تعمل أنظمة وسائط مدينة مصدر للنقل الذاتي السريع (بي آر تي ) دون سائقين في المدينة الخالية من الكربون بالعاصمة الإماراتية، أبو ظبي، بكفاءة أكبر بنسبة 99٪ منذ أن بدأت خدماتها قبل 6 سنوات.
حيث يعد هذا الإنجاز الرائع دلالة على جودة التكنولوجيا المستخدمة في هذا النظام، وميزات السلامة الحيوية والمتانة فيه، مما أدى إلى تقليل هامش الخطأ أو التأخير في المواعيد إلى الصفر، ناهيك عن انعدام التصادم والحوادث منذ انطلاقة المشروع.
وافتتح مشروع وسائط النقل ( بي آر تي ) للجمهور في عام 2010، وكان يُشّغل من على مسافة 2 كم للدورة الواحدة، وجاء كخدمة للطلبة والزائرين لينقلهم من موقف السيارات إلى معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا (إم آي إس تي).
وقد أقلّ نظام المواصلات نص مليون راكب في نوفمبر من عام 2012 , بينما أقلّ حوالي مليون راكب في مايو 2014، وبمعدل يومي يصل إلى مابين قرابة 692 الى 787 شخصاً على التوالي. وكان النظام شهد منذ مايو 2014، زيادة هائلة في حركة المسافرين بلغت نسبتها الى 175%. ليصل عدد الركاب الذين أقلتهم وسائط النقل الذاتي السريع في مدينة مصدر إلى مليوني راكب في نوفمبر من العام الحالي، ويأتي هذا الإنجاز قبل أسبوع واحد من بدء عمليات العام السابع لخدمة النقل الذاتي السريع بدون سائقين في مدينة مصدر.
وكانت السيدة غيثما ديفانجي الطالبة بمدرسة الميريلاند بأبو ظبي، والتي كانت تزور مدينة مصدر في رحلة ميدانية تعليمية، الراكب رقم مليونين، وضمن فعاليات الإحتفال بالزائر رقم مليونين تم منحها شهادة تذكارية وقسيمة طعام قابلة للإستخدام في أي من مطاعم المدينة.
وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه تشغيل هذ النظام بفعالية، قال الرئيس التنفيذي لشركة ( تو غيت ذير ) السيد كاريل فان هيلسنغين "في مدينة مصدر لدينا نوعان من الركّاب على مدار عملنا, من الساعة السادسة صباحاً وحتى منتصف الليل، فهناك الركاب الذين يستقلون هذه المواصلات يومياً وآخرون يزورون المدينة ويركبون مواصلاتها لأول مرة، مع أهمية تقديم خدمة موثوقة وعالية المستوى حتى تحت الظروف البيئية الصعبة، ما يشكل فارقاً يميزنا عن تلك الشركات التي تعد في بداية تطورها ".
وبالحديث عن وصول هذا النظام إلى إنجاز نقل مليوني مسافر، قال المدير التنفيذي لإستدامة العقارات، في مدينة مصدر – أبو ظبي لطاقة المستقبل السيد يوسف باصليب "هذا الإنجاز يمثل خطوة هامة في مسيرة مدينة مصدر. ويقف كشاهد على ثقافة الإبتكار لدينا. كما توضح شعبية نظام ( بي آر تي ) للنقل على مدى ملائمتهِ للوظيفة المسخر لها، ناهيك عن كون تطوير وسائط نقل لمدنٍ أكثر حذارية يمهد الطريق أمام مدن المستقبل".
ومنذ عام 2010، كان نظام النقل ( بي آر تي ) في مصدر، يجمع البيانات التي سيتم إستخدامها وتوظيفها لتحقيق المزيد من التطور في آلية عمل المركبات ذاتية النقل فيما يتعلق بالتكنولوجيا والقدرات التفاعلية مع المستخدمين، والآثار الإجتماعية لها. فعلى سبيل المثال، فإن البيانات التي تم جمعها حتى الآن توضح أن معدلات الإشغال والإستخدام لوسائط النقل هي 60٪ بشكل عام, مع وجود أوقات ذروة تصل إلى 90٪ خلال عطلة نهاية الأسبوع. لذا فإن وجود هذه المعلومات في متناول اليد ساعدت وبلا شك في رفع معدلات توافر النظام إلى 99.6% وزيادة نسبة الثقة التي يشعر بها المستخدمين إلى 99.9% .
وفي هذا الصدد عاد السيد فان هيلسنغين ليؤكد على ذلك من خلال قوله " البيانات التي تم جمعها من قبل نظام ( بي آر تي ) لا تقدر بثمن، وأن تطبيقات الحياة الحقيقية تكتسب أهميتها من مدى ثقة الجمهور بها. حيث تبرهن الأدلة التي تم جمعها من خلال التقصي عن تفاعل المسافرين مع وجهات النظم النقلية، أن تطبيقات الحياة العملية والحقيقة هي إنعكاس لسلوك الناس وما يتطلبه المجتمع".
وأضاف " نحن مقتنعون بما وصلنا له من الإعتماد على مركبات النقل الذاتية والتطبيقات في مدينة مصدر. وبسبب جاذبية مدينة مصدر كان لنا شرف نقل العديد من كبار الشخصيات في مركباتنا، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مروراً بالعديد من المشاهير حول العالم بما في ذلك كلايف أوين، جيمس كاميرون وديفيد فيرير، إلى جانب تشرفنا بنقل صاحب السمو الملكي أمير ويلز الذي كان الزائر رقم 1.988.933 للمدينة".
يشار إلى أن شعبية نظام (بي آر تي ) والذي يعمل على طاقة البطارية، قد نمت بشكل كبير في المنطقة.
وفي مدن، مثل دبي وجدة والدوحة هناك إهتمام في تنفيذ نظم مجموعة النقل السريع (جي آر تي) التي يمكنها حمل ما يصل إلى 20 راكباً.
وقد أظهر نجاح نظام (بي آر تي ) في مدينة مصدر، أن النقل المستدام هو خيار قابل للتطبيق حتى في الظروف القاسية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.