في إطار سعيها نحو تعزيز حضور إمارة الشارقة في شتى المحافل الثقافية التي تقام على المستويين العربي والعالمي، نظّمت مبادرة "ثقافة بلا حدود" التي تتخذ من الإمارة مقراً لها، جلسة ثقافية حوارية خلال مشاركتها في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختتمت فعالياته مؤخراً، بمشاركة كبيرة من نخب ثقافية ودور نشر عربية وعالمية.
وتضمنت الجلسة الحوارية التي أقيمت في المعرض، والتي حملت عنوان "مبادرات ثقافية من الشارقة"، استعراضاً لأهم المنجزات والمشاريع الثقافية التي حققتها إمارة الشارقة، أمام جمهور الأدب والثقافة، كما عرّفت بالمبادرات، والبرامج الثقافية التي تنظمها "ثقافة بلا حدود" على مدار العام.
وشارك في الجلسة، التي تطرقت إلى إبراز الثقل الثقافي الكبير لإمارة الشارقة، كلّ من نورا بن هدية، مدير "ثقافة بلا حدود"، والمؤلف والناشر الذاتي، علاء داوود.
وتحدثت بن هدية حول واقع التطور الذي تعيشه "ثقافة بلا حدود" مستعرضة حزمة المبادرات والفعاليات التي تقودها خلال العام، فيما تناول المؤلف علاء داوود، الحديث عن تجربته الأدبية الخاصة في كتابه "القيم الأخلاقية في القصص القصيرة"، الذي أسهمت مبادرة "ألف عنوان وعنوان" في دعمه، تحقيقاً لأهدافها في تعزيز الإنتاج المعرفي والفكري في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليتمكن لاحقاً من ترجمته إلى لغات أخرى منها الإنجليزية.
وقالت نورا بن هدية، مدير "ثقافة بلا حدود": "تنسجم مشاركتنا في معرض الرياض الدولي للكتاب أحد أبرز التظاهرات الأدبية والثقافية في منطقة الخليج والوطن العربي مع رسالتنا وأهدافنا التي نسعى من خلالها إلى إبراز مكانة إمارة الشارقة ثقافياً ومعرفياً، ونقل مشروعها الإنساني والثقافي الكبير إلى شريحة واسعة من النخب الثقافية والمؤلفين والناشرين الخليجيين والعرب على حدّ سواء بما يخدم تبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على حزمة من الأساليب والبرامج الثقافية المبتكرة".
وأضافت بن هدية:" تحقق هذه الجلسة عدّة غايات يمضي ثقافة بلا حدود في تثبيتها، فهي من جهة تعرّف النخب الثقافية من جمهور الأدب وزوّار المعرض على تجربتها، ومن جهة أخرى تستعرض مجالات التعاون المشترك مع مختلف دور النشر والمؤلفين بما يثري الحراك الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة ويفتح المجال نحو بلورة آفاق أكثر رحابة تخدم مختلف المجالات الثقافية، إلى جانب التعريف بمبادرة ألف عنوان وعنوان التي تسعى إلى توسعة نطاق إنتاجية الكتب والمعرفة وإثراء تجارب المؤلفين الإماراتيين ودعم دور النشر المحلية بالكثير من الخبرات والمعارف اللازمة".
وكانت مبادرة ألف عنوان وعنوان قد حققت أهداف مرحلتها الأولى خلال عامي 2016 و2017، والمتمثلة في إصدار 1001 عنوان باللغة العربية طبعة أولى، في شتى مجالات المعرفة، بميزانية بلغت قيمتها خمسة ملايين درهم إماراتي، لافتةً إلى أن المبادرة تستقبل حالياً طلبات دور النشر والمؤلفين الإماراتيين الراغبين بالمشاركة والاستفادة من المنح والتسهيلات التي تقدمها المبادرة للكتّاب والناشرين في مرحلتها الثانية.
وتهدف المرحلة الثانية من "ألف عنوان وعنوان" إلى إصدار 1001 عنوان إماراتي طبعة أولى، خلال العامين 2018 و2019، حيث سيتم دعم 700 عنوان لدور النشر التي تندرج تحت مظلة جمعية الناشرين الإماراتيين، و301 عنوان لمؤلفين إماراتيين، وذلك بميزانية تبلغ قيمتها الإجمالية خمسة ملايين درهم، علماً بأنه سيتم هذه المرة فتح المجال أمام المؤلفين الإماراتيين لتقديم طلباتهم بشكل مباشر إلى إدارة المبادرة، إلى جانب الطلبات الواردة من دور النشر المحلية والعربية التي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها.