كشف معالي المهندس سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية عن أن الوزارة تتعامل مع مشاريع تطوير بنية تحتية تتجاوز قيمتها نحو 10 مليارات درهم ضمن خطة الوزارة الخمسية 2018 -2023 وتشمل مشاريع البرنامج الإستثماري للوزارة ولجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة لافتا إلى أن المشاريع التنموية والتطويرية التي تشرف عليها الوزارة تسير بخطوات راسخة نحو تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للتنمية المستدامة وهي تمثل قفزة نوعية نحو تعزيز مستقبل مشرق لأبناء الإمارات عبر دعم النهضة الصناعية والتجارية والسياحية والاجتماعية التي قطعت فيها الدولة شوطا كبيرا .
جاء ذلك خلال جولة معاليه الميدانية التي تفقد فيها عددا من المشاريع في الساحل الشرقي من الدولة والتي رافقه فيها سعادة المهندس حسن محمد جمعة المنصوري وكيل الوزارة لشؤون البنية التحتية والنقل وسعادة المهندس محمد الميل الوكيل المساعد لقطاع أصول البنية التحتية الإتحادية وسعادة الشيخ ناصر ماجد القاسمي الوكيل المساعد لقطاع تنظيم البنية التحتية والنقل وسعادة المهندس يوسف عبدالله الوكيل المساعد لقطاع مشاريع البنية التحتية الإتحادية.
بدأت الجولة بتفقد مشروع مبنى القيادة العامة لشرطة الفجيرة الذي تبلغ تكلفت نحو 96 مليونا و 748 ألف درهم ويتكون من المبنى الرئيس ومبنى الخدمات ومحطة الكهرباء ومعالجة المياه وأعمال مهبط الطائرات وذلك بمساحات واستخدامات مختلفة وكذلك الخدمات والطرق والأعمال الخارجية والمداخل الرئيسة والبوابات والأسوار وأعمال الربط بكافة الشبكات الخاصة بالمشروع من طرق ومياه وصرف صحي وكهرباء وإنارة ومكافحة حريق وأعمال الزراعة إلى جانب كافة النظم الخاصة بالمعلومات وتأمين المنشآت ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال الربع الثاني 2021.
وقد حرصت الوزارة على تطبيق معايير الإستدامة والأبنية الخضراء في المشروع من خلال تدوير المياه وإعادة استخدامها في تطبيقات الري ما ساهم في توفير المياه المستخدمة بنسبة تراواحت بين 15 إلى 20 بالمائة فضلا عن استخدام فلاتر المياه لتحسين جودة المياه والتي ساهمت في تحسين جودة المياه والتخلص من الشوائب واستخدام التقنيات الحديثة التي بدروها ساهمت بتقليل استخدام الكهرباء في المبنى .
وقال معاليه خلال الجولة الميدانية في سد الغيل في منطقة كلباء بإمارة االشارقة - إنه في إطار جهود دولة الإمارات ونظرتها الإستباقية لتغذية المياه الجوفية والحد من تأثير الكوارث والأزمات الناتجة عن التقلبات الجوية تستكمل وزارة الطاقة والبنية التحتية جهود الدولة في إنشاء السدود في مختلف المناطق شمال الدولة والتي يبلغ عددها 150 سدا وحاجزا مائيا موضحا أن الوزارة تشرف على 104 سدود منها بسعة تصل إلى 130 مليون متر مكعب من المياه حيث تكمن أهمية السدود المائية في توفير مورد مائي دائم ومستمر من خلال تجميع مياه الأمطار ونجحت السدود التابعة للوزارة من جمع أكثر من 40 مليون متر مكعب من مياه الأمطار في العام الماضي 2020 والتي تمثل داعما رئيسيا لاستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036 .
وأضاف:" للسدود أثر كبير على القطاع السياحي إذ باتت تندرج ضمن لائحة الأماكن السياحية التي يقصد السياح في دولة الإمارات بعدما قامت وزارة الطاقة والبنية التحتية والحكومات المحلية بوضع خطط للسياحة المائية بتنفيذ الاستراحات والبحيرات الصناعية والحدائق على بعض السدود ما ساعد على تحسين المنطقة من الناحية الجمالية وبالتالي إنعاش القطاع السياحي" .
وأشار معاليه إلى أن لدى وزارة الطاقة والبنية التحتية العديد من الإجراءات والتدابير الإحترازية التي تنفذها فرق العمل تزامنا مع بدء موسم هطول الأمطار حيث حددت الوزارة 22 مشروعا لقنوات تصريف مياه الأمطار وحواجز مائية وعبارات في المنطقة الشرقية منوها بأن هذه الإجراءات والتدابير الإحترازية تشمل كذلك عمليات الصيانة وتركيب أجهزة استشعار عن بعد لرصد التغيرات المناخية فضلا عن تشكيل لجنة طوارئ في جميع المشاريع موضحا أن فرق عمل الوزارة جاهزة دائما في الميدان حتى تتابع عن كثب تطورات أحوال الطقس إستعدادا للتوقعات الجوية حيث يتم التنسيق بشكل دائم مع الجهات الحكومية بشقيها الاتحادي والمحلي لضمان انسيابية الحركة المرورية وعدم تأثر مشاريع البنية التحتية من الأمطار .
