متخصصون روّاد في مجال الرياضة واللياقة البدنية يناقشون نمو القطاع بالسعودية
ناقش كبار الفاعلين في صناعة الرياضة واللياقة البدنية المزدهرة بالسعودية، وقدموا توصياتهم بشأن استفادة هذه الصناعة من الفرص الهائلة التي يوفرها أكبر اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك خلال اجتماع حصري في فندق هيلتون جدة، تمهيداً للمعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية، المعرض الدولي الوحيد في المملكة المختص بالرياضة واللياقة البدنية، ويستضيفه مركز جدة للمنتديات والفعاليات في الفترة من 25-28 نوفمبر 2015.
يقام المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية بدعم من FIBO المعرض التجاري الدولي الرائد في اللياقة البدنية والصحة، وتنظمه شركة ريد سيندي للمعارض التي قامت بتنظيم الاجتماع الذي استهله السيد ناصر عبيد مدير عام شركة "دلتا فتنس أثوريتي" (موزّع منتجات "لايف فتنس") بالتأكيد على أنه في الوقت الذي يهدف فيه معرض FIBO الرائد عالمياً وتستضيفه ألمانيا إلى الترويج لهذه الصناعة؛ فإن المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية يهدف في المقام الأول إلى التأسيس لهذه الصناعة في المملكة.
وأضاف عبيد : " تحتاج هذه الصناعة إلى تطوير، وما يزال أمامنا الكثير لانجازه، ومن هنا تأتي أهمية فعالية مثل المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية للمساعدة في جهود التطوير المنشود. ولا شك أن السعودية تخطو أولى خطواتها في تطوير الرياضة والذي يشمل تحسين البنية التحتية والمرافق الخاصة بالرياضة واللياقة البدنية في البلاد. ويتطلّب ذلك الخبرات المحلية والدولية. ومن أجل أن تكون لدينا القدرة على امتلاك الخبرات فإننا نحتاج إلى المواهب، ولكي نمتلك القدرة على رعاية هذه المواهب ينبغي أن تتوفر الإدارة الجيدة لتحقيق ذلك".
وأوضح عبيد أنه بمجرد امتلاك البنية التحتية والخبرات والمواهب والإدارة نصبح في وضعية مؤهلة لاحراز التقدم في التعليم والتوعية، للوصول إلى مجتمع أعمال متخصص وجمهور منخرط بالكامل في الرياضة واللياقة البدنية، ما يقود في النهاية إلى الترويج لثقافة رياضية في السعودية.
من جانبه أعرب أحمد محيي من "فتنس آند فن"، عن سعادته بحضور الاجتماع مشيراً إلى أن هناك حاجة لتنظيم الجهود بشكل جيد كقطاع واحد قبل انطلاق فعالية هذا العام، وقال : " معرض العام الماضي كان مجرد تجربة لكنه فاق كل توقعاتنا، ونتوقع أن يكون معرض هذا العام أكبر وأفضل ونتطلع للمشاركة بقوة في دورة 2015 من هذه الفعالية الهامة. ونحن بحاجة إلى مشاركة المزيد من أبرز الفاعلين في القطاع الحكومي ونخبة من كبار صانعي القرار في صناعة الرياضة، هذا إلى جانب الاتحادات الرياضية، ونسعى جاهدين للعمل معاً لتحقيق ذلك".
شهد الاجتماع تحديد ومناقشة مجموعة من أهم المستجدات في قطاع الرياضة واللياقة البدنية في السعودية، ومن بينها المؤشرات على التوجّه نحو نمط حياة أكثر صحة في المملكة، وهو ما يتضح في زيادة نمو صناعة نوادي اللياقة البدنية الخاصة في البلاد بنسبة 16% على أساس سنوي. وفي ضوء ذلك تحتاج السعودية إلى تجهيزات رياضية وبنية تحتية على مدى الخمس سنوات المقبلة بقيمة 20 مليار دولار، في حين أن الواردات الحالية للمملكة من الفيتامينات والملابس والتجهيزات الرياضية لا تتجاوز قيمتها المليار دولار. وهذا يعني ان هناك حاجة لزيادة مستوى استيراد وتطوير التجهيزات والمرافق الرياضية والخبرات المطلوبة للتعاطي مع مستويات الطلب المتنامية.
