شدّد المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور رضوان السيد على أهمية مراجعة التراث والنصوص السياسية في المراجع والكتب الإسلامية والتمسك بمنهج السلفية المعتدلة، جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية، بعنوان "الأعمال في التفكير السياسي الإسلامي .. ومسألة المرجعية العلمية" بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، وحضرها جمع غفير من كبار الأكاديميين وخبراء الشؤون السياسية والسفراء.
وكان الدكتور رضوان السيد قد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية عن فرع الدراسات الإسلامية لعام 2017م في موضوع الفكر السياسي عند المسلمين، نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة.
وجاءت هذه المحاضرة في إطار جهود جائزة الملك فيصل العالمية الهادفة إلى تطوير منصات مبتكرة لتبادل الأفكار مع أبرز العقول المفكرة واستعراض الإنجازات الإنسانية للعلماء والباحثين.
وأثناء المحاضرة، أشار الدكتور رضوان السيد إلى العقبات التي تقف أمام التفكير السياسي الإسلامي موضحا أن الدولة الدينية أصبحت معتقداً عند كثير من المسلمين في الوقت الحالي، بينما الدولة مهمتها الأساسية هي تسيير أمور الناس وإدارة الشأن العام، كما انتقد الإمامة السُنية عند داعش، مؤكداً أنها لا تختلف عن المرجعية الشيعية، وكلاهما ينافي مفاهيم السلفية المعتدلة التي يرى أن لها شأناً ومستقبلاً في أوساط المسلمين وهي في حاجة إلى التجدد وليس إلى التشدد.
وتساءل رضوان السيد في محاضرته عن سبب عجز العالم الإسلامي في أن يؤسس لمرجعية علمية عالمية في العلوم الإسلامية والإنسانية وأبدى استغرابه من عدم تأهيل الجامعات في العالم العربي لتلعب دور المرجعية بدلاً من الجامعات البريطانية والأمريكية وحديثاً اليابانية والصينية التي أصبحت مرجعاً علمياً في العلوم الإسلامية والإنسانية وأصبحت شهاداتها تحظى باحترام كبير.
وتمتاز منهجية البحوث الأكاديمية للدكتور رضوان السيد، بدقتها ومواءمتها المتميزة بين الأصول الفكرية السياسية الإسلامية والواقع العربي والإسلامي. وتعددت الدراسات العلمية التي قدمها في الفكر السياسي عند المسلمين لتشمل موضوعات الحكم والسلطة والدولة والمجتمع والأمة وعلاقتها بالواقع الإسلامي التاريخي.