تعتبر حلول الطاقة الذكية من الشروط الأساسية لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية في أي دولة في عصرنا الحالي. حيث لا توفر حلول الطاقة الذكية خيارات للطاقة معقولة التكلفة وذات كفاءة واستدامة عالية فقط، بل كذلك تقود البلاد اتجاه تحقيق أهدافها في الوصول للتنمية المستدامة. وفي هذا الإطار يأتي انطلاق معرض مدن المستقبل في دورته الأولى في دبي خلال الفترة من 2 ولغاية 4 أبريل، ليلقي الضوء على أفضل حلول الطاقة الذكية التي تحقق التنمية المستدامة.
ويستعرض معرض مدن المستقبل حلولاً متعددة من خلال توفيره لمنصة عالمية تجمع الشركات والمؤسسات المنخرطة في تطوير البنية التحتية المتقدمة في العالم. وسيجذب المعرض كبار المستثمرين العالميين وأصحاب الأفكار المبدعة والخلاقة، ليساهموا معا في بناء مدن المستقبل من جميع النواحي الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية. ويضم مفهوم حلول الطاقة الذكية المنتجات التي تعتمد على الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية، والسخانات، وأجهزة تغذية الطاقة، والعازلات، ووحدات تخزين الطاقة، ومفاتيح الاضاءة العاملة على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
من جهته، قال داود الشيزاوي ، الرئيس التنفيذي لشركة "الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات" ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض مدن المستقبل: "خلال السنوات الماضية بدأ الناس بإدراك فوائد أن استخدام الحلول الأكثر ذكاء في استخداماتهم للطاقة، وهو الأمر الذي يشكل نوعا من أنواع التطور الطبيعي. كما أن دولة الإمارات تتحول بشكل متسارع لمصادر الطاقة الذكية كمصادر متجددة وذلك من خلال القطاعين العام والخاص إضافة الى المؤسسات المالية العالمية والمجتمع المدني. حيث يعمل الجميع معا في إيجاد أفضل الحلول وذلك لتوفير مصادر طاقة مستدامة".
والجدير بالذكر أن عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الطاقة المتجددة تسارعت خلال عام 2016 في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا بعد فترة من الركود. ومع استمرار هيمنة المشاريع التي تنطلق من نقطة الصفر على قطاع الطاقة والمرافق في المنطقة، حيث يجذب حوالي 8.7 مليار دولار أمريكي (31.95 مليار درهم) من حجم الاستثمارات الاجمالي للعام الماضي، وذلك وفقا لتقرير صادر عن "إرنست ويونغ" العالمية. ويشير تقرير (اتجاهات وتعاملات الطاقة) الصادر عن "إرنست ويونغ" فإن نظرة تحليلية لعام 2016 وتوقعات عام 2017 تشير لأن دولة الامارات تقيم العديد من المشاريع الجديدة في مجالات الفحم والطاقة النووية والشمسية. ويتم تمويل هذه المشاريع بشكل مشترك من قبل مستثمرين محليين وآسيويين وذلك بهدف دعم جهود الدولة في رفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة من 24% إلى 26% وذلك للمساعدة في مواجهة ظاهرة التغير المناخي. وفي إطار منفصل فإن دبي قامت بإطلاق صندوقا أخضر بقيمة 27 مليار دولار أمريكي وذلك بهدف تعزيز مشاريع الاستدامة العالمية.
وتابع الشيزاوي: "حلول الطاقة الذكية ستكون محورا أساسيا للنقاش في معرض مدن المستقبل، حيث سيركز المعرض على كيفية توحيد نظام الطاقة بشكل يحقق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 ، والكيفية التي يمكن أن يتم من خلالها إطلاق الاستثمارات الضرورية في مجال كفاءة الطاقة ومجال الطاقة المتجددة".
وسيقدم معرض مدن المستقبل 2017 أفضل الممارسات البيئية التي تساهم في تخفيض البصمة الكربونية ونسب التلوث، وتساهم بزيادة الرفاه لسكان مدن المستقبل.
وأضاف: "في الوقت الذي يصبح فيه قطاع الطاقة أكثر محلية، وفي تعزيز استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية ووحدات تخزين الطاقة والسيارات الكهربائية، فإن حكومة دولة الإمارات تدرك الحاجة لعمل القطاعين العام والخاص جنبا إلى جنب. وإن تطبيق هذه المصادر المتجددة للطاقة في الامارات سوف يساهم في منح الدولة فرصا ليكون قطاع الطاقة فيها أكثر كفاءة وابتكارا وتنافسية. وفي هذا الإطار، يأتي معرض مدن المستقبل ليكون مركزا لخيارات الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة. ونحن سعداء بأن المعرض يستقطب الخبراء الذين سيعرضون خلاصة أفكارهم ورؤيتهم في النسخة الأولى".
وسيناقش معرض المستقبل 2017 السياسات الواجب اتباعها لتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة في العالم والمنطقة. كما وسيتم فيه عرض تصاميم مستقبلية تساعد في توليد الطاقة، وتوفير الكهرباء والمياه وفقا لأحدث المعايير العالمية المعتمدة للاستدامة.