تستعد القمة العالمية للمياه 2016 لاستقطاب خبراء وصانعي قرار إلى جانب مسؤولين في مجال الابتكار التجاري من أنحاء العالم، لمناقشة الفجوة المائية بين العرض والطلب في منطقة الشرق الأوسط والحاجة الملحّة إلى تقليصها، فضلاً عن تناول التحديات والفرص المتاحة لضمان استدامة المياه في المنطقة.
وكشفت دراسة حديثة أجرتها "فروست آند سوليفان" بتكليف من القمة العالمية للمياه، عن أن نصيب الفرد في دول مجلس التعاون الخليجي من استهلاك المياه للأغراض المنزلية هو الأعلى في العالم، بعد أن بلغ 1,600 لتر في اليوم. ويساهم شحّ المياه العذبة والافتقار إلى مواردها المتجددة، علاوة على الهدر الحاصل على نطاق كبير، في توسيع الفجوة بين العرض والطلب، وفقاً للتقرير الذي صدر خلال العام الجاري 2015.
كذلك توقّعت دراسة منفصلة أجراها البنك الدولي أن تنخفض حصة الفرد من المياه بأكثر من 50 بالمئة بحلول العام 2050، في ظل استمرار النمو السكاني بمنطقة الشرق الأوسط والتوقعات بأن تتضاعف أعداد السكان خلال السنوات الأربعين القادمة.
وتقام القمة العالمية للمياه 2016 تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتستضيفها مصدر، وذلك تحت مظلة أسبوع أبوظبي للاستدامة. وتشكّل القمّة المزمع إقامتها بين 18 و21 يناير المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، منبراً للتبادل المعرفي بين المعنيين بالقطاع المائي من أجل البحث في الفرص والتحديات القائمة والمتوقعة، وتسريع العمل لوضع استراتيجيات جديدة واعتماد تقنيات مبتكرة بُغية تحقيق استدامة المياه.
ومن المتوقع أن تستضيف دورة العام 2016 من القمة العالمية للمياه التي تقام عبر شراكة استراتيجة مع هيئة كهرباء ومياه أبوظبي، أكثر من 180 شركة عارضة من 35 بلداً، وأكثر من 10 آلاف زائر من 70 دولة حول العالم
القمة العالمية للمياه.
وتستضيف القمة المقبلة "برنامج إنتاج الأعمال لقطاع المياه"، الذي يقام تحت الاسم Innovate@IWS، وذلك للعام الثاني على التوالي. وسيمكّن هذا البرنامج المبدعين وخبراء التقنيات النظيفة من التواصل مع المستثمرين والشركاء والمستخدمين، في إطار المساعي الرامية لتحقيق استدامة المياه في المناطق القاحلة.
أما برنامج المؤتمر المصاحب للقمة العالمية للمياه فسيجمع حول منبره ما يزيد على 90 متحدثاً من قادة الفكر لمناقشة القضايا الساخنة التي تواجه إنتاج المياه الصالحة للشرب في المنطقة، من مشاريع مستقبلية إقليمية لتحلية المياه، وكفاءة استخدام الطاقة في إنتاج المياه، ودور الاستدامة في الأعمال التجارية، علاوة على اهتمام المؤتمر بتسليط الضوء على أكبر بلد مستثمر في مشاريع المياه بالمنطقة، وهو المملكة العربية السعودية.
وتضمّ قائمة الخبراء المتحدثين في المؤتمر الدكتور طه وردة، رئيس مركز أبحاث المياه في معهد مصدر، وتيري ماليه، نائب الرئيس التنفيذي للابتكار والتسويق والأعمال لدى شركة سويز إنفايرومانت في فرنسا، وكارلوس كوسين فيرناندز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في "إبينجوا ووتر" بإسبانيا، وعبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ الرئيس التنفيذي لشركة تقنية المياه المتقدمة في المملكة العربية السعودية، والدكتور مسعود الريس، المدير الأول - عمليات تحلية وبيع المياه في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم.
من جهة أخرى، تعيد القمة العالمية للمياه والفعاليات الأخرى المصاحبة لها، هذا العام، تقديم "برنامج تواصل أعمال الاستدامة"، ليكون منصة فريدة تجمع تحت مظلتها صانعي القرار، وتسهّل على الشركات الجديدة مشاركتها في القمة والفعاليات المصاحبة لها، وتتيح لهم الاستفادة المثلى من المشاركة، من خلال التنسيق المسبق للاجتماعات بين العارضين والمشترين المحتملين سواء من القطاع الخاص أو العام. وقد نجحت دورة العام الماضي باستضافة المئات من الاجتماعات للحضور والمشاركين أسفرت عن العديد من الفوائد والنتائج الإيجابية للمشاركين.