١٨ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
البيئة والطاقة | الثلاثاء 27 سبتمبر, 2022 2:53 مساءً |
مشاركة:

كيف يمكن للتقنية أن تحسن من كفاءة عمليات إدارة المياه

خوليو دي لا روزا- مدير تطوير الأعمال في الشرق الأوسط - شركة أكسيونا

 

إن إدارة المياه ليست مجرد خدمة، فهي تعني أكثر من ذلك بكثير. إنها حاجة إنسانية لا مفر منها تستند إلى مورد مجاني محدود، وهذه الحاجة تدعمها الأمم المتحدة منذ عام 2010 وتعترف بالحق في الحصول على المياه والصرف الصحي كحق من حقوق الإنسان. وبالتالي فإن توفير خدمة آمنة موثوق بها بأكثر الطرق كفاءة واستدامة يجب أن يشكل أولوية قصوى لكل الحكومات. 

 

وفيما يتعلق بالكفاءة فينبغي أن نوجه نظرنا أولًا إلى التقنيات الجديدة وأن نستثمر في البحث والتطوير والابتكار اللازمين كي نخطو خطوة كمّية للأمام نحو الكفاءة فيما يتعلق بالموارد المستهلكة لإنتاج المياه ولا سيما الطاقة والمواد الكيميائية. ولا يمكن أن ننسى مدى أهمية زيادة كفاءة النقل في المناطق القاحلة من أجل الحد من المياه غير المربحة (وهي المياه التي أنتجت وفقدت قبل وصولها إلى العميل) وزيادة كفاءة معايير فصل المياه القائمة على الاستخدام النهائي.

 

إن المستهلكين يحتاجون إلى معرفة التكلفة الحقيقية لتوفير ومعالجة المياه وهي العملية التي تعطي المياه قيمتها الحقيقية. ومن ناحية أخرى يجب النظر في كيفية إصدار الفواتير والدفع حيث يجب وضع الموارد المتاحة للسكان في الاعتبار، وأحد الحلول هو الزيادة التدريجية في التكلفة على أساس مستوى دخل الفرد فينتج عن ذلك تحسين الاستهلاك. 

 

إن الحد من الأثر البيئي لإنتاج المياه وزيادة معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها أمور ملحة لهيئات المياه العامة حيث أنها وسائل للحفاظ على مواردنا الطبيعية المحدودة ومصدر ثروة للسكان. وبوضع هذا السياق في الاعتبار تقوم برامج دعم مختلفة بتنفيذ أحدث التقنيات مع استهلاك أقل للموارد وإنتاج أقل للنفايات، فنحن الآن نطبق أنظمة إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة في المحطات سواء محطات مياه الشرب أو معالجة مياه الصرف الصحي وخدمات المياه قيد الإنشاء أو قيد التشغيل لمعرفة ما يحدث تحديدا في كل نقطة من المحطة أو الشبكة. ونحتاج بعد ذلك إلى آلية سريعة لاتخاذ القرار من أجل الوصول إلى أفضل الحلول بسرعة بمساعدة تقنية واعدة أخرى ألا وهي: الذكاء الاصطناعي. 

 

إعادة استخدام المياه 

 

من الأهمية بمكان أن ندعم تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي في المستقبل القريب وذلك لتغيير نظرتنا إلى مياه الصرف الصحي من مجرد نفايات إلى كونها مورد قيم. 

 

وبفضل الحلول التقنية المبتكرة في مجال إعادة استخدام المياه يمكننا تحسين عمليات المعالجة الثلاثية وتقديم حلول للطلب المتزايد على المياه للاستخدامات الزراعية والري الحضري والأنشطة الترفيهية وتجديد طبقات المياه الجوفية وحمايتها من تسرب المياه المالحة. نحن نبحث باستمرار في التطورات التقنية لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي -وأحد الأمثلة على ذلك المفاعلات الحيوية الغشائية -للسماح باستخدام أكثر شمولا واستدامة للمياه النقية. 

 

 

 

وعلاوة على ذلك يمكن أن تكون إعادة استخدام المياه هذه -اعتمادا على نوع المعالجة المستخدمة -مليئة بالعناصر الغذائية التي من شأنها أن تقلل من استخدام الأسمدة الكيماوية مما يقلل من التأثير المحتمل على طبقات المياه الجوفية الطبيعية. وسيكون الهدف هو إعادة هذا المورد إلى البيئة بمستوى جودة مماثل أو حتى أعلى من المستوى الذي كان عليه قبل استخدامه فضلا عن الاستفادة من الملوثات التي تحتوي عليها المياه والتي نتجت عن استخدامها. 

 

ومما لا شك فيه أن ما يحفز هذه التصاميم الصديقة للبيئة هو الابتكار والتميز التقني. لقد تمكنا من زيادة الاستهلاك الداخلي للمياه المعاد تدويرها والمعاد استخدامها ومياه الأمطار إلى حوالي 44٪ من إجمالي المياه المستخدمة في منشآتنا استنادا إلى مبادئ الاقتصاد الدائري ووصلنا في محطاتنا لمعالجة مياه الصرف إلى أعلى مستوى من المياه المعاد استخدامها، لذلك أصبحت الكفاءة العالية والاستدامة حقيقة واقعة الآن. ولدينا في مصر أربع محطات لمعالجة مياه الصرف (WWTPs) وقد تمكنا من إعادة استخدام مياه منقاة مكافئة لتلك التي تنتج عن سكان يبلغ عددهم 000 500  نسمة ثم استخدامها في الري. 

 

تحويل الحمأة إلى موارد 

 

يمكن استخدام النفايات الصلبة الناتجة من محطات معالجة مياه الصرف كسماد للزراعة والفضل في ذلك يرجع للابتكار. حيث تحتوي النفايات التي تتم إزالتها من محطات المعالجة على محتوى مهم من المواد العضوية والمواد المغذية (بشكل رئيسي النيتروجين والفوسفور) وهذه المواد عالية القيمة في الاستخدامات الزراعية، وهذا من شأنه أن يسهم في تحسين حالة التربة التي تحتاج إلى مواد عضوية وكذلك إغلاق الدورة الطبيعية التي تربط المدينة بالريف. ومن الأمثلة الجيدة التي طبقنا فيها هذا المبدأ محطة معالجة مياه (لا إسكالريلا) في أريكيبا -بيرو. فالحمأة الناتجة من محطات معالجة مياه الصرف الصحي غنية بالمعادن الطبيعية التي يمكن استخدامها وكذلك الأسمدة. 

 

وقد أثبت مشروعنا "رمسيس" -الذي ظهر نتيجة تطبيق حلول فعالة لمواصلة إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة كمصدر رئيسي لمياه الري- أنه ضروري جدا للمناطق التي تعاني من شح مائي كبير. وبما أن متطلبات الجودة للمياه المعالجة (النفايات السائلة) المستخدمة في الري أصبحت أكثر تشددا فسنحتاج إلى عمليات إضافية ستُزيد لا محالة من تكاليف المعالجة. لذا فمن واجبنا مواصلة العمل على التقنيات والعمليات التي تمكننا من إعادة استخدام مياه الصرف في الزراعة بكفاءة -وذلك بالنظر إلى المسؤولية التي تقع على عاتقنا كشركة رائدة في مجال معالجة المياه- لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها كوكبنا. ومن نقاط قوة المشروع أيضا أنه يهدف إلى زيادة الموارد إلى أقصى حد وإعادة استخدام العديد منها مرة أخرى في نفس العملية وبالتالي تعزيز طبيعته الدائرية. 

 

نتج اسم المشروع "رمسيس" أو (RAMSES) من خلال الجمع بين جزء من الأحرف الأولى من الاسم الكامل باللغة الإنجليزية وهو:

 

 (Enhanced Reclaimed Water quality through Mainstream and Aerobic treatment using Supported biomass growth)

 

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة