نظمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أولى محطات النسخة الثالثة من برنامج "رحلة المستقبل 3.0" بعنوان "القيادة الحكومية" بمشاركة عدد من قيادات الصف الأول والثاني في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والقطاع الخاص، وذلك بهدف تعزيز قدرات تلك القيادات وتزويدهم بالخبرات والتجارب ومساعدتهم على اتخاذ مختلف القرارات والارتقاء بالخدمات وفق أفضل المعايير العالمية.
وتمثل محطة "القيادة الحكومية" ركيزة أساسية في برنامج "رحلة المستقبل" الذي يرمي إلى تعزيز قدرات قيادات حكومة المستقبل وتزويدهم بأحدث التطورات في الإدارة الحكومية والمستجدات التقنية وإطلاعهم عن قرب على المبادرات الحكومية المتطورة التي ترتكز على المدن الذكية والبيانات المفتوحة، وتوظيف ذلك في ابتكار سياسات حكومية قائمة على الابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لدفع منظومة التميز الحكومي في كافة المجالات.
من جهته قال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "يعكس برنامج رحلة المستقبل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة الرامية إلى مواكبة التطورات العالمية في العمل الحكومي واتخاذ خطوات استباقية من أجل الإعداد الجيد للمستقبل وما يحمله من تحديات، واستمرار مسيرة التميز الحكومي لدولة الإمارات التي استطاعت خلال عقود قليلة بترسيخ نموذج عالمي للعمل الحكومي القائم على الابتكار".
وأضاف سعادته: "نعمل من خلال محطات البرنامج على تمكين القيادات في القطاعين الحكومي والخاص واطلاعهم على أحدث الرؤى والحلول الخاصة بتطوير السياسات والتعامل مع مختلف المتغيرات على أرض الواقع، ومن ثم تكوين قاعدة معرفية حكومية تقوم على خبرات قادة المستقبل وتساعد مدراء ورؤساء المؤسسات والهيئات والشركات في الدولة على اتخاذ القرارات السديدة في كل الظروف وإيجاد حلول عملية للتحديات، بما يساهم في الدفع بكل قطاعات الدولة إلى الأمام".
وأعرب المري عن سعادته باستضافة نخبة من قيادات الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية والقطاع الخاص في أولى محطات النسخة الثالثة من برنامج رحلة المستقبل، مشيراً إلى أن تلك المشاركة تعكس حرص القيادات على التعاون وتبادل الخبرات بين مختلف هيئات ومؤسسات الدولة والوصول إلى حلول ورؤى مشتركة تهدف إلى دعم الحكومة في التعامل مع مختلف الملفات الاقتصادية والخدمية وتقديم نموذج إداري عالمي يعزز من تنافسية الدولة وريادتها في كل المجالات.
بدوره أكد البروفيسور رائد عواملة عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية إن محطة "القيادة الحكومية" خطوة مهمة ضمن مساعي الكلية لرفد مختلف الهيئات في الدولة بأحدث السياسات الحكومية وأساليب الإدارة الحديثة التي تواكب التقدم التكنولوجي الهائل بناءً على تجارب عملية رائدة تعكس أفضل الممارسات القيادية حول العالم. مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القادة المشاركين أظهروا قدرة كبيرة على التطور من خلال اكتساب المهارات الإدارية الحديثة ومواكبتهم لأحدث النظم العالمية من خلال قراءة واقعية للتحديات وتصميم حلول مخصصة للتعامل معها وضمان تحقيق أفضل النتائج.
وشهدت محطة "القيادة الحكومية" مشاركة 23 من القيادات من وزارة الدفاع، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة التغيير المناخي والبيئة، والإدارة العامة للدفاع المدني، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وهيئة الصحة بدبي، وهيئة الطرق والمواصلات -دبي، ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وهيئة تنمية المجتمع، ومركز الإمارات العالمي للاعتماد، والهيئة العامة لأمن المنافذ والحدود والمناطق الحرة، ومحاكم دبي، والهيئة العامة للرياضة، ومؤسسة دبي للإعلام، وهيئة الثقافة والفنون بدبي، وصحيفة الخليج، ومكتب راشد الكيتوب للمحاماة والاستشارات القانونية.
تضمنت المحطة عقد ثلاثة جلسات بقيادة سعادة الدكتور علي بن سباع المري والبروفيسور رائد عواملة، حيث دارت العديد من النقاشات حول أحدث النظم الإدارية العالمية واستعراض دراسات الحالة التي قدمت حلولاً لتحديات في عدد من القطاعات الاقتصادية والخدمية حول العالم. وشهدت المناقشات تفاعلاً من القيادات الحكومية المشاركة التي بادرت إلى وضع تصورات وسيناريوهات للتعامل مع عدد من الملفات التي تواجهها الهيئات الحكومية في الدولة بما يتوافق مع توجهات الحكومة ويضمن الالتزام بتنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة بالتعاون مع مختلف الأطراف، وبما يضمن تعزيز منظومة عمل تشاركية تهدف إلى الارتقاء بكل القطاعات وترسيخ نموذج الإمارات للتميز الحكومي وريادته على المستويين الإقليمي والعالمي.
خصصت المحطة أيضاً يوماً لزيارة شركة ستراتا للتصنيع، إحدى شركات مبادلة، في مدينة العين بهدف التعرف على استراتيجيات القطاع شبه الحكومي في الدولة والريادة الاستراتيجية في هذا المجال. حيث اطلع القادة المشاركون على خطوط إنتاج الشركة المتخصصة في تصنيع أجزاء من هياكل الطائرات من المواد المركبة، وأعربوا عن إعجابهم بالمستوى العالمي الذي وصلت إليه الشركة من كفاءة في التدريب والتشغيل والإدارة على أرض الإمارات، حيث تعمل الشركة على تزويد مجموعة من كبرى الشركات العالمية بمنتجاتها منذ بداية عملياتها التشغيلية عام 2010، منها "بوينج" و"إيرباص" و"ليوناردو - فين ميكانيكا لصناعة هياكل الطائرات"
ويذكر أن النسخة الثالثة من برنامج قيادات المستقبل تتضمن خمس محطات هي، القيادة الحكومية، وحكومات المستقبل، والابتكار الحكومي، والحكومة الذكية. ويشمل البرنامج عدداً من المحاضرات وورش العمل، وزيارات لمختلف الهيئات الاتحادية والحكومية المحلية للاطلاع على أفضل التجارب الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة.