أوصى خبراء بضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والعالمية لمواجهة تهريب المخدرات والحد من انتشارها، والتصدي للجرائم العابرة للحدود التي تشكل تحدياً خطيراً لسلامة الأفراد وبنية المجتمعات، مشددين على أهمية صقل مهارات المفتشين الجمركيين وتطوير الأنظمة وتحديث أجهزة الفحص لما له من دور كبير في الكشف عن محاولات تهريب الممنوعات، بالإضافة إلى زيادة التوعوية بأضرار هذه الآفة الخطيرة عبر عقد ورش للطلاب ، والاهتمام بطوير المهارات الحياتية وإكساب الفئات المختلفة المعرفة و الوعي اللازمين للوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية والإدمان عليها مع الاهتمام بفئات الشباب و اليافعين أجيال المستقبل.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي عقدت تحت عنوان " تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها" ضمن فعاليات منتدى مكافحة المخدرات الذي تنظمه جمارك دبي في نسخته الثالثة تحت رعاية سعادة أحمد محبوب مصبح المدير العام لجمارك دبي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها ، حيث اختارت الأمم المتحدة شعار "الأشخاص أولاً: لننهي الوصم والتمييز، ونعزز الوقاية منهما" لاحتفال هذا العام، واعتمد مجلس مكافحة المخدرات بالدولة شعار "شاركنا لنمنعها" ليكون شعار مشاركة دولة الإمارات في الاحتفال بهذا اليوم العالمي.
وشارك في المنتدى العديد من الجهات المحلية والإقليمية ومنها الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات الاستخباراتية بالشرق الأوسط "ريلو"، الجمارك الأردنية، مركز إرادة للعلاج والتأهيل بدبي، والمركز الوطني للتأهيل.
وتخلل المنتدى الذي حضره 100 متخصص من الجهات ذات الصلة ، عرضاً مرئياً عن الجهود الكبيرة التي تبذلها جمارك دبي لمكافحة تهريب المخدرات بالاعتماد على كوادرها البشرية المؤهلة و أنظمتها الأكثر تطوراً في العالم.
ورحب يوسف الهاشمي المدير التنفيذي لقطاع إدارة المتعاملين (مكلف) ، بالمشاركين في المنتدى ، مؤكداً أن دولة الإمارات وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة نجحت في أن تضع بصمة عالمية مميزة لها في محاربة آفة المخدرات ، وحماية المجتمع من أخطارها، وتنطلق جمارك دبي وضمن واجبها الوطني كخط دفاع أول في تحقيق أهداف استراتيجيتها 2021-2026 لريادة الجمارك الآمنة عالمياً ، بالاعتماد على كادرها المؤهل من ضباط الجمارك ، بالإضافة إلى تزويد المراكز الجمركية بأحدث أجهزة الكشف و التفتيش العالمية واثمرت هذه الجهود والتجارب المتراكمة لقطاع التفتيش الجمركي في جمارك دبي من كشف حيل المهربين و الوقوف حائط صد أمام محاولاتهم.
وقال إن تهريب المخدرات يمثل آفة خطيرة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها، ويشكل تطور أساليب وأدوات المهربين يوماً بعد يوم واحدة من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه أجهزة المكافحة على مستوى العالم، ما يستدعي تعزيز التعاون وتفعيل مبدأ الشراكة بين الإدارات الجمركية والجهات الأمنية ذات الصلة للتصدي لمنظمات تهريب المخدرات عبر الحدود والسيطرة على خطر انتشارها وإساءة استعمالها والاتجار غير المشروع بها.
وناقشت الجلسة الحوارية التي أدارها عاشور موسى مدير أول قسم العلاقات العامة والإعلام في جمارك دبي، الحاجة إلى تحسين فهم مشكلة المخدرات العالمية وكيف ستؤدي المعرفة الأفضل إلى تعزيز تعاون إقليمي و دولي أكبر لمواجهة تأثيرها على الصحة والأمن ، وشارك فيها منيرة بنت خالد الرشيد مدير المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات الاستخباراتية في الشرق الأوسط "ريلو" ، عقيد جمارك يزن العضايلة مدير مديرية الاستخبارات في الجمارك الأردنية ، الدكتور عبدالله الانصاري مدير إدارة الأبحاث والتوعية والعلاقات العامة في مركز إرادة للعلاج والتأهيل بدبي ، الدكتور سيف درويش اخصائي تثقيف صحي رئيسي من المركز الوطني للتأهيل ، المهندس عادل السويدي مدير إدارة الدعم الفني في جمارك دبي،.
