وقعت "الاتحاد للماء والكهرباء ومركز جامعة خليفة للأغشية وتكنولوجيا المياه المتقدمة، مذكرة تفاهم لتطوير آليات معالجة المياه وإدارة الموارد المائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال الأبحاث والابتكارات المتطورة. وتحدد الاتفاقية إطار عمل يتيح للشريكين استكشاف وتقييم تقنيات الأغشية المتقدمة، والارتقاء بعمليات تحلية المياه باستخدام الذكاء الاصطناعي ونماذج التعلم الآلي.
وتضفي مذكرة التفاهم طابعًا رسميًا على رغبة الطرفين في تطوير مشاريع تجريبية لاختبار تقنيات تحلية المياه، ونشر نماذج قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة واستدامة عمليات التحلية. كما ستسهل الشراكة تبادل المعارف والخبرات، من خلال وحدات تعليمية وورش عمل ومسابقات، تركز على التقنيات المتقدمة في إدارة المياه، بما في ذلك توفير فرص التدريب والبحث.
وتعليقًا على هذه الشراكة، قال المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء: "تتناغم الاتفاقية الجديدة مع طموحنا في رفع الكفاءة التشغيلية وضمان الأمن المائي في دولة الإمارات العربية المتحدة عمومًا، والمناطق الشمالية منها على وجه الخصوص حيث نقدم خدماتنا".
وأضاف آل علي: "من خلال الجمع بين القدرات البحثية لجامعة خليفة، والخبرة العملية لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، نلتزم بالتطوير المستمر في تقنيات تحلية المياه ومعالجتها، ونعمل على تعزيز سبل الإدارة المستدامة لهذا القطاع الحيوي".
وستدعم الاتفاقية مشاركة الطلاب، من خلال برامج التدريب الداخلي والمشاريع البحثية، كما ستخلق المزيد من فرص العمل للخريجين الجدد، وستدمج جامعة خليفة دراسات الحالة الواقعية ضمن مناهجها.
من جانبه، قال سعادة الدكتور إبراهيم الهاجري، رئيس جامعة خليفة: "يسعدنا أن نرسخ شراكتنا مع الاتحاد للماء والكهرباء من خلال مذكرة التفاهم الجديدة، حيث نأمل في لعب دورًا كبيرًا في تعزيز آليات معالجة المياه والإدارة المستدامة لمواردها في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد سجل مركز جامعة خليفة للأغشية وتكنولوجيا المياه المتقدمة ابتكارات رائدة في هذا المجال، ونثق في أن هذا التعاون سيعزّز التبادل المعرفي ومشاركة الخبرات في أحد أهم القطاعات الاستراتيجية في الدولة، كما سيمهد الطريق للاستفادة من التطبيقات التكنولوجية الحديثة".
وتسهم شركة الاتحاد للماء والكهرباء، الرائدة في مجال تكنولوجيا تحلية المياه، من خلال هذا المشروع التعاوني وغيره، في دعم استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، وعلى رأس هذه المشاريع محطة "نقاء"، واحدة من أضخم محطات تحلية المياه في العالم، والتي تعمل بتقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة، لإنتاج أكثر من 50 مليار جالون سنويًا. وتعتمد المحطة على تقنيات متقدمة، أسهمت في تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في تشغيلها بنسبة تتخطى 60%.
وتوظف الشركة تقنيات فائقة التطور لتقليل الهدر في المياه إلى الحد الأدنى، مثل "الكرة الذكية"، وأنظمة الفحص الصوتي، وغيرها.
من جهته، قال الدكتور شادي حسن، مدير مركز جامعة خليفة للأغشية وتكنولوجيا المياه المتقدمة: "تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو توظيف الأبحاث المتطورة في معالجة التحديات الراهنة في إدارة المياه. ومن خلال دمج تقنيات الأغشية المتقدمة مع التحسينات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، يمكننا الارتقاء بمستويات الكفاءة والاستدامة في عمليات التحلية، وضمان مستقبل آمن لقطاع المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وقد نجحت جامعة خليفة في ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال ابتكارات معالجة وتحلية المياه، من خلال المشاريع المبتكرة التي ينفذها مركز الجامعة للأغشية وتكنولوجيا المياه المتقدمة، والذي يعمل على تطوير حلول حديثة تشمل أنظمة تحلية المياه العاملة بالطاقة الشمسية، والمصممة خصيصًا لتلائم مناخ الدولة، والأغشية المكهربة التي تستخدم مواد نانوية لإزالة الملوثات، والأغشية الذكية المستجيبة للمحفزات بغية تحسين عمليات التنقية.
كما يعمل المركز على دعم تسويق الأغشية النانوية الصديقة للبيئة، وأجهزة الاستشعار البيولوجية للكشف السريع عن الفيروسات. تسلط هذه الجهود وغيرها الضوء على التزام جامعة خليفة بالحلول المستدامة فائقة الأداء التي تركز على معالجة تحديات المياه العالمية وتلبي احتياجات القطاع.
وبموجب هذه الاتفاقية، سيتم دمج أبحاث جامعة خليفة بشكل مباشر في المشاريع القائمة لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، ما يسمح باختبار الحلول الجديدة وتوسيع نطاق استخدامها على أرض الواقع. وسيساعد هذا النهج في تحسين التقنيات والممارسات التشغيلية المستخدمة في مرافق تحلية المياه والبنية التحتية للقطاع.