دعا "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، جميع الشركات والمؤسسات والمدن في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة إلى المصادقة الرسمية والتوقيع على وثيقة الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية.
وكان "المجلس العالمي للأبنية الخضراء" قد أعلن عن "الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية" في خطوة تهدف إلى حث الشركات والمؤسسات حول العالم لاتخاذ خطوات نوعية تقوم على وضع أهداف طموحة للحد كلياً من الانبعاثات الكربونية من عمليات أبنيتها بحلول عام 2030، بالتزامن مع العمل على الوصول إلى مستوى الانبعاثات الكربونية الصفرية بحلول عام 2050. وتم وضع هذه الأهداف لتواكب تطلعات اتفاق باريس للمناخ نحو حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها "دون درجتين مئويتين". وخلال الشهر الجاري، أعلنت 19 مدينة في العالم تمثل 130 مليون شخص التزامها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة عبر ضمان تشغيل الأبنية الجديدة لتكون ذات انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2030.
ويهدف هذا الالتزام إلى منح زخم أكبر للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بحلول عام 2020، وتشجيع الحكومات على ووضع خطط وطنية وتطبيقها خلال العامين المقبلين. ومن هذا المنطلق، سيلتزم عدد أكبر من المدن والدول والمناطق المشاركة بتعزيز التشريعات وسياسات التخطيط التي تركز على إنشاء أبنية ذات انبعاثات كربونية صفرية ابتداءً من 2030، وتحديث جميع المباني الحالية بما يضمن تحقيق الأهداف ذاتها بحلول عام 2050. وستثمر هذه الخطط عن تطوير السوق لإمكاناتها لمواكبة هذا الطلب المتنامي وإثبات استعدادها للالتزام باستراتيجيات وطنية ذات معايير أكثر صرامة.
بهذه المناسبة قال سعيد العبار، رئيس مجلس إدارة "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء": "لا شك بأنه لن يكون لدينا الوقت الكافي لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ الرامية إلى الحد كلياً من الانبعاثات الكربونية للاقتصاد العالمي خلال الأعوام الثلاثين إلى الأربعين المقبلة، في حال تأجيل القيام بخطوات عملية جدية. وعلينا في هذه المرحلة الوصول إلى نتائج ملموسة، وهو ما يسلط الضوء على أهمية الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية والذي يقدم فرصة فريدة للعمل نحو خفض الطلب على الطاقة والتحكم بالانبعاثات الكربونية. ويتطلب ذلك تضافر الجهود لتشمل الحكومات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني والناس بشكل عام لتحقيق هذا الإنجاز الهام الذي يمثل استثماراً حقيقياً في مستقبل الأجيال القادمة".
وأضاف العبار: "أنا فخور بأن شركة ’ماجد الفطيم‘، التي تعتبر من أبرز الأعضاء الفاعلين في ’مجلس الإمارات للأبنية الخضراء‘، هي من بين أول ثلاث شركات توقع على الالتزام، الأمر الذي يعكس بدوره الموقع الريادي الذي تحتله دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد التنمية المستدامة في العالم. وأدعو جميع شركات القطاع الخاص إلى الاقتداء بهذه الخطوة والعمل على ترسيخ مكانة شركاتهم كمؤسسات رائدة عالمياً وملتزمة بأفضل ممارسات الاستدامة".
وتم فتح باب الانضمام إلى الالتزام في يونيو، وسيتم إطلاقه رسمياً خلال القمة العالمية للعمل المناخي التي تقام في سان فرانسيسكو في سبتمبر المقبل، حيث ستقوم الدول والمناطق والمدن والشركات والمستثمرون ومؤسسات المجتمع المدني بالالتزام بالارتقاء بطموحات الاستدامة إلى آفاق جديدة.
ولضمان تحقيق نتائج ملموسة، يجب على الموقعين الالتزام بتتبع مقاييس أداء الأبنية والتحقق منها والإعلان عنها علناً مع التركيز على معايير استهلاك الطاقة والانبعاثات الغازية المرتبطة بها. كما سيعملون أيضاً على نشر الوعي بهذا الموضوع بين الموردين والشركاء في سلسلة التوريد من خلال أنشطة أعمالهم الأساسية وتشجيعهم على الاقتداء بها والالتزام بدورهم في خفض الانبعاثات بشكل كبير.
وبالإضافة إلى ذلك، يثبت هذا الالتزام أن قطاع الأبنية والإنشاءات قادر على لعب دور محوري في الحد من الانبعاثات على نطاق واسع ويجب عليه تعزيز أدائه في هذا المجال. فعلى المستوى العالمي، يأتي نحو 40 بالمئة من انبعاثات غازات الدفيئة من الأبنية، مع 28 بالمئة من العمليات التشغيلية فيها.
ومن خلال تعزيز كفاءة الاستهلاك، يمكن خفض احتياجات الطاقة العالمية، والتحول إلى الموارد المتجددة مما يسرّع من خفض إنتاج الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يجب اتخاذ إجراءات لخفض الانبعاثات بنسبة 48 بالمئة على المستوى العالمي بحلول عام 2030، يأتي 43 بالمئة منها من الأبنية.
وكان "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" قد أسس مؤخراً مركزاً للتميز ومسرّعاً للأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية، مقدماً للحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص منصة للتعلم ومشاركة المعارف حول كيفية تطوير هذا القطاع في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويمثل الالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية امتداداً لأهداف المركز الرامية إلى تشجيع أكبر عدد ممكن من المؤسسات على المشاركة في هذا الحراك الدولي الهام.
ويركز مؤتمر "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" السنوي السابع الذي يقام 9 أكتوبر 2018 على هذه القضية حيث سيحمل هذا العام شعار "نحو الصفر: رؤية لمدن المستقبل". وفي خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، سيناقش "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" خلال الحدث السبل المثلى لتوسعة نطاق مبادرات الأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية والتحول نحو خفض الانبعاثات الكربونية في مدن بأكملها إلى معدل صافي يبلغ الصفر.
ويمكن للجهات المهتمة بالالتزام بالأبنية ذات الانبعاثات الكربونية الصفرية و/أو مؤتمر مجلس الإمارات للأبنية الخضراء السنوية التواصل مع مكتب المجلس عبر البريد الإلكتروني engagement@emiratesgbc.org.
ويستضيف "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" بصورة دورية فعاليات ومؤتمرات ومنتديات إقليمية وعالمية. كما حرص المجلس على تطوير سلسلة من الأنشطة بما في ذلك فعاليات التواصل وورش العمل التقنية وأيام العمل المكثف وتقديم التسهيلات للبرامج التدريبية المتخصصة بقضايا تعنى ببيئات المباني بما يلبي متطلبات الأعضاء والمجتمع الإماراتي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
نبذة عن "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء"
تأسس "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" في يونيو 2006، وأصبح في سبتمبر 2006 العضو الثامن الذي ينضم إلى "المجلس العالمي للأبنية الخضراء". ويسعى المجلس لدعم القضايا البيئية المتعلقة بالأبنية المستدامة، وهو المنظمة الرسمية المعتمدة من قبل "المجلس العالمي للأبنية الخضراء" في الإمارات العربية المتحدة. ويضم "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" حالياً نحو 150 عضواً في الإمارات العربية المتحدة يمثلون آلافاً من الأفراد المهتمين والفاعلين في مجال الأبنية الخضراء في الإمارات والمنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، يتلقى أعضاء "مجلس الإمارات للأبنية الخضراء" حسومات على عدد من البرامج ذات الصلة مثل المؤتمرات والندوات والدورات التدريبية والفعاليات المتعلقة بالأبنية الخضراء.