المال والأعمال | الأحد 10 مايو, 2015 4:31 مساءً |

فيما بلغت قيمة سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية حوالي مليار دولار أميركي، أظهرت أحدث الدراسات أن المستهلكين في قطر هم ضمن الفئة الأعلى إنفاقاً على منتجات التجميل والعناية الشخصية.

فقد شهد السوق القطري نمواً كبيراً عام 2014، ليفوق بذلك معدلات النمو العالمية. ويعزى النمو الاستثنائي للقطاع في قطر إلى ارتفاع الدخل المعدّ للإنفاق بالإضافة إلى ارتفاع أعداد السكان الشباب -وهي الفئة السكانية الأكثر اهتماماً بمستحضرات التجميل والعناية الشخصية بالإجمال.

كما يدعم نمو القطاع الانتشار الواسع لقنوات توزيع وبيع مستحضرات التجميل والعناية الشخصية في الدولة -فهي تشمل المحلات المتخصصة في مراكز التسوق بالإضافة إلى البيع المباشر في الصالونات والصيدليات وكبرى محلات السوبرماركت والهايبرماركت بالإضافة إلى الأسواق التجارية والبازارات. وفي قطر وحدها، يصل عدد نقاط البيع الى حوالي 1000 متجر فيما يبلغ عدد المتاجر المتخصصة بالكامل في بيع مستحضرات التجميل حوالي 150 محلاً تجارياً.

وفي حديثه عن توقعات نمو القطاع للعام الحالي قال السيد ماهر مكارم، المدير العام لشركة ماضي إنترناشونال-أحد أبرز موزعي العلامات التجارية العالمية المرموقة في قطاع التجميل الاحترافي بالشرق الأوسط: "لم تتضح ملامح النمو لعام 2015 بعد في ظل المناخ الإقليمي الذي تتعرض له المنطقة وفي ظل ارتفاع أسعار العقارات والرسوم المدرسية والتي تجعل المستهلك يعيد النظر في الاولويات للإنفاق المالي. ولكن، بالرغم من كل التحديات، يمكننا القول بأن النمو لن يقل عن 4.5% في العام 2015."

وأضاف: " يشهد سوق مستحضرات التجميل في قطر نمواً ملحوظاً بالنظر إلى القدرة الشرائية للمتواجدين في البلاد ووجود منتجات تناسب مختلف الاحتياجات والأذواق بناء على المدخول الشهري."

وفي الوقت الذي تتصدر فيه إيطاليا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة صناعة مستحضرات التجميل من حيث الحجم وتطبيق أرفع المعايير الدولية، فإن الموقع الاستراتيجي لقطر ودول الخليج العربية كمركز لوجيستي للاستيراد والتصدير، بالإضافة الى التفاعل مع شتى البلدان الأوروبية والأميركية، قد أتاح المجال أمام العديد للمبادرة بتصنيع مستحضرات التجميل. وتعتبر مجموعة ماضي الرائدة في هذا المجال إذ أنها تصنّع وفق معايير دولية تحافظ على سلامة المنتج، الطاقم، والبيئة وتتفق مع المعايير التي يتبعها الرواد على المستوى الدولي.

وبالطبع لم يكن قطاع مستحضرات التجميل بمعزل عن التأثر بتذبذب أسعار العملات العالمية وخاصة انخفاض اليورو، وقد أدّى هذا الأخير من زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الأوروبية في وجه المنتجات المستوردة من شرق أسيا، ولكنها خلقت وطأة ثقيلة على الشركات التي زادت من مخزونها خلال فترة زيادة اليورو وجعلتها تتكبد خسائر مالية في ظل الوضع الراهن للعملة.

إلا أن ذلك لم يؤثر على توقعات النمو في الدولة -فطبيعة الاستهلاك الفردي ستضع السوق القطري في صدارة الأسواق الرائدة، حيث يتوقع أن يصل حجمه الى 1.3 مليار دولار اميركي في 2017. ومن الجدير بالذكر أن دول الخليج العربية وإيران تشكل معاً حوالي 9.5 مليار دولار اميركي -أي ما يعادل 37% من حجم الأسواق في منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا.
واختتم السيد مكارم حديثه بالقول: "على الرغم من أن السوق في قطر وصل الى مرحلة التشبع من ناحية المتاجر الجديدة، إلا أن المنافسة اصبحت أقوى من ذي قبل مع دخول منتجات من شرق أسيا بأسعار منافسة جدا بالإضافة الى زيادة القدرة التنافسية للمنتجات الاوروبية في ظل انخفاض اليورو -مما يزيد من حدة التنافس بين المنتجات من شرق أسيا، أوروبا، بالإضافة الى المنتجات المصنوعة محليا. وتلك المنافسة ستصب دون شك في صالح المستهلكين الذين يبحثون عن الجودة الأفضل والسعر الأنسب."