وزعت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، أول مكتبتين على اثنتين من المؤسسات الثقافية الفرنسية، ضمن مبادرتها "تبنى مكتبة"، التي تهدف إلى دعم الأطفال العرب اللاجئين والنازحين عبر تزويدهم بالكتب العربية والمواد المعرفية لتمكينهم من المحافظة على لغتهم وموروثهم الثقافي العربي خلال تواجدهم خارج بلدانهم الأصلية.
وجاء توزيع المكتبتين بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، حيث قدمت الأولى للمكتبة الوطنية الفرنسية، بالتنسيق مع جمعية باريس دو اكزل؛ المؤسسة المعنية بتقدم الدعم للاجئين في العاصمة الفرنسية وضواحيها، أما المكتبة الثانية فقدمت إلى معهد الشام لتعليم اللغة العربية في فرنسا؛ المتخصص في تدريس العلوم الاجتماعية.
وتلقت مبادرة "تبنى مكتبة" التي أعلنت عنها مؤسسة كلمات خلال مشاركتها في الدورة السادسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، دعماً من عدة مؤسسات بارزة في الإمارة، من بينها مجلس الشارقة للإعلام، وهيئة الشارقة للكتاب، ومصرف الشارقة الإسلامي، ونادي سيدات الشارقة، وثقافة بلا حدود، ومبادرة "ألف عنوان وعنوان"، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والعديد من المؤسسات الأخرى.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال: " يعتبر الكتاب أهم الوسائل المعرفية للتواصل والتفاهم، ومن هذا المنطلق نحرص أن تصل مبادرتنا في كلمات لتمكين الأطفال إلى الآلاف من الأطفال المهجرين حول العالم، ونشكر العاصمة الفرنسية باريس على تبنيها وتشجيعها لهذه المبادرة ، لأنها لن تفيد أطفال العائلات المهاجرة فحسب، بل ستخلق أيضاً إنسجامًا اجتماعيًا وثقافيًا بين اللاجئين والمهجرين مع المجتمعات التي استطاعت استيعاب الناس من أصول مختلفة".
وأضافت الشيخة بدور: "إن الأطفال العرب الذين يعيشون في فرنسا، وغيرهم من الأطفال من أصول مختلفة، سيتواصلون عاطفياً بشكل أفضل مع ثقافتهم المضيفة عندما يتم إعطاؤهم الأدوات والفضاء لتطوير شعور واضح بالهوية يمزج بسلاسة ثقافتهم الأصلية مع السياق الجديد ضمن الدول المضيفة، حيث أن الكتاب والمعرفة قادرين على على خلق المزيد من التسامح والاحترام والتقدير بين الثقافات المختلفة، ويضمنان تأسيس متين لمكونات مجتمع متجانس ومتناغم فكرياً."
وأسهمت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، منذ تأسيسها في عام 2016، في إطلاق وتنفيذ سلسلة من المبادرات لتوفير الكتب ومواد القراءة للأطفال في مخيمات اللاجئين والمكتبات العامة، في إطار رؤيتها القائمة على منح الأطفال في المناطق المحرومة حق الوصول إلى مصادر المعرفة، تماشياً مع حرصها على بناء جيل عربي مثقف وواعٍ يتسم بالمعرفة وسعة الأفق والاطِلاع على الثقافات العالمية.