ان اولياء الامور بحاجة إلى التحدث أكثر الى أطفالهم في سن المراهقة لمساعدتهم على تجنب الإجهاد والأمراض النفسية التي أصبحت أكثر انتشارا في عالمنا اليوم من خلال الإشباع الرقمي والضغوطات اليومية الروتينية، وفقا لما جاء عن إبداع، شركة استشارات وتدريب متخصصة في بناء القدرات في دبي.
وتعمل إبداع على حث أولياء الأمور لأخذ مواضيع أبنائهم المراهقين أكثر جدية، حيث أشارت بحوث في المملكة المتحدة مؤخرا بأن أنماط الحياة والضغط العالي اليومي بصورة متزايدة يعرّض المراهقين لخطر الاكتئاب والقلق. وان الدراسة التي اعدها مركز" أن سي أس" البريطاني ان المراهقين يفضلون عدم مناقشة اسباب قلقهم مع آبائهم مفضّلين بدلا من ذلك مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانا ما تكون النتائج كارثية.
وأضاف مستشار إبداع، الدكتور جيم بويلان استشاري الأطفال والمراهقين في علاج الطب النفسي، والذي يدير ايضاً تدريب المسجلين وطلاب قسم الصحة في المنطقة الشمالية في المملكة المتحدة على التدريب والطب النفسي، " يؤمن المراهقون بأن البالغين يفتقرون إلى فهم عالمهم والضغوطات التي يتعرضون اليها يومياً، ومع ذلك، واحد من 7 اولياء امور اعترفوا بأنهم لا يفهمون الضغوطات التي يمر بها الشباب اليوم، وأربعة من 10 يعتقدون ان الشباب المراهق يبالغ عند التحدث عن مشاكلهم".
والحقيقة هي أن المراهقين يتجهون إلى قنوات التواصل الاجتماعي للتعبيرعن التوتر لديهم، وإنهم من السهولة ان يصبحوا فريسة سهلة لهذه القنوات، وهذا كله قد يؤدي الى ضغوطات من الصعب مداواتها. لذلك يجب على الآباء أن يعوا هذه المخاطر ويدركون أهمية سد الفجوة في عملية التواصل الحاصلة بينهم وبين المراهقين من ابنائهم من ابناءهم وهذا كله يأتي من خلال الصبر والاحترام.
تستضيف إبداع هذه الندوة في دولة الإمارات العربية المتحدة في فندق جراند ميلينيوم، تيكوم، دبي في 28 نوفمبرللتأكيد على ان الشباب يعيش حياة هانئة وخالية من الصعوبات.
سيتم إقامة الندوة من قبل اثنين من أهم خبراء علم نفس الأطفال والمراهقين في المملكة المتحدة وهي الدكتورة مادلين بورتوود، المتحدثة باسم جمعية علم النفس البريطانية لتنمية الطفل واضطرابات النمو العصبي وجيم بويلان، استشاري الأطفال والمراهقين في علاج الطب النفسي.
وكشفت دراسة قامت بها هيئة الصحة في دبي عام 2013 مفادها أن واحدا من كل 5 طلاب في سن المراهقة في الإمارة أظهر أعراض الاكتئاب من بين 1289 طالب شملهم الاستطلاع والذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاما، تم تشخيص 17.5٪ ممن يعانون من أعراض متقدمة.
فإن التوقعات الاجتماعية المدمجة والحياة المسبقة التخطيط ضمن بيئة تنافسية مثل دبي، يمكن أن يكون الإجهاد فيها مضاعفاً للأشخاص في سن المراهقة، حسب ما قال بويلان. ومما يزيد الامور تعقيداً هوعندما لا يستمع الآباء الى ابنائهم المراهقين، أو حتى أخذ كلامهم على محمل الجد، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لهم للجوء إلى مصادر غير مرغوب فيها للحصول على دعم غير مرحب فيه ايضاً.
ومع ذلك، فإن مستشار إبداع يعترف أن الضغوط تأتي في كلا الاتجاهين. "المراهقة ليست سهلة للآباء والأمهات. فعندما يخوض الاطفال الظروف المضطربة المختلفة المرتبطة بالمراهقة، سواء كانت جسدية اوعاطفية، يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من الامراض والضغط على الصحة العقلية.
وقال بويلان يجب على الآباء ان يكونوا يقظين لتصرفات اولادهم كالمبالغة في النوم، وانخفاض احترام الذات، وعدم الاهتمام في ممارسة الهوايات، وانخفاض في الأداء الأكاديمي وإنخفاض الوزن وفقدان الشهية والتقلبات في الشخصية.
واختتم قائلاً،" سنقوم في هذه الندوة على شرح المزيد من التقنيات التي تتأقلم مع الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين لكي يقوموا باستخدامها للحفاظ على المسار الصحيح للمراهقين".