فازت كيهكاشان باسو من دولة الإمارات العربية المتحدة والبالغة من العمر ستة عشر عاماً، بجائزة السلام الدولية للأطفال 2016. وتم تسليمها الجائزة المرموقة اليوم تكريماً لجهودها المميزة في مكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة من التدهور. وقام البروفيسور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بتسليمها الجائزة بحضور وسائل الإعلام والصحافة العالمية ونخبة من أبرز الضيوف. هذا وتعد جائزة السلام الدولية للأطفال مبادرة أطلقتها المنظمة الدولية لحقوق الطفل "كيدز رايتس"، وهي المنظمة الملتزمة بالدفاع عن حقوق الأطفال حول العالم.
وكان البروفيسور محمد يونس الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في العام 2006 بفضل جهوده في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، قد أكّد اليوم على أهمية ما تفعله كيهكاشان، خاصة وأن أكثر من ثلاثة ملايين طفل تحت سن الخامسة يموتون سنوياً بسبب الأمراض المتعلقة بالبيئة، إضافة إلى معاناة أعداد أكبر من الأطفال من المشاكل البيئية. وقال البروفيسور يونس في هذا الصدد: "إنه لإنجاز عظيم أن تحقق شابة في مقتبل عمرها مثل هذا التأثير من خلال رسالتها العميقة. إن الحفاظ على سلامة البيئة أمر ضروري لضمان سعادة الأطفال وتنميتهم، وهو عامل جوهري لجعل حقوق الأطفال حقيقة على أرض الواقع. لقد علّمتنا كيهكاشان أننا جميعاً نحمل مسؤولية العمل لتأمين مستقبل مستدام".
وكانت كيهكاشان قد بدأت بتثقيف جيرانها حول أهمية صون البيئة وسلامتها عندما كانت في الثامنة من العمر. وقد قامت بزراعة أول شجرة لها وجمعت الأطفال من حولها لجمع النفايات وإعادة تدويرها، ثم أسست كيهكاشان منظمتها الخاصة تحت اسم "الأمل الأخضر" عندما كانت في الثانية عشرة من العمر حيث قامت من خلالها بأنشطة عديدة تضمنت عمليات التنظيف وحملات التوعية. وقد أصبحت كيهكاشان أصغر منسقة عالمية على الإطلاق ضمن المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب التابعة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. كما أضحت منظمة "الأمل الأخضر" في ما بعد منظمة دولية تعقد أنشطتها في أكثر من عشر دول ويتطوع فيها أكثر من ألف طفل وشاب.
وصرّح مارك دولارت، مؤسس ورئيس منظمة حقوق الطفل (كيدز رايتس)، اليوم أن اختيار كيهكاشان للفوز بالجائزة من قبل لجنة الخبراء جاء بفضل جهودها الحثيثة التي أثبتت أن طفلاً واحداً يستطيع تكوين حركة ذات تأثير واسع الانتشار. وقال دولارت في هذا الصدد: "لقد استطاعت كيهكاشان أن تحشد جهود آلاف الأطفال للحفاظ على البيئة. إن الأطفال هم الفئة الاجتماعية الأكثر تعرضاً للمخاطر، وهم جميعاً بدون استثناء أكثر من يتأذى بالأزمات والمشاكل البيئية. فمثلاً، يعد الأطفال أكثر فئة معرضة لمخاطر تلوث المياه والهواء. لا شك بأن حقوق الأطفال والتنمية البيئية مترابطة بشكل وثيق. ولتحقيق كلا الأمرين، يجب أن تكون الحقوق البيئية للأطفال مشمولة في السياسات الدولية. لذا تدعو منظمة ’كيدز رايتس‘ الأمم المتحدة لتضمين ملحق في اتفاقية حقوق الطفل لتذكر بشكل محدد هذه الحقوق البيئية".
وتأكيداً منها على مواصلة مساعيها المميزة، قالت كيهكاشان باسو خلال تسلمها الجائزة اليوم: "سوف أواصل العمل على تشجيع الأطفال والبالغين لتكوين مستقبل أكثر استدامة. إنني أدعو الجميع للتفكير في أفضل الطرق المساهمة في الحفاظ على البيئة. أدعوكم لبذل أقصى جهودكم والسعي نحو المستقبل الذي نطمح إليه جميعاً. الوقت يمرّ سريعاً وعلينا التصرف الآن، وإلا ستكون العواقب على البيئة وخيمة".