وقال المهندس عادل السويدي أن جمارك دبي تستثمر في مواردها البشرية بشكل مستدام عبر دورات تدريبية متخصصة للمفتشين لصقل مهاراتهم في كشف المواد المخدرة بكافة أشكالها وانواعها، كما تزود الدائرة المراكز الجمركية في دبي بأحدث أجهزة الفحص و التفتيش المتطورة ، حيث تم تزويد مركز جمارك جبل على وتيكوم بنظام متطور الأول من نوعه في العالم لفحص وتفتيش المركبات الثقيلة والخفيفة والمعدات الضخمة واليخوت عبر المسح بالأشعة السينية (X-Ray)، ما يزيد من قدرة المركز على مضاعفة عمليات التفتيش وتسريع الإجراءات، و دعم انسيابية الأعمال ، حيث يختصر الجهاز وقت التفتيش من ما يقارب 6 ساعات يدوياً إلى 5 دقائق فقط، ويتضمن النظام المتطور العملاق مواصفات خاصة بناء على طلب من جمارك دبي بإمكانية مسح مركبات ومعدات ثقيلة بحد أقصى بابعاد5.9 متر x 5.5 متر.
ومن جانبها شددت منيرة بنت خالد الرشيد على أهمية تبادل المعلومات الاستخبارية حول الضبطيات الجمركية ومكافحة التهريب الجمركي بالتعاون مع المكاتب المحلية واستعرضت دور المكتب الإقليمي "الريلو" في تبادل المعلومات والخبرات حول الضبطيات الجمركية و تقديم الدعم والمساندة لمكاتب الاتصال المحلية بالدول الأعضاء بالإضافة إلى مهمة التأكد من صحة معلومات الضبطيات الإقليمية وإصدار التحليلات الخاصة بتلك الضبطيات لدعم الإدارات الجمركية إضافة إلى جمع وتقييم ونشر المعلومات حول المخالفات الجمركية وإصدار نشرات إخبارية دورية تحتوي على الضبطيات العالمية والإقليمية وتحليل اتجاهات التهريب في المنطقة.
وأكد عقيد جمارك يزن العضايلة على أهمية تكثيف التعاون والشراكة الاستراتيجية سواء محلياً أو إقليماً وعالمياً في مواجهة عمليات تهريب الممنوعات العابرة للحدود، مشيراً إلى أن الجمارك الأردنية تمكنت من ضبط 6 ملايين حبة كبتاجون المخدرة بوزن نصف طن تقريباً كانت مخبأة بطريقة فنية جداً داخل شحنة تمور.
وأوضح الدكتور عبد الله الانصاري أن مركز إرادة للعلاج والتأهيل تمكن من مساعدة حالات كثيرة في الالتحاق بفرص عمل للمتعافين من الإدمان لتوفير حياة مستقرة، لافتاً إلى أن أهداف المركز وفي مقدمتها توفير العلاج وإعادة التأهيل للأشخاص المصابين بآفة الإدمان وتشجيعهم على العلاج في المركز، والمشاركة في وقاية أفراد المجتمع من كافة صور الإدمان وخطر الوقوع فيه.
وناقش الدكتور سيف درويش دور المجتمع في الوقاية من المؤثرات العقلية، والمراحل والتحديات التي يواجها المريض أثناء التعافي، وتطرق الدكتور إلى جهود المركز الوطني للتأهيل في مجال الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية، وأشار إلى أن المركز يعمل على توعية المجتمع وتثقيفهم حول أضرار تعاطي المؤثرات العقلية وكيفية الوقاية منها ويقدم البرامج الوقائية التي تستهدف الأسرة أو تلك التي تستهدف فئة المراهقين مثل المخيمات الصيفية والشتوية.