وهناك توجّه متنامي نحو مفهوم تدريبات اللياقة البدنية أفرز نمواً في أعمال التجديد وتوفير التجهيزات في سوق مرافق اللياقة البدنية الذي يشهد تنافسية عالية. وفي ظل نمو البنية التحتية لقطاع الرياضة والترفيه جنباً إلى جنب مع الطفرة في قطاع الضيافة بالسعودية؛ تسجّل الاستثمارات العامة والخاصة في قطاع الرياضة بالمملكة زيادة بنسبة 40% سنوياً. وقد شملت تلك الاستثمارات خصخصة النوادي الرياضية باعتبارها استراتيجية اقتصادية. علاوة على ذلك؛ تطلّب بروز قطاع الأنشطة الرياضية للسيدات إنشاء مرافق رياضية منفصلة مخصصة للسيدات.
وألقى هيثم الوكيل، مدير العمليات في "وورلد جيم" و "مازن فتنس"، الضوء على الأسواق المتقدمة في اللياقة البدنية، موضحاً أن مشغلي النوادي الرياضية واللياقة البدنية في هذه الأسواق يتبعون اجراءات معقدة ويستخدمون أنظمة متطورة عند التعامل مع المعلومات الخاصة بالعملاء، وقال : " يتطلّب تحقيق التطور التقني استقدام شركات متخصصة في البرمجيات إلى السعودية للمساعدة في تحليل سلوكيات العملاء وتمكين مشغلي نوادي اللياقة البدنية من التركيز على الجوانب الأكثر أهمية بالنسبة للعملاء. وهنا يكمن الهدف من تنظيم فعاليات مثل المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية بدعم من معرض FIBO والذين يمكنهما استقطاب تلك الشركات للعمل في السعودية".
وقال "جون تابين" مدير العرض في شركة ريد سيندي للمعارض : " أدى الاهتمام والتركيز المتواصل الذي تحظى به قضايا الصحة واللياقة البدنية في السعودية وكذلك الاستجابة الرائعة لمعرض العام الماضي؛ إلى تشجيعنا على المضي قدماً في تنظيم الدورة الثانية من المعرض. وتؤكد مثل هذه العناصر على فرص الأعمال الهائلة التي يستطيع استغلالها وتعظيم الاستفادة منها في السعودية كل من مصنعي وموردي المنتجات والخدمات الرياضية والصحية واللياقة البدنية من مختلف أنحاء العالم. ونركز هذا العام على التجهيزات والبنية التحتية للرياضة واللياقة البدنية، وكذلك إتاحة المجال للشركات العارضة لتقديم خدمات التدريب والتعليم المتخصصة، وكذلك منح الشهادات خلال فعاليات المعرض".
ويُتوقع أن تشهد دورة العام الحالي من المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية مشاركة أوسع مقارنة بالنسخة الافتتاحية من المعرض العام الماضي، التي سجّلت حضور 6365 شخصاً و 58 عارضاً و 104 علامة تجارية من 14 دولة.
وبعد النجاح الهائل الذي حققه العام الماضي؛ يواصل المعرض السعودي الدولي للرياضة واللياقة البدنية 2015 تخصيص مناطق متنوعة للتركيز على مختلف الرياضات وفئات المنتجات، وذلك بهدف التعاطي مع المتطلبات الخاصة بالسوق السعودي.
إلى جانب ذلك، يستمر المعرض في دوره الهام كمنصة فريدة للحوار حول قضايا الصناعة وإقامة علاقات الشراكة بين المؤسسات الخاصة والعلامات التجارية والهيئات الحكومية. ويُعدّ المعرض وجهة مثالية للمناقشات حول قطاع الصحة واللياقة البدنية في السعودية، هذا بالاضافة إلى "برنامج تواصل الأعمال" الذي يعود من جديد في نسخة هذا العام من المعرض لتسهيل الشراكة المباشرة والفعالة والاستفادة من الفرص التجارية المتاحة.