تأخذ إمارة الشارقة زوّار معرض نيودلهي الدولي للكتاب الذي يحتفي بالإمارة ضيف شرف دورته الـ 27لهذا العام، في جولة حول معالم الثقافة الإماراتية والعربية، ومشروع الإمارة الكبير الذي أسست له منذ أربعة عقود من العمل المتواصل والجهود الدؤوبة من جميع الجهات والمؤسسات الثقافية، حيث تنظم خلال الحدث سلسلة من الجلسات والندوات الثقافية والتفاعلية التي تتناول جماليات الشعر والرواية والتراث بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين الإماراتيين، وبإشراف هيئة الشارقة للكتاب.
وسيكون نحو 21 مليون نسمة على موعد مع احتفال الشارقة بالثقافة والإبداع والفنون، طيلة أيام المعرض الذي تستمر خلال الفترة من 5 وحتى 13 يناير، حيث ستعرض سبعة وخمسين كتاباً مترجماً للغة الهندية لكتاب إماراتيين تتنوع بين الشعر، والرواية، والبحث، والنقد، والمسرح، وأدب الطفل بالإضافة إلى تقديم سلسلة متنوعة من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية والتراثية التي تعرّف بأسس الثقافة العربية والإماراتية وتروي للزوّار حكاية التاريخ الثقافي والإنساني للمنطقة العربية من خلال عروض فنية تراثية تجمع الغناء والرقصاتالشعبية التيتشتهر بها دولة الإمارات العربية المتحدة، تقدمها فرقة الشارقة الوطنية.
وحول هذه المشاركة أكد الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك، على أن الثقافة هي المنطلق الرئيسي لنهضة الشعوب، باعتبارها واحدة من أرقى سبل التعبير وأكثرها إبداعاً للتلاقي والتواصل، لافتاً إلى أن اختيار الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب يدل على المكانة الكبيرة والمحورية التي تلعبها إمارة الشارقة على خارطة الثقافة الإقليمية والعالمية.
وقال رئيس دائرة العلاقات الحكومية في إمارة الشارقة": إن المكانة التي وصلت لها الشارقة ليست وليدة الصدفة بل هي نتاج عمل طويل شارك فيه الجميع على امتداد أربعة عقود استطاعت من خلاله الإمارة أن تؤكد على حضورها كمنارة للعلم والمعرفة، وحاضنة للعديد من الفعاليات الثقافية السنوية التي تستضيف نخبة من المثقفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم بما يجسّد أسمى ملامح التواصل الحضاري والإنساني التي يدعونا لها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لإيمان سموّه بأن الثقافة مشروع رئيسيّ يقود لنهضة الشعوب على مختلف الصعد".
وتابع الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي": تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند علاقات تعاون وصداقة متينة، ناهيك عن التاريخ، والقرب الجغرافي الذي يربط كلا البلدين، الأمر الذي جعل من الإرث الحضاري للهند وما يقابله من تاريخ معرفي ومنجز عربي كبير مساحة للحوار والتلاقي والتواصل على مختلف المستويات، واليوم يجسد الاحتفاء بإمارة الشارقة ضيف شرف على واحد من أهم المعارض العالمية المعنية بالكتاب تكريماً لمجمل الثقافة العربية والإسلامية، وتعبير عن حجم التقدير الذي تحمله الثقافة الهندية للفنون والأدب والمعرفة العربية".
ومن جهته قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب:" يعد اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب تثميناً للدور الكبير والمحوري الذي تلعبه الإمارة برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في نقل الثقافة العربية وحملها للعالم بأسره".
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب:" حضور إمارة الشارقة في حدث يجمع نخبة من الأدباء والمثقفين الهنديينالذين يعبرون من خلال مؤلفاتهم ومشاريعهم الأدبية والثقافية عن حضارة مليئة بالكنوز والمعارف، يمثل أسمى معاني التواصل والتلاقي مع حضارة يمتد عمرها إلى آلاف السنين، وإن التقاء الحضارة العربية مع هذا الإرث الكبير عبر بوابة إمارة الشارقة يترجم رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في اعتبار المعرفة والثقافة أساساً راسخاً لمختلف أشكال التواصل الحضاري".
وتابع العامري:" نحرص على تمثيل الثقافة العربية والاماراتية من خلال تواجدنا في هذا الحدث حيث خصصنا سلسلة من الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية والفنية التي ستقام طيلة أيام المعرض ليتسنى للزوار والضيوف التعرف على نماذج حيّة من الثقافة الإماراتية والعربية، والاطلاع على ما تقدمه إمارة الشارقة من خدمات واعدة ومتطورة على صعيد صناعة الكتاب وفتح الباب أمام الإبداعات العالمية للدخول نحو الأسواق العربية".
فعاليات متنوعة
وتشهد فعاليات الشارقة خلال الحدث إقامة أمسية شعرية بعنوان "أطياف" يشارك فيها كل من الشاعر الدكتور حبيب الصايغ، والشاعرة خلود المعلا، ويديرها الشاعر علي الشعالي، فيما تقام ندوة أدبية بعنوان "الهند كما رآها شعراء الإمارات"، تستضيف كل من الشعراء عبد الله الهدية، وشيخة المطيري، وسلطان العميمي، وتديرها القاصة والروائية إيمان اليوسف.
وتتواصل الفعاليات الثقافية التي ينظمها جناح الشارقة حيث تعقد مبادرة ألف عنوان وعنوان جلسة تعريفية تستعرض تأثيرها على سوق النشر في الدولة بعنوان "1001 ودورها في إثراء المكتبة الإماراتية"، تستضيف كلّ من مجد الشحي، مدير مبادرة ألف عنوان وعنوان، والشاعران طلال سالم، وعلي الشعالي، وتديرها مريم العبيدلي.
إلى جانب ذلك، تسلط ندوة "مكتبة لكل بيت" الضوء على تجربة ثقافة بلا حدود وأثرها على قطاع النشر، حيث تستضيف كلّ من نورا بن هدية، مدير ثقافة بلا حدود، ومحمد بن دخين عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، والكاتبة والأديبة صالحة غابش، ويديرها راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين.
وينظم جناح الشارقة جلسة نقاشية بعنوان "ليس كتاباً سحرياً"، تتطرق إلى أنواع مختلفة من الكتب الموجهة لذوي الإعاقات البصرية والسمعية والحركية، تستضيف كلّاً من، روان بركات، مؤسسة مبادرة "رنين" المتخصصة في مجال الكتب الصوتية، ومحمد النابلسي، والدكتورة ايرا ساكسينا، وفيربالا راستوجي، وتديرها، آمنة المازمي، مدير مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال.
ويقدم الجناح جلسة "ترجمة قصصنا الإماراتية إلى العالم: التحديات والفرص التي تواجهها في المحتوى الإلكتروني؟" التي تناقش أبعاداً خاصة بقضايا التأليف والنشر وأثر الترجمة على تغيير الفكرة الأصلية للموضوع، حيث تستضيف كلّاً من إيمان بن شيبة، مؤسسة ومديرة شركة "سيل"للنشر، وجمال الشحي، مؤسس دار كُتّاب للنشر، وأحمد السكيتي، وتديرها مجد الشحي، مدير مبادرة ألف عنوان وعنوان.
ويتوقّف الدكتور حبيب غلوم، في لقاء تحت عنوان "الإمارات والسينما الهندية"، عند المحطات التاريخية والشواهد الدالة على حضور الإمارات في ثنايا الانتاجات السينمائية الهندية من خلال تصوير الأمكنة والحياة الإماراتية، بالإضافة إلى مناقشة حضور الممثل الإماراتي في بعض الأفلام، ويدير اللقاء القاصة والروائية إيمان اليوسف.
وتبحث الأديبتان صالحة غابش، وإيمان اليوسف، خلال جلسة ثقافية بعنوان "العلاقات الثقافية بين الإمارات والهند في القرن العشرين"، حضور المثقف الإماراتي في الهند خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ الفترة التي شهدت فيها الهند حركة ثقافية وتنويرية بمشاركة أدباء من مختلف بلدان العالم العربي.
ويتناول كلّ من تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات للنشر، والكاتبة والأديبة صالحة غابش، والشاعر علي الشعالي، خلال ندوة تديرها روان دباس تحت عنوان "تجربة أمريكا اللاتينية: كيف يمكن تفعيلها في الهند والأسواق الأخرى؟"، أسس نجاح التبادل الثقافي مع دول أخرى، ويستعرضوا ثمار هذا التعاون وأبعاده، وأثر التنوع الثقافي في الإمارات على النصوص المنشورة وغيرها من القصص والنماذج التي تمت مواجهتها في هذا المجال.
إلى جانب ذلك يتطرق الدكتور الباحث حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات في جلسة "الهند في المخطوطات العربية" إلى إرث الثقافة العربية المخطوط، ويستعرض أشهر المخطوطات العربية التي تناولت الوجود الهندي عبر متونها، وتديرها الشاعرة شيخة المطيري.
ويقدم جناح الشارقة ندوة نقاشية بعنوان "تجربة الإمارات في مجال النشر"، تستضيف كلّاً من محمد بن دخين، عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، والدكتورة اليازية خليفة، صاحبة دار فلك للنشر والتوزيع، والدكتورة فاطمة البريكي، أستاذة البلاغة والنقد القديم في جامعة الإمارات، يديرها راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، تسلط الضوء على إمكانية تطوير أخلاقيات مشتركة بين دول العالم في قطاع النشر، وتناقش معايير النشر في الإمارات والهند وغيرها من المحاور.
وفي إطار الفعاليات الثقافية ينظم الجناح ندوة الحكايات الشعبية (أسطورة الجن)، التي تستضيف الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسورابي خانا، وتديرها ثريا الصابري، حيث سيتطرق للحديث عن الحكايات الشعبية العربية التي حدثت في الهند والأثر الذي يكمن وراء عدم توثيق الحكايات المروية باعتبارها القلب النابض لثقافات الشعوب.
وتستعرض ندوة "كتب الفن والمتاحف"، التي تتطرق للحديث عن الدور الذي تلعبه المتاحف وكتب الفن في قراءة ما وراء الجغرافية والتاريخ واللغة، حيث تستضيف كلّاً من عائشة ديماس، مدير الشؤون التنفيذية في هيئة الشارقة للمتاحف، ودار تارا للنشر، وتديرها الكاتبة والفنانة علياء الشامسي.
وتتطرق ندوة "الهند في أدب الرحلات العربي" إلى أدب الرحلات العربي من مشاهد وأحداث وشخوص تنتمي إلى جغرافيا بلاد الهند وتاريخها المختلف، بما يدل على عمق العلاقات الثقافية والاجتماعية القائمة بين المجتمعين العربي والهندي، وتستضيف الندوة كلّاً من الأديب ناصر الظاهري، والباحث الدكتور محمد بن جرش، والأديب والباحث سلطان العميمي، بإدارة الشاعرة شيخة المطيري، إلى جانب تنظيم أمسية شعرية بعنوان "مرايا" تستضيف كلّاً من الشاعر الاماراتي الدكتور طلال الجنيبي، وعلي الشعالي، وطلال سالم، ويديرها الشاعر عبد الله الهدية.
وتمثّل الشارقة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب، وفود من العديد من المؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية، ومن أبرزها: هيئة الشارقة للكتاب، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات.