بقلم: السيد جاناردان دالميا، المدير التنفيذي لشركة Trukkin
نمو قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الإمارات العربية المتحدة
يلعب قطاع النقل والخدمات اللوجستية دوراً محورياً واضحاً في إطار جهود التطوير والتوسع العمراني في الشرق الأوسط. وقد نجحت بعض من أكثر المدن تحضراً في المنطقة، كدبي وأبوظبي والرياض وجدة، في تحقيق نمو سريع بفضل منظومة الخدمات اللوجستية المتقدمة التي تعتمد عليها؛ إذ يتحتّم على أية دولة نامية تسعى نحو التميز التركيز على نظام الخدمات اللوجستية لديها. ولطالما كانت دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات خصوصاً سباقة في هذا المجال، خاصةً وأنها تلعب دوراً رئيسياً في اقتصاد دول المنطقة.
ويتميز سوق الخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط بكبر حجمه، وسيشهد قطاع النقل دون شكّ مزيداً من التوسع، في ظل توقعات النمو الاقتصادي القوي في مختلف أنحاء المنطقة خلال الأعوام العشرة المقبلة، خاصةً وأن النقل البري يمثل الوسيلة النهائية لإيصال جميع منتجات الصناعة والتجارة. كما سينهض عصر التحولات الرقمية والتكنولوجية بالقطاع عموماً خلال الأعوام القليلة المقبلة، مما سيعود بالفائدة على قطاع النقل في الشرق الأوسط، علماً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقود جهود الابتكار والنمو في هذا القطاع.
التحديات التي يواجهها قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة
توجد حاجة ملحّة إلى إنعاش عمليات النقل التجاري التي لم تتغير إطلاقاً خلال الأعوام الأخيرة. وتبرز الحاجة إلى إعادة النظر في قطاع النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة، في ظل ظهور التكنولوجيا الجديدة واعتماد المستهلكين على نمط حياة رقمي متطور. ويواجه هذا القطاع كباقي القطاعات اليوم تغيرات هائلة تنطوي على مخاطر وفرص مجزية في آنٍ معاً، وذلك في ظل المستجدات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والوافدين الجدد على السوق والتوقعات غير المسبوقة للعملاء ونماذج الأعمال الجديدة. ويمكن للقطاع أن يسلك سبلاً متنوعة تساعده في التغلّب على هذه التحديات، بعضها يعتمد على تطوير الوسائل المتوفرة وبعضها الآخر يحتاج إلى إيجاد حلول جذرية ومبتكرة.
وستكون موجة الابتكارات المقبلة نتاجاً للخطوات المتّبعة لتيسير شؤون المنظومة اللوجستية بمساعدة الوسائل التكنولوجية الحديثة. وعلى الرغم من صعوبة تبنّي الوسائل التكنولوجية بالكامل خلال وقت قرب، لكن تبقى فرصة رقمنة القطاع قائمة وقوية، وذلك بهدف تعزيز مستويات الكفاءة والتناغم والشفافية والموثوقية في منظومة النقل والخدمات اللوجستية. ويمكن تعزيز قيمة منظومة الخدمات اللوجستية ككل من خلال تمكين مزودي النقل من استخدام الأصول المتاحة على نحو متزايد، ومنح شركات الشحن مرونة أكبر ومستويات خدمة متطورة، علاوة على توفير تحديثات في الوقت الحقيقي وتسريع عملية التوصيل وتيسير الإجراءات وتقليل التكاليف المباشرة وغير المباشرة. كما ستلعب تحليلات البيانات دوراً بارزاً في رسم ملامح مستقبل هذا القطاع، عبر اتخاذ قرارات مستنيرة تعزز من كفاءة السوق.
كيف تسهم التكنولوجيا في إعادة تعريف أعمال النقل والخدمات اللوجستية
تواجه شركات الخدمات اللوجستية مرحلة تغيرات غير مسبوقة، وذلك في ظل الدور المتزايد الذي تلعبه الرقمنة وتغير توقعات العملاء؛ حيث تعزز التقنيات الجديدة من مستويات الكفاءة وتدفع إلى اعتماد مزيد من نماذج العمل التعاونية، كما تعيد تشكيل ملامح السوق بأساليب تتكشف اليوم.
