سلطت الحلقة النقاشية الثالثة لمجموعة عمل الإمارات للبيئة لعام 2018 التي نظمتها المجموعة بالتعاون مع الشبكة العربية للمسؤولية الإجتماعية للمؤسسات، و مجلس الإمارات للأبنية الخضراء ، ومجلس أعمال الطاقة النظيفة، وبدعم استراتيجي من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت عنوان "صفر نفايات: غذاء الفكر؟"، يوم 27 يونيو في جامعة مودول دبي، الضوء على الإنتاج والاستهلاك المستدام للمواد الغذائية وآلية معالجة النفايات العضوية.
وقال السيد عبدالعزيز مدفع نائب رئيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة خلال إفتتاحه لفعاليات الحلقة النقاشية إن التكلفة التقديرية العالمية للتخلص من النفايات الغذائية سنوياً تبلغ 1.5 تريليون درهم، حيث تسعى المجموعة بصفتها شريكًا لبرنامج الأغذيةالمستدامة 10YFPالتابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلىمعالجة هذه الإحصائية من خلال توعية أصحاب المصلحة وتوفير منصة لتسهيل إجراء محادثة مفتوحة ومناقشة الحلول المحتملة.
وأضاف السيد المدفع: تساهم المناسبات الدينية والاحتفالية كشهر رمضان وغيرها من المناسبات الاحتفالية في ارتفاع استهلاك المواد الغذائية وممارسات الهدر ومن الأهمية بمكان أن نفهم ماهية الأمن الغذائي وضرورة توفر إمدادات كافية ومتسقة من المنتجات الغذائية خلال دورة حياة المنتج، للحفاظ على الزيادة المطردة في الاستهلاك وللتغلب على التقلبات في الإنتاج والأسعار."
وشهدت الحلقة النقاشية التي تعتبر الأولى من نوعها في الدولة التي تتناول موضوع الإنتاج والاستهلاك المستدام للأغذية بشكل استراتيجي و بصورة شمولية وقد تمخض عن الجلسة مناقشات بناءة من قبل مجموعة متنوعة من المتحدثين ، الذين شاركوا الحضور أفضل ممارساتهم في التعامل مع الفائض الغذائي وكذلك مع هدر الطعام.
ادار السيد عبد العزيز المدفع ، نائب رئيس مجموعة عمل الامارات للبيئة ، الحلقة النقاشية التي أثيرت فيها أسئلة مهمة ، مثل كيفية معالجة الاستهلاك المفرط للغذاء من خلال استراتيجيات مبتكرة؟ كيف أثرت مبادرات التوعية الغذائية على السياسات واللوائح الحالية؟ وكيف ضمنت الكيانات المحلية في قطاع الأغذية أن يكون غذاءها محلياً وموسمياً؟
تحدث المهندس ناجي راضي ، خبير إدارة النفايات ومعالجتها في بلدية دبي، عن تحديات النفايات العضوية ، التي تواجه حكومة دبي، مشيراً إلى إضمحلال المساحة في مدافن النفايات، وإرتفاع رسوم التخلص من النفايات، وحث على مزيد من الدعم من المؤسسات التجارية في فصل النفايات من المصدر وتفادي وصولها الى مناطق الردم.
فيما قدمت السيدة نورة الشامسي، رئيس قسم التراخيص وقسم التغذية التطبيقية، في قسم سلامة الأغذية في بلدية دبي، لمحة عن بنك الإمارات للطعام الذي أنشئ في عام 2017، تحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمبادرات العالمية، بهدف التوفيق بين عمل الخير والتقليل من النفاياتالغذائية، حيث يعتبر أول مبادرة من نوعها تهدف إلى خلق نظام بيئي شامل ، عبر تخزين الغذاء بكفاءة وتوزيع المواد الغذائية الطازجة الزائدة من الفنادق والمطاعم ومحلات السوبر ماركت على المحتاجين، كما سلطت الضوء على دورالإمارات في تحقيق الهدف العالمي 2 من أهداف التنمية المستدامة الذي يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة.
فيما تحدث الخبراء من محلات البيع بالتجزئة وخدمات الضيافة والمطاعم،السيد حذيفة روباوالا ، المدير الإقليمي لمجموعة اللولو العالمية ، والمهندس عبدالقدوس ، مدير الهندسة ، في فندق أرماني دبي ، والسيدة نانسي نعيمة –رئيسة الجودة والسلامة والأداء ، في أبيلا وشركاه عن أفضل الممارسات بما يتعلق في التعامل مع نفايات الطعام. ومن بين الحلول التي تمت مناقشتها ، أهمية التتبع اليومي لحركة الأغذية في جميع الأقسام ، وتنفيذ تقنيات تحويل النفايات الغذائية الى سماد عضوي واستخدامالمنتجات المحلية ، والحاجة إلى تدريب الموظفين.
وأوجزت السيدة فاطمة أحمد الهرمودي ، مسؤولة التوعية العامة العليا فيمركز إدارة النفايات - أبو ظبي، حملات التوعية التي يجريها المركزللمؤسسات الأكاديمية والشباب ، والذي يسعى المركز جاهداً لتغيير وجهات النظرالمسبقة بشأن استهلاك الغذاء وغرس ثقافة الحد من النفايات العضوية. وأشارت إلى قيام المركز بتوعية الشباب حول الضغوط الحالية على المواردالغذائية وتغيير العادات الراسخة التي ترفع من استهلاكهم للأغذية، منوهة إلى أن نقص المعرفة حول القضية يؤدي إلى فقدان الغذاء في كل مرحلة من سلسلة الإمدادات الغذائية، مما يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة ، حيث يستمر الإنتاج في النمو ، في حين تنخفض الموارد الغذائية النادرة.
ضم الحضور ممثلين حكوميين و من القطاع الخاص وتجار التجزئة في السوبرماركات المختلفة في الدولة وكذلك ممثلين من قطاع الضيافة ، والأكاديميين وشركات إدارة النفايات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد وفر هذا الحدث فرصة قيمة للتواصل من أجل زيادة الموارد نحو الهدف المشترك المتمثل في تعزيز وتحسين وتسهيل التحول نحو دورة حياة غذائية أكثر استدامة