العبار، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء": "نظراً لأن جودة الهواء الداخلي تعد واحدة من القضايا المهمة التي تغيب غالباً عن النقاشات ذات الصلة، تمثل الهدف من الجلسة النقاشية في تعزيز الحوار حول أهمية هذه المسألة، لاسيّما في المدارس حيث يمضي الطلاب معظم وقتهم. أضاف إلى ذلك، أننا نسعى إلى تزويد مدارس دولة الإمارات وغيرها من الأطراف المعنية بالمعلومات والمعارف حول تأثير انخفاض جودة الهواء الداخلي، والخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين البيئة المدرسية للطلاب. فالشباب عماد مستقبل وطننا الحبيب، وتمثل صحتهم وعافيتهم أولويات قصوى والتزاماً أخلاقياً راسخاً بكل معنى الكلمة بالنسبة لنا".
وخلال الجلسة، قدم مات بيرد، مهندس التصاميم المتقدمة في شركة "دايسون"، نموذج حالة حول التعاون القائم بين "دايسون" ومدارس مجموعة "تعليم" في دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز الوعي وقياس جودة الهواء الداخلي في مدارسها. وجاء النموذج دعماً للنقاش الذي شهدته الجلسة بعده في ظل تركيز على التصدي للآثار المترتبة على انخفاض جودة الهواء الداخلي في المدارس؛ وإدراك مدى أهمية تحسين جودته في مدارس الدولة؛ واستكشاف المقاييس والإجراءات اللازمة لتحسين جودة الهواء الداخلي بنجاح.
وفي عامها الثاني على التوالي، انعقدت الجلسة النقاشية بإدارة ندى شامي، مدير تطوير الأعمال في سان جوبان، الشركة العالمية الرائدة في أسواق البناء والمرافق السكنية المستدامة، وسط تركيز على ضمان الصحة العامة والعافية لسكان المباني.
وكانت الجلسة النقاشية الأولى قد عُقدت في نوفمبر 2017 قد قدمت رؤية شاملة حول "الوضع الراهن لمدارسنا" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجاءت بمثابة خطوة أولى لإطلاق حوار مثمر بين مختلف الأطراف المعنية. ومن أبرز النتائج التي خلصت إليها جلسة "الوضع الراهن لمدارسنا"، الإجماع على أن عدداً محدوداً جداً من المدارس في الدولة يستوفي التعريف المتفق عليه لمفهوم المدرسة الخضراء.
وتناولت ورقة العمل الصادرة عن الجلسةالنقاشيةالأولى، "الوضع الراهن لمدارسنا"، موضوع جودة الهواء الداخلي في المدارس، موضحةً أن "الأبحاث الحالية قد أشارت إلى أن جودة الهواء الداخلي في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة في حالة حاسمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الأمراض التنفسية ذات الصلة مثل التهاب الشعب الهوائية والربو".
وقد شكلت تلك الخلاصة المقتبسة نقطة ارتكاز لجلسة هذا العام التي حملت عنوان "جودة الهواء الداخلي في المدارس" واستهدفت تعزيز أهمية هذه المسألة عبر تشجيع مختلف الأطراف المعنية (الحكومة والأوساط الأكاديمية والمدارس والقطاع الصناعي) على العمل يداً بيد لإيجاد حلول ناجحة لهذا الجانب المهم من المدارس الخضراء.
وفي ختام الجلسة النقاشية، أجمع الحضور على لزوم تعزيز الوعي بأهمية تحسين الهواء الداخلي في المدارس بين مختلف الأطراف المعنية، وأظهر الجميع رغبة حقيقية في معالجة الأسباب الجذرية للمسألة. ويشكل التنفيذ الصارم للوائح الأبنية الخضراء، بما فيها إعادة تأهيل المدارس القديمة، عاملاً رئيسياً في تحسين الجودة الإجمالية للبيئة الداخلية في المدارس، وتوفير منهجية أكثر شمولية لتعزيز حضور المدارس الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة وزيادة عددها.
ويستضيف "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" بصورة دورية ويشارك في فعاليات ومؤتمرات ومنتديات متعددة الجنسيات. كما حرص المجلس على تطوير سلسلة من الأنشطة بما في ذلك فعاليات التواصل وورش العمل التقنية وأيام العمل المكثف وتقديم التسهيلات للبرامج التدريبية المتخصصة بقضايا تعنى ببيئات المباني بما يلبي متطلبات الأعضاء والمجتمع الإماراتي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.