شارك معالي عمر بن سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، في ندوة نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بعنوان "الذكاء الاصطناعي: ثورة أم ثروة؟"، وذلك ضمن الفعاليات التي ينظمها جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض الرياض الدولي للكتاب.
وشكر معالي عمر بن سلطان العلماء خلال الندوة الجهات المنظمة لمعرض الرياض الدولي للكتاب على اختيارها دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون ضيف شرف المعرض، وأشار معاليه لأن هذا الاختيار يؤكد بوضوح عمق العلاقات الأخوية المتينة والراسخة بين المملكة العربية السعودية والإمارات باعتبارها نموذجاً يحتذى به في العلاقات الثنائية على المستوى الإقليمي والعالمي.
وسلط معاليه الضوء خلال الندوة على أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته باعتباره المفتاح لبناء مستقبل مستدام يحقق رفاهية الشعوب ويدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتحدث معاليه عن ضرورة تبني الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التنمية متوسطة وبعيدة المدى في دول المنطقة، حتى تستطيع هذه الدول اللحاق بركب الدول المتقدمة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن تسارع تحقيق الإنجازات في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة يجب على دول المنطقة استثمارها بالشكل الأمثل.
واستعرض معاليه خلال الندوة عدداً من الأمثلة على التطبيقات المتعددة للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، إضافة لعدد من المشاريع التي تقوم بتطويرها كبرى الشركات العالمية حالياً مثل الشركات ذاتية القيادة، وبرامج هبوط الصواريخ، والمساعد الشخصي في الهاتف المحمول، والمتاجر بلا موظفين، والروبوتات المتقدمة. وأكد معاليه على أن هذه التطبيقات وسواها ستساهم في تغيير أنماط الحياة البشرية المعهودة، وبالتالي على الحكومات التكيف بشكل سريع مع هذه التطورات لضمان رخاء وسعادة شعوبها.
وتحدث معالي العلماء خلال الندوة عن تبني دولة الإمارات العربية المتحدة لمفهوم الذكاء الاصطناعي وتضمينه في استراتيجيات الدولة المستقبلية في مختلف القطاعات، مستدلاً في ذلك على الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق التنمية وهو ما ينعكس في قول سموه: "الذكاء الاصطناعي هو الموجة الجديدة بعد الحكومة الذكية التي ستعتمد عليها خدماتنا".
وتطرقت الندوة لأهمية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، حيث استعرض معالي عمر بن سلطان العلماء العوائد المتوقعة من الاستثمار في هذا المجال خلال الأعوام الـ12 القادمة والتي تصل لحوالي 15 تريليون دولار، فيما يصل العائد الاقتصادي المتوقع لدول المنطقة إلى 1.18 تريليون ريال.
وركزت الندوة على التأثيرات المتوقعة لتبني الذكاء الاصطناعي وللثورة الصناعية الرابعة على سوق الوظائف، حيث تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بتوفير 10 مليون وظيفة جديدة على المدى المتوسط، ولكن مع تغير في طبيعة وشكل الوظائف حيث ستختفي 74% من الوظائف الحالية.
وأوضح معالي عمر بن سلطان العلماء أن معرفة هذه الحقائق والأرقام ضرورية على مستوى الدول ولدى صاحب القرار، حتى يتم وضع استراتيجيات التعليم والتأهيل المهني بما يتناسب مع الاحتياجات المستقبلية للدول، وخاصة الدول العربية التي يتجاوز فيها عدد الشباب 108 مليون شاب، وهم ثروة بشرية حقيقية يمكن أن يكونوا عماد النهضة والتقدم في حال كانوا مستعدين للتعامل مع تحديات العصر.
يذكر أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة قامت بتنظيم العديد من الندوات والفعاليات على هامش مشاركة الدولة كضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب، وتضمنت النشاطات التي تم تنظيمها فعاليات ثقافية وندوات استعرضت للنهضة الثقافة والاجتماعية التي تشهدها دولة الامارات، وللعلاقات الأخوية بين المملكة ودولة الإمارات وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.