قام معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة بزيارة معرض مدن المستقبل اليوم، والذي يقام تحت رعاية وزارة تطوير البنية التحتية وبرنامج الشيخ زايد للاسكان والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، حيث اطلع معالي الوزير الزيودي أثناء زيارته على مجموعة من المشاريع والعروض التقديمية المبتكرة التي تخدم رؤية الامارات لمدن المستقبل المستدامة والسعيدة.
وأشاد معالي الوزير الزيودي أثناء زيارته بالدور الذي يقوم به المعرض في الترويج لثقافة الاستدامة، وترسيخ الممارسات الايجابية والمبتكرة في مجالات تصميم وبناء المدن والبنية التحتية، بحيث تضمن مواجهة التحديات المناخية وتحقق الرفاه والأمان والسعادة للأجيال القادمة من سكان مدن المستقبل.
ونوه معالي الوزير الزيودي أثناء الزيارة أن دولة الامارات العربية المتحدة ومن خلال الرؤية الملهمة لقيادتها الحكيمة، تسعى لأن تكون من أكثر الدول الفاعلة في مجالات التخطيط الاستراتيجي للمستقبل من النواحي الاقتصادية والبيئية والتنموية، مشيرا في هذا الصدد لبرنامج "مئوية الإمارات 2071" والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تشكل برنامج عمل حكومي لتكون الدولة في المركز الأول عالمياً في العام 2071.
وفي الوقت ذاته شكلت عناوين الاستدامة والابتكار، المحاور الأساسية للنقاشات في ثالث وآخر أيام الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل 2017 والذي استضافه مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 2 وحتى 4 أبريل 2017.
وشهد اليوم الثالث من المعرض عرض تقديمي لوزارة تطوير البنية التحتية في الامارات بعنوان: "كيف يمكن للتكنولوجيا الذكية أن تساهم بتطوير شبكة الطرقات في الامارات"، حيث تم تقديم عرض عن التطبيقات الحديثة والذكية التي يتم تطبيقها على الطرق الاتحادية التي تشرف عليها الوزارة.
وقال المهندس أحمد الحمادي، مدير ادارة الطرق بوزارة تطوير البنية التحتية في الإمارات: "تستهدف وزارة تطوير البنية التحتية رفع معدلات السلامة المرورية من خلال تطبيق وسائل التكنولوجيا الذكية على الطرقات الاتحادية، حيث تطبق الوزارة حاليا العديد من هذه الوسائل مثل الاسفلت البارد ومواد اعادة تدوير الاسفلت والنانو تكنولوجي. وهذه الوسائل التي نستخدمها تساهم في اطالة عمر الاسفلت بأكثر من 5 سنوات عن العمر الافتراضي في حالة استخدام الوسائل التقليدية، كما أن كلفة التنفيذ تنخفض بنسبة 35% عند استخدام هذه الوسائل، اضافة لاختصار مدة تنفيذ الطرقات بشكل كبير من خلال اعادة تدوير الاسفلت".
وتابع المهندس الحمادي: "إحدى أهم ميزات استخدام التكنولوجيا الذكية على الطرقات هي تخفيض نسبة انبعاث الغازات الكربونية والتي تساهم بدورها في تحقيق مبادئ الاستدامة البيئية. كما أن الوزارة تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات المبتكرة في مجال الطرقات والبنية التحتية وإحدى هذه المبادرات هي مبادرة "البرج الذكي" والتي تعمل على دمج جميع أجهزة التحكم الذكية من شاشات وكاميرات مراقبة وأجهزة تعداد السيارات وتحديد السرعة في حال التجاوزات، وحساسات استكشاف الضباب، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره لكفاءة تشغيلية أكبر مع الحفاظ على مبادئ الاستدامة والابتكار".
ومن المتوقع أن يعيش 60% من سكان العالم في مدن ذكية بحلول عام 2030. حيث من المتوقع أن تكون هذه المدن مجهزة بأفضل وسائل الرفاهية التي تتناسب مع نمط الحياة المتسارع. وحتى يطلق على أي مدن وصف المدينة الذكية يجب أن تعتمد أسس التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وفي الوقت الذي تصبح فيه الاستدامة موضوعا شاغلا لخبراء تخطيط المدن والمفكرين الاجتماعيين ومطوري العقارات والبنية التحتية والمهندسين، فإن معرض مدن المستقبل جاء ليلقي الضوء على أفضل السبل لتحقيق الاستدامة من خلال تطبيق أساليب مبتكرة تضمن السعادة والرخاء في هذه المدن.
