المال والأعمال | الأربعاء 11 مارس, 2015 12:44 صباحاً |

أشارت أحد الدراسات الاستطلاعية الحديثة الصادرة عن شركة ’سي بي آر إي‘ الاستشارية بعنوان ’مدى النشاط العالمي لشركات التجزئة‘، إلى تصدّر مسألة التوسع الدولي أولويات شركات التجزئة في عام 2015، بالرغم من التوقعات الاقتصادية المتقلبة وتنامي التكاليف.
وأوضحت 47% من الشركات التي شملها الاستطلاع إلى أن أبرز مخاوفها في عام 2015 تتجلى في التوقعات الاقتصادية غير الواضحة وتنامي التكاليف، والتي تنجم عن الزيادات في تكاليف الإيجار والحاجة إلى مساحة تجارية عالية الجودة. وعلى الرغم من هذه التحديات، تبقى الرغبة بالتوسع العالمي نقطة تركيز أساسية فيما تواصل شركات التجزئة الاستثمار في شبكة متاجرها على مدار عام 2015.
وكشفت الدراسة الجديدة التي أجرتها شركة ’سي بي آر إي‘ أن ألمانيا حافظت على تصدرها قائمة أكثر الأسواق التجارية طلباً في العالم للعام الثاني على التوالي، حيث تخطط 40% من شركات التجزئة لافتتاح متاجر لها في ألمانيا عام 2015. كما جاءت المملكة المتحدة وفرنسا في المرتبتين الثانية والثالثة بنسبتين متقاربتين 33% و31% على التوالي.

وفي منطقة الشرق الأوسط، لا تزال المملكة العربية السعودية وجهة رئيسية لتوسع شركات التجزئة مع سعي 8% من التجار المشاركين في الدراسة إلى افتتاح متاجر لهم في المملكة خلال عام 2015.
وحول نتائج هذا الاستطلاع، قال نيك ماكلين، العضو المنتدب لشركة ’سي بي آر إي الشرق الأوسط‘: "يسهم تزايد عدد الشباب والنمو السكاني السريع، والأسس الاقتصادية القوية، وتزايد المداخيل المتاحة وزيادة الطلب على العلامات التجارية العالمية في دفع عجلة نمو قطاع التجزئة في المملكة. وعلى نحو متوقع، تبقى المملكة العربية السعودية من بين الوجهات المميزة التي يقصدها تجار التجزئة بحثاً عن موطئ قدم مميز في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي".
وتواصل ألمانيا استقطاب شركات التجزئة العالمية نظراً لما تتيحه من فرص استهداف أكثر من 30 مدينة كبيرة مع قوة شرائية عالية. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالسوق الألمانية، حافظت إيجارات التجزئة في معظم الأسواق على استقرارها أو شهدت زيادة طفيفة. كما تواصل المملكة المتحدة تعزيز مكانتها بين أكثر الأسواق طلباً عبر الحدود، حيث بقي الطلب مرناً على مساحات المتاجر، وخاصة في لندن. ويبدو ذلك واضحاً في النمو القوي للتأجير والأقساط العالية.
وتأتي فرنسا في المرتبة الثالثة مباشرة بعد المملكة المتحدة من حيث استقطاب تجار التجزئة نظراً لسوقها الناضجة، ووجود العديد من المدن القوية والعدد الكبير من مراكز التسوق الناجحة في مختلف أنحاء البلاد. وتنجذب شركات التجزئة عموماً نحو قدرة الوصول إلى أوسع شريحة عملاء وبأسرع وقت، مع التركيز على باريس وضواحيها قبل التوسع إلى مدن أخرى. وتسهم التغيرات الأخيرة التي خضعت لها مسألة العمل أيام الأحد، والتي ارتفعت في بعض المناطق من 5 إلى 12 يوماً في العام، فضلاً عن إنشاء مناطق جذب سياحية تفتح حتى أيام الأحد طوال العام، في تعزيز جاذبية فرنسا لاستقطاب تجار التجزئة.

ومن جانبه، قال بيتر جولد، مدير قسم التجزئة عبر الحدود في ’سي بي آر إي‘ لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "تبرز أهمية امتلاك تجار التجزئة لشبكة متاجر قوية تمثل علامتهم التجارية بالشكل الأمثل، بنتيجة التحديات المستمرة التي تواجههم من تصاعد التكاليف، والتسليم الناجح لقنوات البيع omni-channel، والتغييرات التي تطرأ على سلوك المستهلك. ولا يزال فتح متجر جديد ينطوي على تكلفة باهظة، ويتعين على التجار اليوم البحث خارج المناطق الرئيسية التي تعتبر أقل تكلفة تقليدياً".
وأضاف جولد: "يتجلى الجانب الإيجابي لهذه المسألة في التأثيرات المميزة التي يحدثها نمو نوعية شركات التجزئة في توسيع الانتشار الجغرافي للمتاجر. وما زال هناك تردد طفيف للتوسع في بعض الأسواق بنتيجة بقاء أو تطور حالة عدم الاستقرار الاقتصادي. وأدرك أغلبية تجار التجزئة التوجه الإيجابي الذي يسلكه المتسوقون للمشاركة مع البيئة المادية للمتاجر، ويبدون التزامهم بفتح المزيد من المتاجر، مما يمنح المزيد من المصداقية اعتماداً على أهمية الدور الذي تلعبه التجزئة بالنسبة للمتسوقين".
ويبقى المتجر المادي الوجهة المفضلة للعملاء فيما يواصل تجار التجزئة افتتاح متاجرهم في مواقع مختلفة، مع عزم 21% من التجار لفتح بين 1-5 متاجر في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بحلول نهاية العام. وتقلصت خطط التوسعة واسعة النطاق مع تجار التجزئة الباحثين عن افتتاح أكثر من 40 متجراً إلى 9% في عام 2015.