خلال مشاركتها في ندوة افتراضية نظمتها جمعية "جود سوسايتي فورام" ( Good Society Forum) في الثاني من ديسمبر الجاري، تناولت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، الدور الكبير الذي قامت به بعض النساء بالدول العربية، في مجال التوعية بحقوق ذوي الإعاقة بتنظيم وتكريس الجهود المجتمعية والعمل على تغيير السياسات بما يتلاءم مع هذه الفئة من المجتمع.
تأتي الندوة الافتراضية التي نظمتها جمعية "جود سوسايتي فورام" بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يصادف 3 ديسمبر من كل عام، بهدف ربط صناع القرار حول العالم إلكترونياً والتفاعل معهم بهدف إلهامهم لبناء مجتمعات أفضل.
وخلال مشاركتها في جلسة حوارية شاركت في استضافتها ايما سكاي، وأدارها نظام الدين، الشركاء المؤسسين لـ "جود سوسايتي فورام"، سلطت عطايا الضوء على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة في إدماج ذوي الإعاقة في المجتمع والجهود المبذولة لضمان حقوقهم كافة.
وقالت عطايا: "تعتبر الإمارات، والشارقة تحديداً، مثالاً رائداً في المساعي المبذولة لتعزيز إمكاناتهم ودمجهم بالكامل في المجتمع، حيث يتمتعون بكافة الحقوق التي يضمنها لهم القانون الإماراتي، كالرعاية الصحية، والتعليم، والعمل".
وثمنّت عطايا جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وكريمته صاحبة السمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة، اللذان بذلا جهوداً عظيمة في مجال دمج ذوي الإعاقة وسلامتهم ووضعهم على رأس قائمة أولويات الإمارة من حيث النواحي الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.
وتابعت: "انطلاقاً من ايمانها بضرورة تسهيل قدرة جميع فئات المجتمع على الوصول إلى متاحفها وبرامجها، أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف العديد من المبادرات والبرامج خلال الستة أعوام الماضية والتي تم تصميمها خصيصاً لذوي الإعاقة على اختلاف أعمارهم وقدراتهم".
وسلطت الضوء على بعض من مبادرات وبرامج الهيئة التي تم تصميمها خصيصاُ لدمج ذوي الإعاقة، كجولات يقودها مرشدون يجيدون لغة الإشارة، وبرامج خاصة بفاقدي البصر وبالأطفال المصابين بالتوحد.
كما أشارت إلى إدراج عدداً من المتاحف التابعة للهيئة على الموقع الإلكتروني للاتحاد العالمي للمعاقين به، كوجهات صديقة لذوي الإعاقة، بعد استيفائهما كافة متطلبات الاتحاد مشيرةً الى أن عدداً آخر سيتم إضافته على موقع الاتحاد بعد استيفائها الشروط التي تتلاءم مع متطلبات ذوي الإعاقة.
وأكدت عطايا على الحاجة إلى إجراء تقييم لوضع الأشخاص ذوي الإعاقة وتحديد أبرز التحديات التي تواجههم، بما في ذلك السلوكيات السلبية، والمعوِّقات التي يواجهونها بسبب التصاميم الهندسية في بعض المباني مما يؤدي الى استبعاد هذه الفئة وحرمانهم من فرص التعليم والرعاية الصحية والتوظيف وحقوقهم الأساسية في التنمية والرفاه الاجتماعي مشددةً على ضرورة تكاتف الجهود العالمية للحد من التمييز المرتبط بهم، وضمان تبني سياسات ونهج محوره الإنسان، نقلاً عن نموذج الإمارات والشارقة الناجح.
وشارك في الندوة عبر الإنترنت كل من الدكتورة هايدي العسكري، أخصائية أمراض النطق واللغة السعودية التي تشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي للأولمبياد الخاص بالمملكة العربية السعودية؛ والناشطة سارة مينكارا من مؤسسة "التمكين من خلال الدمج، والتي تعمل مع الأطفال المكفوفين في لبنان لغرس الثقة فيهم وتعليمهم المهارات الحياتية، كما تدير أيضًا معسكرًا صيفيًا لكل من الأطفال المكفوفين والمبصرين.