ومن جهة أخرى، أحدثت التطورات التكنولوجية الأخيرة تحولات في أسلوب الحياة وطريقة إدارة الأعمال. وينطوي قطاع الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد على إمكانات تحول هائلة في هذا الإطار، وذلك اعتماداً على التقنيات الحديثة، كتطبيقات الأجهزة المتنقلة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، والتي تسمح بإعادة بلورة آليات الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد. وهذا بدوره يسمح لشركات الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد بخفض تكاليف التخزين ورأس المال العامل وتقليل مساحة التخزين وتحسين سرعة الأداء.
ومكّنت تطبيقات الأجهزة المتنقلة الشركات اللوجستية من تنفيذ عملياتها عن بعد دون الحاجة إلى التقيد بالمكتب؛ إذ يمكن للمدراء وأصحاب الأساطيل تتبع شحناتهم على الخرائط في الوقت الحقيقي أينما كانوا. كما تسمح تكنولوجيا السياج الجغرافي الافتراضي للعملاء وأصحاب الأساطيل بتلقي إخطارات دورية تعلمهم بوصول المركبات قبل تحميل وإنزال الشحنات.
بينما تحدث البيانات الضخمة والتحليلات المتقدمة وإنترنت الأشياء ثورةً حقيقية في قطاعات الخدمات اللوجستية التي صار بمقدورها مراقبة وتتبع وتخزين البيانات الحيوية لكل شاحنة (المسار، استهلاك الوقود، عدد محطات التوقف، درجة حرارة الحاوية، إلخ). ويسمح الاعتماد على هذه البيانات باتخاذ قرارات ذكية والتحكم في هذه العناصر من موقع مركزي.
وتوفر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القدرة على توفير حلول للمشاكل المعقدة والمتعلقة بتعيين وتوزيع السائقين والمركبات وتحديد وظائف المركبات، وتسهم تقنيات التعلم الآلي في المواءمة بين العرض والطلب في الوقت الحقيقي، وتعزز من كفاءة استغلال الموارد المتاحة.
وتعتمد شركة Trukkin على كافة هذه التقنيات لتعزيز الكفاءة والارتقاء بشفافية العمليات وتبسيط آليات الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط.
كما تواصل الشركة الاستثمار في تقنيات أخرى على غرار التحليلات المتقدمة والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، بهدف إحداث تحولات كبرى في قطاعات الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد.
خطط التوسّع والاستثمار
تعمل شركة Trukkin على بناء شبكة أعمال في الشرق الأوسط تضم شركات النقل والعملاء، وتسهم في إرساء شبكة خدمات لوجستية لم يسبق لها مثيل. وسنواصل الاستثمار في أعمال البحث والتطوير وتحديث التكنولوجيا، وبالتالي تعزيز أعمالنا والارتقاء بها، علماً أننا نسعى لنكون وجهة شاملة تلبي كافة الاحتياجات اللوجستية.
كما نتطلع بفارغ الصبر إلى المستقبل المشرق الذي سيشهده قطاع النقل والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط؛ فلا شك في أن الخدمات اللوجستية ستؤدي دوراً محورياً في تمهيد الطريق لهذه الحقبة الجديدة، خاصةً في ظل استمرار الوتيرة السريعة للحركة العمرانية التي تعتبر نتيجة طبيعية لتسارع جهود التطوير وأعمال البنى التحتية التي نشهدها في الوقت الراهن. ولا بد من الإشارة إلى الدعم الحكومي المتميز وتشجيع السلطات على الابتكار في هذا القطاع.
ومن هذا المنطلق، فإننا مستمرّون بتوفير منتجات وخدمات جديدة من شأنها تلبية احتياجات عملائنا بالشكل الأمثل، علماً أننا نقدم خدماتنا وخبراتنا حالياً في 10 دول ضمن الشرق الأوسط، إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر حين تتجه شاحناتنا إلى تلك الدول. ولدينا في الوقت الراهن عدد من المراكز في دبي وأبوظبي والرياض وجدة والدمام، وسنواصل بكلّ تأكيد تقديم خدماتنا في منطقة الشرق الأوسط.