ضمن مشاركتها في فعاليات الدورة الـ38 من معرض باريس الدولي للكتاب، الذي يحتفي هذا العام بالشارقة ضيفاً مميزاً للمعرض، نظمت كل من "ثقافة بلا حدود" ومبادرة "ألف عنوان وعنوان" أمس الأول جلسة حوارية، استعرضت من خلالها تجربتها في تعزيز عادة القراءة بين أفراد المجتمع الإماراتي، وبناء جيل قارئ ومثقف، بما يعكس اهتمام إمارة الشارقة ودولة الإمارات بالاستثمار في البناء المعرفي للإنسان.
وأقيمت الجلسة ضمن سلسلة الفعاليات، والجلسات، والندوات، التي تُنظمها الشارقة في المعرض الذي تستمر فعالياته حتى 19 مارس الجاري، وشاركت في الجلسة التي نظمت تحت عنوان "مبادرات ثقافية من الشارقة"، كل من نورا بن هدية، مدير "ثقافة بلا حدود"، ومجد الشحي، مدير مبادرة "ألف عنوان وعنوان"، إحدى مبادرات "ثقافة بلا حدود"، وعائشة النقبي، أصغر كاتبة إماراتية تم دعمها عبر مبادرة "ألف عنوان وعنوان".
وقالت نورا بن هدية: "شهدت إمارة الشارقة خلال العقود الماضية إطلاق العديد من المبادرات الثقافية التي كان لها بالغ الأثر في إثراء الحراك الثقافي والمعرفي والفكري ليس على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، وإنما على الصعيدين الإقليمي والدولي أيضاً، وتأتي مبادرة "ثقافة بلا حدود" من بين أهم المبادرات التي نجحت بشكل كبير في تعزيز مكانة الكتاب، وتشجيع المجتمعات الإنسانية كافة على اعتماد الحوار أسلوباً لتقريب وجهات النظر والرؤى المتباينة بين مختلف الحضارات والثقافات".
وسلطت الجلسة الضوء على فكرة المبادرة وأهدافها، إلى جانب أبرز المنجزات التي حققتها خلال العشرة أعوام الماضية، وأشارت بن هدية إلى أن بدايات انطلاق المبادرة كانت في العام 2008 بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة مباشرة وحثيثة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس اللجنة المنظمة لـ"ثقافة بلا حدود"، بهدف تعميق علاقة الفرد بالكتاب والقراءة بشكل خاص، ونشر ثقافة القراءة في كل بيت إماراتي.
وأثبتت النتائج التي حققتها "ثقافة بلا حدود" خلال العشرة أعوام الماضية، نجاح المبادرة في نشر الوعي بين أفراد المجتمع الإماراتي بأهمية القراءة والثقافة العامة، وإيصال الكتاب إلى كل بيت إماراتي في إمارة الشارقة، وترسيخ اسم الإمارة عاصمة للثقافتين العربية والإسلامية، وتعزيز عادة القراءة وحب الكتاب وتنمية الشعور بأهميته لدى أفراد المجتمع.
ومثلت المشاريع التي تندرج تحت "ثقافة بلا حدود" إضافة حقيقية للمشهد الثقافي والأدبي في الشارقة، حيث تضم المبادرة تحت مظلتها حالياً كلاً من مشروع "مكتبة لكل بيت"، والمكتبة المتنقلة"، و"عربة الثقافة"، و"مكتبة الأحياء السكنية"، و"المكتبة الإلكترونية”، وشهدت هذه المبادرات جميعها إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وأشارت مدير "ثقافة بلا حدود" خلال الجلسة إلى "مكتبة لكل بيت"، أحد أهم المشاريع التي أطلقتها المبادرة ترجمةً لتوجيهات ورؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، الرامية إلى الارتقاء بوعي الإنسان وتعزيز معارفه، لافتةً إلى نجاح المشروع في تسليم 42 ألف و366 مكتبة للأسر الإماراتية في الشارقة، ضمت بمجملها 2 مليون و218 ألف و300 كتاب، في إنجاز يعد الأول من نوعه عالمياً.
من جانبها استعرضت مجد الشحي، تجربة مبادرة "ألف عنوان وعنوان" التي أطلقتها "ثقافة بلا حدود" في العام 2016، بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، والإنجازات التي حققتها المبادرة خلال العامين الماضيين على صعيد زيادة عدد الإصدارات الإماراتية ورفع جودتها، ودفع عجلة قطاع النشر، وإثراء المخزون الثقافي والأدبي المحلي.
وأشارت الشحي إلى نجاح المبادرة في إنجاز أهداف مرحلتها الأولى خلال عامي 2016 و2017، والمتمثلة في إصدار 1001 عنوان باللغة العربية طبعة أولى، في شتى مجالات المعرفة، بميزانية بلغت قيمتها خمسة ملايين درهم إماراتي، لافتةً إلى أن المبادرة تستقبل حالياً طلبات دور النشر والمؤلفين الإماراتيين الراغبين بالمشاركة والاستفادة من المنح والتسهيلات التي تقدمها المبادرة للكتّاب والناشرين في مرحلتها الثانية.
وتهدف المرحلة الثانية من "ألف عنوان وعنوان" إلى إصدار 1001 عنوان إماراتي طبعة أولى، خلال العامين 2018 و2019، حيث سيتم دعم 700 عنوان لدور النشر التي تندرج تحت مظلة جمعية الناشرين الإماراتيين، و301 عنوان لمؤلفين إماراتيين، وذلك بميزانية تبلغ قيمتها الإجمالية خمسة ملايين درهم، علماً بأنه سيتم هذه المرة فتح المجال أمام المؤلفين الإماراتيين لتقديم طلباتهم بشكل مباشر إلى إدارة المبادرة، إلى جانب الطلبات الواردة من دور النشر المحلية والعربية التي تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها.
من جهتها تحدثت عائشة النقبي عن تجربتها في مجال الكتابة، حيث كشفت عن أبرز الشخصيات التي وقفت إلى جانبها وشجعتها على خوض غمار تجربة إصدار كتاب، واستعرضت تجربتها مع مبادرة "ألف عنوان وعنوان"، والإضافة التي قدمتها لها لاسيما وهي في بدايات مشوارها الأدبي، كما سلطت الضوء على إصدارها "القمر الأزرق" Blue Moon الذي تم دعم طباعته من "ألف عنوان وعنوان".