كما تفقد معالي المزروعي خلال جولته مشروع تطوير ورفع كفاءة طريق الشيخ حمد بن عبدالله في إمارة الفجيرة الذي تبلغ تكلفته 250 مليون درهم حيث إنتهت الوزارة من رصف طبقات الأسفلت في المشروع بشكل كلي وتم فتح الطرقات في جميع التقاطعات المرورية "النجيمات والسلام والتأمين والغرفة " وتشغيل جميع الإشارات المرورية فضلا عن تشغيل الإنارة في أجزاء واسعة من المشروع حرصا على تعزيز انسيابية وأمان الحركة المرورية بشكل أكبر إلى حين إنجاز المشروع بشكل نهائي وفتح الطريق أمام حركة المرور في الربع الأول من العام الجاري 2021 .
وكانت الوزارة استكملت إنجاز 3 أنفاق للمشاة حسب أعلى المعايير العالمية المتبعة لضمان سلامة عبور المشاة على طول هذا المشروع .. فيما العمل جار حاليا في نفق "مريشيد" حسب المخطط حيث تم إنجاز جسم النفق بنسبة 82 بالمائة ويجري التنسيق مع الدوائر الأخرى لتسريع الإنجاز وتسليم النفق.
ويعد مشروع طريق الشيخ حمد بن عبدالله محورا استراتيجيا ضمن المخطط الهيكلي لشبكة الطرق التي تنفذها الوزارة ومن المشاريع الحيوية بإمارة الفجيرة حيث انه الطريق الرئيس الذي يخترق مركز المدينة من طريق الشيخ خليفة إلى الكورنيش ويصل الى طريق كلباء وطريق خورفكان ويقلص زمن الرحلة بنسبة 73 بالمائة من 15 دقيقة إلى 4 دقائق ويرفع الطاقة الإستيعابية للطريق بنسبة 100 بالمائة من 10 آلاف مركبة في اليوم إلى 20 ألف مركبة..
في حين تشمل الاعمال بالمشروع إنجاز شبكة تصريف مياه الأمطار و3 أنفاق للمشاة و 3 أنفاق للسيارات .
وذكر معالي المزروعي- خلال تفقده مشروع تطوير ورفع كفاءة واستكمال طريق مليحة من شارع الشيخ خليفة وطريق" E99 "في الفجيرة وربطهما "المرحلة الأولى"- أنه في إطار سعي وزارة الطاقة والبنية التحتية لدعم منظومة الإستدامة استخدمت الوزارة تقنية إعادة تدوير مواد الحفر للإستفادة من 90 بالمائة من المواد المعاد تدويرها في مراحل تنفيذ المشروع وكذلك استخدمت مصابيح "LED "في إنارة الطـــريق والتي بدورهـــا ساهمت بخفض إستهلاك الطاقة بنسبة وصلت إلى 50 بالمائة .
وفي نهاية الجولة التفقدية أكد معاليه أن مسيرة التنمية في مختلف القطاعات الحيوية بدولة الإمارات تسير بخطى واثقة ومتواصلة رغم تحديات تداعيات جائحة "كورونا" التي يمر بها العالم والدولة وذلك سعيا إلى تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة ودعم النمو الإقتصادي وتلبية طموحات شعب الإمارات وتحقيق أعلى مؤشرات السعادة للمواطنين والمقيمين والعبور إلى المستقبل المشرق الذي تنشده حكومة الإمارات وصولا إلى بلوغ المئوية 2071.
وأشار معاليه إلى حرص وزارة الطاقة والبنية التحتية على تنفيذ المشاريع التنموية وفق الخطط الزمنية المعتمدة بالرغم من الظروف الإستثنائية الحالية حيث ان إستمرار هذه المشاريع يسهم في تحقيق السعادة وجودة الحياة وتأمين الراحة والطمأنينة لمجتمع الإمارات بأكمله لافتا إلى أن الوزارة تستخدم التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تنفيذ المشاريع التنموية الأمر الذي يدعم التوجه القائم على إستدامة المشاريع من ناحية العمر الإفتراضي وحاجتها للصيانة إلى جانب مساهمتها في خفض زمن وتكلفة التنفيذ والتشغيل فعلي سبيل المثال تستخدم في مشاريع الطرق تقنية إعادة تدوير الأسفلت البارد التي تعتمد على تكسير وخلط ورصف وضغط الطبقات الإسفلتية الموجودة مع طبقات جديدة بحيث سيكون للطبقات الجديدة خصائص أفضل من تلك القديمة بفضل خلطها مع الإسمنت وضغطها بإستخدام الآلات المتخصصة لهذا الغرض إلى جانب استخدام مادة "البوليمر" في خلطة الأسفلت لخصائصها المتميزة ومساهمتها في تحمل الأوزان الثقيلة للشاحنات .
وأضاف معالي المزروعي : "حريصون في وزارة الطاقة والبنية التحتية على دعم الموارد البشرية المواطنة الشابة من خلال إكسابهم المهارات العملية والعملية ليكونوا نواة العمل المستقبلي وتسليمهم زمام الإشراف على المشاريع التنموية بداية من التخطيط والتصميم وصولا إلى التنفيذ فشباب الإمارات أثبتوا كفاءة عالية وقدرة على إدارة المشاريع التنموية والتعامل مع التحديات حيث تتطلب المرحلة المقبلة من فريق العمل مزيدا من الجهد والإبداع والإبتكار في العمل والإنجاز بوتيرة متسارعة عبر تكامل الأدوار الأمر الذي يدعم توجه الدولة للخمسين عاما المقبلة ويساهم في تحقيق تطلعات الحكومة في سعيها للوصول المركز الأولى عالميا في شتى المجالات ".
وام/حليمة الشامسي/إسلامة الحسين