مؤسس هواوي يلتقي بمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام السعودية والعربية في مقر الشركة بالصين

التقى مؤخراً مؤسس شركة هواوي ورئيسها التنفيذي "رن زنجفي" بمجموعة من ممثلي وسائل الإعلام السعودية والعربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحدث أمامهم عن الجهود الكبيرة التي تبذلها هواوي في مجال التحول الرقمي، والخطط التي تنتهجها الشركة لدعم الشركاء المحليين في مجال توسيع نطاق الخدمات الرقمية كي تشمل عدداً أكبر من الأشخاص والمنازل والمؤسسات.

وأشار رأس السلطة التنفيذية في هواوي إلى أن العالم العربي يمتلك تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالإنجازات لا سيما في مجال الرياضيات والهندسة والتصميم الهندسي. كما أشاد زنجفي بدور المملكة الرائد وبرؤيتها الثاقبة لتأسيس الاقتصاد القائم على المعرفة وبجهودها في استثمار عائدات النفط في الأبحاث التكنولوجية التي تخدم القطاعات غير النفطية. 

وتحدث زنجفي قائلاً: "نحن فخورون جداً بطريق الحرير الذي أنشأه أسلافنا ليربط بين حضارات الصين وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. علينا الاستمرار على نهج مبادرة طريق الحرير عند التعامل مع تقنية الجيل الخامس وطرق نقل البيانات عالية السرعة لأن ذلك من شأنه أن يدفع النمو الاقتصادي في المنطقة بأسرها". وأضاف زنجفي: "من اليوم فصاعداً يجب استثمار عوائد النفط للارتقاء التعليم وتعزيز الابتكار في العلوم والتكنولوجيا وتطوير التقنيات الرقمية".

وأكّد زنجفي أن الشرق الأوسط سيصبح واحدة من أفضل المناطق المهيأة لاستخدام تقنية الجيل الخامس في العالم، وأن هذه التقنية الثورية ستمثل البنية التحتية لهذه الحضارة الناهضة من جديد.

وجاءت بلدان الشرق الأوسط – بما فيها المملكة العربية السعودية - في مقدمة الدول التي تبنت تقنية الجيل الخامس لاستخدامها على المستوى التجاري حيث باتت تحتل موقع الصدارة العالمية في هذا المجال.

وفي معرض حديثه عن توسيع نشر شبكات الجيل الخامس على وجه الخصوص، أشار زنجفي إلى أن هذه التقنيات المتطورة ستساعد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على جسر الفجوة الرقمية والمساهمة في تطوير الثقافة والتعليم. وقال إن المملكة العربية السعودية رصدت إمكانات لا يستهان بها للاستثمار في التعليم، ومن الأمثلة على ذلك تطوير جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن - أكبر جامعة في العالم للنساء – والعديد من المبادرات المماثلة. 

وتابع مؤسس عملاق التكنولوجيا الصينية قائلاً: "يكمن مفتاح النجاح في نهوض أي بلد أو أمة بالتعليم. فالعلم أصبح نفط العالم وغاباته وثروته المعدنية، ويمكن للتقدم المحرز في تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي أن يحقق للمجتمع ثروةً أكبر من أي وقت مضى. ولكن لا بد من استخدام الموارد لتدريب الأشخاص وتوفير الدعم لهم في عصرنا الذي تمثل فيه تقنية المعلومات والاتصالات محركاً رئيسياً للإنتاج".  

وتحدث السيد زنجفي بشفافية عن تحديات الأمن السيبراني في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، والعلاقة المتطورة لشركة هواوي مع شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقال زنجفي: "عندما ترى الدول أن ثروتها الحقيقية تكمن في الموارد المادية التي تملكها، فإن الحدود الجغرافية تصبح مهمة للغاية. إلا أن التقنيات الرقمية هي ثروة عالمية وتتجاوز هذه الحدود".

وأكد أن شركة هواوي تُجري حالياً مباحثات مع دول من جميع أنحاء العالم بشأن توقيع اتفاقية "حظر الأبواب الخلفية" لحماية البيانات على شبكاتها. وفي حديثه عن البنى التحية مثل المحطات الأساسية لتقنية الجيل الخامس وشبكات نقل البيانات والشبكات الأساسية، قال زنجفي إن هواوي لا تعتمد على الأجزاء أو المكونات الأمريكية على الإطلاق، ولذلك لن يتأثر هذا الجانب بالعقوبات الأمريكية.

وتعتير المملكة العربية السعودية اليوم سوقاً يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لشركة هواوي. فإلى جانب دعم شركات الاتصالات المحلية في تنفيذ خططها لنشر شبكات الجيل الخامس، تعمل هواوي بلا هوادة على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع الشركات المحلية، وتدعم مبادرات بارزة مثل التعاون مع وزارة الحج والعمرة السعودية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مؤخراً.

واستطرد زنجفي قائلاً: "نحن ماضون قدماً في نشر هذه التقنيات الجديدة والاستثمار في المستقبل. فهذا بحد ذاته يسهم في الارتقاء بالمجتمعات".

وتأتي لقاءات الرئيس التنفيذي الأخيرة مع وسائل الإعلام بعد فترة وجيزة من إعلان هواوي عن نتائج أعمالها للربع الثالث من العام 2019، حيث ارتفعت إيراداتها العالمية بنسبة 24,4% على أساس سنوي خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، كما تابعت الشركة تركيزها على مشاريع البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والأجهزة الذكية، وجهودها الرامية إلى المساعدة في بناء عالم ذكي متصل بالكامل.

يُذكر أن أكثر من 700 مدينة، و228 شركة من بين 500 شركة مصنفة في قائمة فورتشين جلوبال، من بينها 58 شركة من ضمن المئة شركة الأولى على القائمة، اختارت شركة هواوي كشريك لها في مشروع التحول الرقمي بحلول نهاية الربع الثالث من عام 2019.