على الرغم من التقدم الذي شهدناه اقليمياً طوال العقود الماضية في مجال المساواة بين الجنسين في التعليم، صرحت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن أقل من إمرأة واحدة من بين كل ثلاثة نساء تعمل في منطقة الشرق الأوسط. وبهذا الصدد، أصدر بيت.كوم، اكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، تقريراً جديداً بعنوان ’الوظائف الأولى للشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوقعات والواقع‘، وذلك بالتعاون مع كل من مؤسسة يوجوف (YouGov) العالمية لأبحاث السوق، ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف (EFE)، التي تعتبر شبكة توظيف الشباب الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعالج هذا التقرير أبرز مخاوف الشابات الراغبات بدخول سوق العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والواقع الذي تواجهنه.
وتبحث الدراسة في معايير شمولية الجنسين على مستوى المنطقة، فيما تسلّط الضوء على الوضع الحالي لتوظيف الشابات، إلى جانب المفاهيم والحقائق التي تواجههم في سوق العمل وأماكن العمل المعاصرة.
والجدير بالذكر أن الكثير من الأبحاث التي تتناول مستويات بطالة الإناث في المنطقة يجري تعميمها على جميع الأعمار ولا تختص بشريحة الشابات على وجه التحديد، على الرغم من أنهن يستعدن لدخول سوق العمل وسط تضخم غير مسبوق لشريحة الشباب في المجتمع مصحوبة بتغير تكنولوجي سريع الى حد كبير. وضمن هذا الإطار، يتطرق التقرير إلى أسئلة من النوع التالي: كيف تبحث الشابات عن وظيفة لدى دخولهن سوق العمل؟ وما هي التوقعات والافتراضات التي تدور في خاطرهن أثناء عملية البحث؟ وكيف يمكن مقارنة هذه التوقعات والافتراضات مع توقعات وافتراضات الشابات اللواتي يعملن بالفعل، وتوقعات وافتراضات المسؤولين عن التوظيف في الشركات، ذكوراً كانوا أم إناث؟
كخطوة أولى للإجابة عن هذه الأسئلة، أجرى بيت.كوم بالتعاون مع YouGov ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف (EFE)، دراسة شملت الشابات الباحثات عن عمل، والشابات اللواتي انطلقن في حياتهن المهنية، والمهنيين (ذكوراً وإناثاً) المسؤولين عن اتخاذ قرارات التوظيف في شركاتهم. وقدمت نتائج الدراسة معلومات قيّمة حول ممارسات أصحاب العمل في مجال التوظيف، فضلاً عن توقعات الشابات الباحثات عن عمل والموظفات في مقابل واقع الحال.
وقد أظهرت دراسة ’الوظائف الأولى للشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوقعات والواقع‘ نتائج مثيرة للاهتمام، نذكر منها:
وقالت لمى عطايا، الرئيسة التنفيذية للتسويق في بيت.كوم: "يبدو أن هناك تفاوت ما بين توقعات الشابات اللواتي يسعين للانضمام إلى القوى العاملة وواقع الحال، فضلاً عن عدم وجود وعي أو تبني لأي سياسات تشجع توظيف الشابات في منطقة الشرق الأوسط. ونعلم في بيت.كوم جيداً مدى التأثير الإيجابي الذي تشكله المرأة على نمو الأعمال وتطورها، كما أننا ملتزمون بترسيخ دعائم بيئة عمل تشجع على مشاركة الخبرات والمعارف حول واقع العمل في المنطقة. كما نحرص على أن نكون حافزاً للتغيير الذي يتيح للشابات للحصول على فرص عمل مستدامة وإغلاق الفجوة الموجودة بين الجنسين، وذلك من خلال تقديم معلومات ذات فائدة وبيانات مستمدة من واقع الحياة لكل من أصحاب العمل والباحثين عن عمل على حد سواء."
من جانبها، قالت جواو نيفيس، مدير أول للبحوث في YouGov: "تسلّط هذه الدراسة الضوء على المجالات التي يمكن أن تساهم في تعزيز توقعات توظيف الشابات في كافة أنحاء المنطقة، إذا ما تمت معالجتها بشكل فوري. وسنواصل البحث عن فرص لتوعية مختلف شرائح المجتمع وتثقيفها حول القضايا المتعلقة بالحد من مستويات البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط."
بدورها، قالت ياسمين نحاس دي فلوريو، نائبة الرئيس للشؤون الاستراتيجية والشراكات بمؤسسة التعليم من أجل التوظيف (EFE): "أكثر من نصف خريجي مؤسستنا هم من الشابات، ونرى في كل يوم التأثير العميق الذي تحدثه الشابات في شركاتهن ومجتمعاتهن. ويمثّل تعاوننا مع بيت.كوم وYougov وسيلة لتقديم المعلومات حول العقبات التي تعترض عمل المرأة الشابة، وهو جزء لا يتجزأ من رسالتنا الهادفة إلى تمكين الشابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمهارات والفرص التي يحتاجونها لبناء مسيرة مهنية ناجحة ومستقبل مشرق لأنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن."
وقد اعتمدت هذه الدراسة مبدأ المسح الكمي على الإنترنت لجمع آراء 2,319 شخصاً من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد تم إجراء المسح لأعضاء YouGov والمجيبين من قاعدة بيانات كل من بيت.كوم والتعليم من أجل التوظيف (EFE)، في خلال الفترة الممتدة ما بين 7 و30 يونيو 2015. وشملت عينة البحث السيدات العاملات (282)، والشابات الباحثات عن عمل (797)، وأفراد معنيين بقرارات التوظيف (1,240) من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمثلون كلاً من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، وقطر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وتونس، والإمارات واليمن.