تلعب الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات دوراً حاسماً في آفاق عمل الشركة وقدرتها على الاستمرارية. ويطالب أصحاب الأسهم الرئيسيين ومنهم المستهلكون والمستثمرون والمنظمون والمؤسسات غير الحكومية، بأن تدمج الشركات الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في كل جوانب استراتيجية أعمالها وسير عملياتها تقريباً، بدءاً من الشراء والتصنيع وحتى تطوير المنتجات والتوظيف.
تعتبر إل جي إلكترونيكس شركة عالمية رائدة في مجال تقنية المعلومات وتمتلك 30 موقع إنتاج حول العالم، ولهذا تدرك الشركة أنها كي تتمكن من إدارة الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بشكل فعال، يجب دمج هذه الأساسيات في سير العمليات اليومية للشركة.
وحددت الشركة في عام 2018 اتجاهها الاستراتيجي لإدارة تلك الممارسات بناءً على المعايير المطلوبة من قبل المجتمع الدولي، والتي تعكس أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة. وبعد مراجعة أدائها في تلك الجوانب خلال السنوات الثلاث الماضية، أنشأت الشركة اتجاهاً جديداً لبرنامج الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لديها، وأطلقت في عام 2022 خطة "الحياة الأفضل لعام 2030".
تتضمن خطة "الحياة الأفضل لعام 2030" ستة التزامات بشأن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، تهدف ثلاثة منها إلى تحسين الأداء البيئي لدى الشركة بشكل كبير من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة استخدام المواد المعاد تدويرها في منتجاتها. على سبيل المثال، التزمت "إل جي" بأن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2030 من خلال تقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليات الإنتاج. وتخطط الشركة لتتمكن من تحقيق ذلك لخفض 1.93 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (tCO2e) المتولدة في عام 2017 بنسبة 50% من خلال إنشاء مرافق أكثر كفاءة في استخدام الطاقة واعتماد تقنيات تقلل من الانبعاثات الضارة.
ولتدعم أهدافها المتعلقة بحياد الكربون، حوّلت الشركة مجمع مصانعها في تشانغوون بكوريا الجنوبية إلى مركز تصنيع مستقبلي لسلسلة أجهزتها المنزلية. وتم إعادة تسمية المجمع إلى "حديقة إل جي الذكية" LG Smart Park، والذي يستخدم نظام لوجستي ثلاثي الأبعاد ومدعّم رقمياً وقائم على الحوسبة المتطورة وتحليلات تعلم الآلة للتنبؤ بالأخطاء، إضافةً إلى المرافق الحديثة لإنتاج نماذج متعددة تستجيب لمتطلبات العملاء المختلفة.
اختار المنتدى الاقتصادي العالمي في وقت سابق من هذا العام، المجمع كـ"مصنع متميز" وهي فئة تضم الشركات التي تُظهر ريادتها في استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وزادت "حديقة إل جي الذكية من الإنتاجية بنسبة 17% وخفضت تكلفة عوائد المنتجات المعيبة بنسبة 70%. وخفّض المصنع انبعاثات الغازات الدفيئة وعزز كفاءة الطاقة لكل وحدة منتجة بنسبة 30% مقارنةً بالموقع السابق. وتخطط الشركة لتطبيق تقنيات الإنتاج الذكية الرائدة في "حديقة إل جي الذكية" على 26 من منشآتها الإنتاجية في 30 دولة، وذلك لتسريع التحول الرقمي لشبكة التصنيع العالمية بحلول عام 2025.
سيتم تعويض 960 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون المتبقي المتولد في عام 2017 من خلال تأمين أرصدة الكربون عبر اتباع إطار عمل التنمية النظيفة التابع لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والتي تسمح بتقليل الانبعاثات من خلال الاستثمار في التقنيات المتطورة ووضع رأس المال في البلدان النامية، وعبر أنشطة الحد من انبعاثات الكربون الخارجية عن طريق استخدام أجهزتها المنزلية عالية الكفاءة. وتهدف الشركة في إطار الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات إلى الحصول على 60% من طاقتها من التقنيات المتجددة بحلول عام 2030، والانتقال إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2050.
تلتزم "إل جي" أيضاً ببناء اقتصاد دائري من خلال مبادراتها في إعادة تدوير النفايات وتحسين عمليات معالجة النفايات، وتهدف الشركة إلى إعادة تدوير 95% من النفايات المتولدة في مواقع الإنتاج العالمية بحلول عام 2030، محققةً ارتفاعاً من 92% في عام 2021، وذلك من خلال استخدام 600 ألف طن من البلاستيك المعاد تدويره في عمليات التصنيع لديها.
قال هونغ سنغ-مين، رئيس قسم الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات لدى "إل جي": "سيؤدي إجراء اختبارات استقرار المنتج وموثوقيته إلى تحسين كفاءة الموارد، إضافةً إلى استخدام المواد المعاد تدويرها في مجموعة من المنتجات التي تشمل الغسالات والبرادات والمكيفات والتلفزيونات. كما تنفّذ إل جي أيضاً سياسات الامتثال للوائح الإقليمية المتعلقة باستعادة النفايات الإلكترونية والتخلص منها من خلال إنشاء بنية تحتية خاصة باستعادة تلك النفايات".
وأضاف هونغ: "افتتحت شركة إل جي لتعزيز جهودها مركز تشيلسيو لإعادة التدوير في كوريا الجنوبية بشهر أغسطس 2001. وتقود هذه المنشأة مبادرة استعادة النفايات الإلكترونية لدى الشركة من خلال جمع النفايات الإلكترونية في نهاية دورة حياة المنتج وإعادة استخدام البلاستيك المعاد تدويره لتصنيع مكونات جديدة واستخدامها في الأجهزة المنزلية مثل البرادات".
تعمل "إل جي" أيضاً على تحسين أداء استهلاك الطاقة في منتجاتها، فأطلقت الشركة في وقت سابق من العام الجاري غسالة ThinQ الجديدة والتي تتميز بمحرك الدفع المباشر المدعم بالذكاء الاصطناعي والذي يستخدم تقنية التعلم العميق للتعرّف على الأنواع المختلفة من الأقمشة ثم تحديد دورة الغسيل والإعدادات المُثلى لكل حمولة. وتلقّت تقنية الذكاء الاصطناعي المطبقة في حلول الغسيل القابلة للترقية لأول مرة في قطاع الأجهزة المنزلية شهادة تمكين عملية إعادة إنتاج خوارزمية الذكاء الاصطناعي من UL، وهي شركة عالمية رائدة في علوم السلامة، تساعد الشركات على إثبات سلامة منتجاتهم وتعزيز الاستدامة وتحقيق الامتثال التنظيمي.
ومن جانبه قال ويليام تشو، الرئيس التنفيذي لشركة إل جي إلكترونيكس: "تتماشى أنشطة إل جي الحالية مع استراتيجيتنا المتوسطة إلى طويلة المدى بشأن الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في مجال الإنتاج والخدمات الصديقة للبيئة التي تصب في صالح الأجيال القادمة. وتعمل إل جي بنشاط لتوفير الحلول البيئية كي تتمكن الأجيال القادمة من الاستمتاع بحياة أفضل والمساهمة ببناء غد أفضل".