وقال داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة "الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات" ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض مدن المستقبل: "نحن سعداء جدا بمستوى النجاح الذي حققه معرض مدن المستقبل في دورته الأولى. إن التركيز على الاستدامة في مدن المستقبل كان أمرا حيويا وهاما وخصوصا مع الثورة التقنية التي نشهدها والتي أضافت أهمية خاصة لتحقيق الاستدامة. ولهذه الأسباب دفعنا بقوة اتجاه الوصول لمستقبل مستدام في معرض مدن المستقبل والذي وضع أساسا صلبا لممارسات بيئية أفضل تضمن حياة أكثر رفاهية وسعادة واستدامة لسكان هذه المدن".
وقام الخبراء وقادة الأعمال المشاركين في فعاليات معرض مدن المستقبل بوضع خريطة طريق تهدف لتحقيق أهداف الدول التي يمثلونها في مجالات البنية التحتية المستدامة على المستويات المالية والبيئية. كما جاء اليوم الثالث من المعرض ليركز على وضع سبل التعاون بين صانعي السياسات والقادة والخبراء من القطاعين العام والخاص وذلك لمواجهة تحديات بناء مدن المستقبل من النواحي التقنية والبيئية والاقتصادية. وناقش الخبراء السياسات الواجب اتباعها لترسيخ الاستدامة كمنهج حياة في الدولة وفي المنطقة عموما، وتم في المعرض القاء الضوء على أهم التحديات والعوائق التي تواجه المستثمرين والعاملين على وضع آليات الاستدامة المبتكرة وسبل تذليلها من خلال تطبيق سياسات تشجع التوجه نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
وتابع الشيزاوي قائلاً: "يشكل الابتكار حجر الأساس في بناء مدن المستقبل. والمدن التي نطمح لبناءها ستشتمل على أحدث الوسائل التقنية، والمباني الخضراء، وعلى بنية تحتية متقدمة تعتمد على حقول الطاقة المتجددة والمستدامة. وتحقيق هذه الأهداف لا يمكن أن يتحقق بدون تطبيق أفكار ومشاريع ومبادرات مبتكرة تساعد في زيادة كفاءة العمل على مستوى التخطيط والانجاز. وهذه هي النقاط التي ناقشها معرض مدن المستقبل في أيامه الثلاثة من خلال نقاشات وورش عمل مكثفة ضمت جميع المعنيين بتصميم وتنفيذ مدن المستقبل وبنيتها التحتية. ويمكننا القول أن دبي من خلال استضافتها لمعرض مدن المستقبل أثبتت من جديد أنها العاصمة العالمية للابتكار والداعم الأول للأفكار والحلول المبتكرة التي تساعد على موجهة التحديات البيئية الراهنة".
الجدير بالذكر أن الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل أقيمت تحت رعاية وزارة تطوير البنية التحتية والإسكان، وبشراكة مع الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية وبرنامج الشيخ زايد للاسكان ودائرة الأراضي والأملاك في دبي والمدينة المستدامة في دبي.
وشهد اليوم الأخير من المعرض العديد من النقاشات وورش العمل التي شاركت فيها الشركات والهيئات العارضة اضافة لمجموعة مختارة من الزوار من الخبراء في مواضيع الاستدامة والابتكار. حيث تضمنت جلسات اليوم الثالث نقاشات حول مواضيع مثل: "تكاليف بناء مشاريع الطاقة النظيفة في منطقة الخليج"، و"التقنيات الذكية والجديدة في تشكيل مدن المستقبل"، و"الطاقة المهدرة عند اهدار الطعام"، و"الحصول على الطاقة المهدرة في مكبات النفايات"، وغيرها الكثير من المواضيع الهامة التي استحوذت على اهتمام الحضور.
وتوافقت أهدف معرض مدن المستقبل مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 ورؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية، في وقت تعمل مدن المستقبل على اعتماد أفضل الممارسات البيئية في مجالات ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والحفاظ على مصادر الطاقة والمياه، والاعتماد على مصادر الطاقة البديلة والمتجددة وهو الأمر الذي يضمن أن تكون مدن المستقبل خالية من التلوث ومكانا يضمن رفاهية وسعادة من يعيش فيها.
واستطاعت الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل في أيامها الثلاثة أن ترسخ اسم المعرض كمنصة عالمية اجتمعت فيها كبرى الشركات العاملة في تطوير المدن والبنية التحتية من جميع دول العالم، اضافة للمستثمرين والمفكرين والخبراء وأصحاب الحلول الابداعية والمبتكرة.