تواصل تدوير (مركز إدارة النفايات- أبوظبي) مساعيها الرامية إلى إرساء أرفع المعايير الإقليمية في مجال خفض مخلفات عمليات البناء والهدم، وذلك ضمن المخطط الرئيسي لإدارة النفايات الذي كانت أعلنت عنه حديثاً.
ووفقاً لمجلة "ويست آند ريسايكلينغ ميدل إيست"، فإن معظم دول مجلس التعاون الخليجي تقع بين أكبر عشرة بلدان في العالم في معدل إنتاج النفايات للفرد الواحد، فيما تمثل مخلفات البناء والهدم أكبر نسبة من النفايات المنتجة في الشرق الأوسط. وقد أدّت محدودية النظم والتشريعات الخاصة بإدارة مخلفات البناء والهدم في المنطقة، مقارنة مع بلدان أخرى، إلى تراكم معظم هذه المخلفات في مكبّات النفايات.
وبحسب المختصين، فإن إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم يمكن أن يساهم في الحفاظ على المواد الخام والطاقة والمياه، وأن يحدّ من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وغيرها من الملوثات التي يمكن أن تساهم في تغير المناخ. كما يمكن لإعادة تدوير مخلفات البناء والهدم أن تعود بالنفع على البيئة من حيث الحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم الاقتصاد المحلي من حيث تسويق المنتجات المعاد تدويرها والتي تعتبر أقل تكلفة من المواد الخام وبنفس الجودة حيث يتم استخدامها في مجال مشاريع البنى التحتية.
وفي هذا الصدد، أكد سعادة عيسى سيف القبيسي، مدير عام تدوير، أن البلديات في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي "تدرك الحاجة إلى وضع استراتيجيات محكمة للحد من الآثار السلبية التي يمكن أن تتركها الكميات الكبيرة من مخلفات مشاريع البناء والهدم المتزايدة بوتيرة متسارعة في المنطقة، والتي تواكب الاستعدادات لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، وبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر"، وقال: "نجد في هذا السياق أن المعرض الدولي المتخصص في إدارة النفايات "إيكو ويست" يشكّل منصة مثالية للجمع بين الخبراء والمختصين والمبدعين في هذا القطاع من مختلف أنحاء العالم، من أجل تبادل أفضل الممارسات وأحدث المستجدات مع أهمّ صانعي القرار في المنطقة".
ومن المعلوم أن مشروع المخطط الرئيسي لإدارة النفايات التي بدأت تدوير في تنفيذه منتصف العام الجاري، سيقدم دراسات عن الممارسات الحالية لإدارة النفايات والتشريعات والقوانين والسياسات، ومقترحات عن أفضل السبل وتقنيات المعالجة فنيا واقتصاديا، علاوة على المقترحات الضرورية بشأن تقليل إنتاج النفايات في القطاع التجاري والصناعي، ونشر التوعية لتخفيض إنتاج النفايات والتي تشكل نفايات البناء والهدم الجزء الأكبر منها.
من جهته، قال الدكتور سالم الكعبي، نائب المدير العام لتدوير، رئيس اللجنة العليا التنظيمية لمعرض "إيكو ويست 2016"، إن المخطط الرئيسي للإدارة المتكاملة للنفايات قد وُضع لتمكين أبوظبي من تبوّؤ مكانة رائدة عالمياً في مجال إدارة النفايات ووضع السياسات المستدامة للموارد"، وأضاف: "نسعى، كجزء من هذا المخطط الرئيسي، إلى خفض مستويات مخلفات البناء والهدم، وذلك على الرغم من النمو المحتمل في إنتاج تلك المخلفات جرّاء الزيادة الحاصلة في المشاريع التطويرية. ونأمل أن نتمكّن خلال معرض "إيكو ويست 2016" من تقديم أوضح صورة ممكنة للأثر الإيجابي الذي يمكن لإعادة تدوير مخلفات البناء والهدم بكفاءة أن يتركه على البيئة والمجتمع والاقتصاد في المنطقة.
ويقام "إيكو ويست" في إطار شراكة استراتيجية مع "تدوير" ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي السنوي للاستدامة، الذي تستضيفه مدينة مصدر، ويُعدّ منصة مثالية لتعزيز أواصر التعاون واغتنام الفرص التجارية السانحة والمتعلقة بإدارة النفايات في المنطقة.
جدير بالذكر أن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2016 سوف يقام في الفترة بين 16 و23 يناير، فيما يقام معرض "إيكو ويست" بين 18 و21 يناير، وذلك بمصاحبة القمة العالمية لطاقة المستقبل، والقمة العالمية للمياه، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ومن المتوقع أن يجمع الحدث أكثر من 50 شركة عارضة مما يزيد على 17 بلداً، وما يزيد على 4,500 زائر متخصص من قطاع إدارة النفايات.