ظلّ معرض "جيتكس شوبر 2015"، لأكثر من عقدين، الحدث الأبرز في عالم الإلكترونيات والتقنيات الاستهلاكية في منطقة الشرق الأوسط، عارضاً أحدث توجهات القطاع التقني ذي الخطى المتسارعة. وفي ضوء استعدادات شركات التجزئة الكبرى والمستهلكين للدورة الخامسة والعشرين من "جيتكس شوبر"، المزمع إقامتها بين 3 و10 أكتوبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، فإن الحدث يجتذب الأنظار إلى أبرز التطورات في قطاع الإلكترونيات والتقنيات الاستهلاكية للعام 2015.
التقنيات القابلة للارتداء
مع شيوع التقنيات القابلة للارتداء وانتشارها الشديد في الأسواق خلال السنوات القليلة الماضية، من المتوقع أن تدفع الأجهزة المتماشية مع الموضة والمتسمة بالقدرات الوظيفية العالية، مثل شاشات اللياقة البدنية والساعات الذكية والنظارات الذكية، عجلة نمو السوق ليصل إلى ما يُقدّر بنحو 19 مليار دولار من إيرادات التجزئة بحلول العام 2018، وفقاً لدراسة بحثية حديثة صادرة عن شركة "جونيبر". وتُشكّل الساعات الذكية المرافقة للهواتف الذكية توجهاً مرتقباً لدى المستهلكين المولعين بالإلكترونيات لهذا العام، في ظل توقعات بأن تحلّ هذه الساعات محلّ أجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء بحلول العام 2017.
المحافظ الرقمية
باتت أيام التحقق من حمل المحفظة والهاتف والمفاتيح معدودة، مع استعداد "أبل" لتشغيل خدمة "أبل باي" في أسواق الشرق الأوسط، إلى جانب انتشار الإصدارات المحلية من المحافظ الرقمية في دولة الإمارات كالنار في الهشيم. وسيصبح بالإمكان دفع ثمن السلع من بطاقة الائتمان المسجلة في المحفظة الرقمية، عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة عن طريق الهاتف الذكي، ما يعني تحقيق الراحة والبساطة لكل من التجار والمستهلكين على السواء.
الواقع الافتراضي
سرعان ما أصبح الواقع الافتراضي، الذي ظلّ تقليدياً ساحة حصرية لمحبي الألعاب الإلكترونية، واقعاً فعلياً للجميع، إذ وضعت عدة شركات شاشات الواقع الافتراضي، التي تثبت أمام الرأس، في متناول شريحة واسعة من المستخدمين، مثل الجهاز "غير في آر" من "سامسونج" والجهاز "كاردبورد" من "جوجل"، ما سهّل الحصول عليها وجعلها ملحقات عملية للهواتف الذكية متاحة بأسعار معقولة. وقد أمست هذه الأجهزة مهيأة لمحتوى جديد، مع طرح شاشات بتقنيات متقدمة، مثل "ميتا" و"ماجيك ليب" و"غليف"، فضلاً عن النظام "هولولينز" من "مايكروسوفت". وبدأت هذه الشاشات في اكتساب حضور ملحوظ، سيما وأن الشركات التي ابتكرتها تعمل على طرح مزيد من المنتجات الاستهلاكية التي تستند عليها.
وأكّدت شركة "سامسونج الخليج للإلكترونيات"، على لسان سي بوروشوتمان، رئيس قسم التسويق لديها، "التزامها بدفع عجلة الابتكار قُدماً، وتقديمها أحدث التقنيات، التي تشمل الواقع الافتراضي والتقنيات القابلة للارتداء والهواتف اللوحية، في معرض "جيتكس شوبر" هذا العام".
الهواتف اللوحية
تُعرف اختصاراً باسم "فابليتس". وبالرغم من كون الهواتف الذكية توجهاً قديماً بعض الشيء وفق ما يرى كثيرون، ينبغي القول إنها تزداد ذكاء مع استمرار التقدّم التقني. وتظهر التوجهات الحالية أن الأجهزة اللوحية، في المقابل، غالباً ما تستخدم كشاشات ثانية، لذا فإن المستهلكين سوف يتشجعون لاستخدام الهواتف اللوحية كأجهزة أساسية، مع تزايد توافرها، ما يقلل الحاجة للأجهزة اللوحية.
وفي هذا الإطار، أكّد نديم خانزاده، رئيس قنوات التجزئة لدى "جمبو للإلكترونيات"، أن شركته تشهدارتفاعاً في الطلب على الهواتف اللوحية، بالرغم من استمرار تصدّر الهواتف الذكية لقائمة المنتجات الإلكترونية الأكثر مبيعاً، لافتاً إلى تطلّع المستخدمين إلى ما هو أبعد من تجربة شاشة الهاتف الذكي وتنامي الرغبة لديهم بالاستمتاع بتجربة استخدام متعددة الشاشات.
إنترنت كل شيء وإنترنت الأشياء
ما تزال إنترنت كل شيء تنمو بالتوازي مع الحوسبة الموجهة للمستخدمين، وذلك مع التوقعات بأن تصبح التقنيات المدمجة محور المنتجات والعمليات التجارية الرقمية في السياقات الصناعية والتشغيلية.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
يبدو التوسع في سوق الطباعة ثلاثية الأبعاد أكيداً، لا سيما وأن النمو في التطبيقات الصناعية والطبية الحيوية والاستهلاكية يساعد الشركات على خفض التكاليف. وتحسّن عمليات الطباعة المتقدمة جودة هذه التقنية، في ضوء استهداف قادة هذا القطاع إدخالها إلى كل منزل. ومن المرجح أن يشهد العام 2015 ظهور طابعات صناعية ومكتبية أسرع وأرخص ثمناً وذات قدرات أكبر.
الطائرات والآليات (الروبوتات) الذكية المسيرة عن بعد
ومع توقعات شركتي "باروت و"دي جيه آي فانتوم" الرائدتين في سوق الطائرات المسيرة بتحقيق مبيعات إجمالية تصل الى 1 مليار دولار من 180 مليون دولار حققتها في 2014، في ظل زيادة الطلب على استخدام الطائرات المسيرة عن بعد للاستخدام المدني في قطاعات مثل البناء، وصناعة الأفلام، والزراعة، والحفاظ على الموارد، سيؤدي ذلك إلى حدوث ازدهار في هذا القطاع، ليجني هواة اللعب بهذه الطائرات كذلك المنافع المترتبة على انخفاض تكاليفها.
المساعدون الافتراضيون
طوّرت كل من "أبل" و"جوجل" و"ياهو" تطبيقات "الذكاء التنبؤي" التي من شأنها أن تساعد المستهلكين في رفع مستوى الكفاءة اليومية، ما يساعد في إنجاز الأشياء دون طلب صريح، وذلك في ظلّ زيادة اعتماد المستهلكين على تقنيات الهواتف الذكية. وسيتم دمج هذه التقنية في الهواتف المتنقلة بدءاً من هذا العام، وقد بدأت "جوجل" بهدوء وضعها في نظام التشغيل "أندرويد"، كما يجري دمجها بمنتجات تنبؤية تتراوح بين تطبيقات متنقلة وسماعات ذكية.
تقنية "بيكون"
استفادت أجهزة "آي فون" التي تعمل بالإصدار السابع من نظام "آي أو إس"، من تطبيق تقنية "آي بيكون" لتحديد المواقع من "آبل"، ما يعني أن هذه الأجهزة باستطاعتها تشغيل عمليات مسح تلقائية في خلفية النظام حتى عندما تكون التطبيقات ذات العلاقة مغلقة. وتُعتبر تقنية "بيكون" توجهاً آخذاً في التطور بسوق التقنيات للعام الجاري، بالرغم من أنه ليس متاحاً بعد على نظام التشغيل "أندرويد".
القراءات الحيوية
بات تركيز الشركات والمؤسسات منصبّاً أكثر على الأمن في ضوء زيادة التوجهات نحو الحلول التنقلية. ويقضي استخدام الخصائص البشرية الفريدة كوسيلة لتوثيق الهوية، مثل بصمة الإصبع وبصمة العين، على فرص سرقة الهوية وهو أمر يحقق الراحة والاطمئنان للمستخدمين. إذن لا داعي لكتابة كلمات المرور، ما دامت أجهزة المسح تستطيع قراءة العينين ليُترك المجال بعدها للتوقيع الحيوي الفريد كي يتكفل بالباقي!
وفي هذا السياق، فإن كثيراً من أجهزة "لينوفو" التي ستُعرض في معرض "جيتكس شوبر" هذا العام تتضمّن تقنية "ريل سينس" من "إنتل"، التي تتيح للأجهزة استشعار إيماءات اليد وحركات الوجه والاستجابة لها، ما يسمح للمستخدمين بتوجيه حواسيبهم دون لمسها. وقال محمد حليلي، المدير العام لشركة "لينوفو الخليج"، إن أجهزة "لينوفو" وتقنية "ريل سينس" تمتاز كذلك بالقدرة على المسح الضوئي والطباعة ثلاثية الأبعاد، واستخدام الصور وإجراء الدردشات عبر الفيديو بطرق جديدة ومثيرة، مضيفاً أنها تتفاعل كذلك مع أحدث جيل من ألعاب الفيديو.
يُذكر أن معرض "جيتكس شوبر" سوف يستقبل المتسوقين بين الساعة 11 صباحاً و11 مساء يومياً.وتباع تذاكر الدخول إلى الحدث بسعر 30 درهماً، علماً بأن الدخول مجاني للأطفال دون الخامسة. مزيد من المعلومات متاح في الموقع www.gitexshopperdubai.com، وعبر صفحة المعرض على "تويتر".