اختتمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، المؤسسة البحثية والتعليمية المتخصصة في السياسات العامة في العالم العربي، دورة "القيادة الاستراتيجية في عصر التحديات"، وذلك بالتعاون مع شركة "علم" السعودية وهي شركة حكومية مساهمة مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، تقوم بتطوير خدمات الأعمال الإلكترونية الآمنة ومشاريع الإسناد الحكومي ، والتي استهدفت تزويد نخبة من الوكلاء المساعدين في المملكة، بمجموعة من المهارات القيادية الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق قفزة نوعية في العمل المؤسسي، وتعريف المشاركين بآخر ما توصلت إليه العلوم التطبيقية في مجالات القيادة الحكومية، والحوكمة، وإعداد القادة.
وعملت الدورة – التي استمرت 3 أيام- على إحاطة المشاركين بالتحديات المعاصرة والمفاهيم الحديثة في العمل الحكومي، ووضع تصور دقيق لمفاهيم القيادة الحديثة وأساليبها، ومن ثم الخروج بمنظور شامل للقيادة الإستراتيجية وتطبيقاتها العملية، وبناء القدرات الرامية إلى تحفيز المرؤوسين والتأثير عليهم ايجابياً، بالإضافة إلى تمكين المشاركين من استخدام أدوات التخطيط الإستراتيجي لدعم التوجه القيادي وتوليد التطوير الذاتي المستمر.
وقال سعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "هدفنا من خلال مساقات الدورة ومخرجاتها هو تسليط الضوء على تجربة دولة الامارات الرائدة في مجالات الإدارة الحكومية، واعداد القادة والحوكمة، وإبراز ما حققته دولة الإمارات من ريادة غير مسبوقة في مجالات العمل الحكومي خلال فترة زمنية قصيرة ، ما جعلها نموذجا يحتذى بين دول العالم."
وأضاف: "إن التعاون مع شركة "علم" يندرج ضمن خطة الكلية وأهدافها الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز أطر تبادل المعرفة والخبرات وتعميم أفضل التجارب والممارسات في مجالات التدريب والتعليم الحكومي، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لمشاركة المخزون المعرفي الغني لكلا الجهتين، وتفعيل أطر التعاون الذي يخدم التجربة الفريدة لكل منهما."
واختتم قائلاً: "يتسم العصر الذي نعيش فيه بمجموعة من المتغيرات المتسارعة والثورات النظرية والتطبيقية، التي تلقي بظلالها على خطة سير وآليات عمل المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة أياً كانت، والمسؤولين التنفيذين الذين هم على رأس هذه الجهات، يتعرضون في عصر العولمة لتحديات جديدة تتطلب حزمة من المهارات والمؤهلات المتقدمة التي تتناسب مع حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في بناء مؤسسات قوية قادرة على النمو والريادة والاستدامة في تنافسيتها."
وقالت عائشة الشامسي، مديرة إدارة برامج التعليم التنفيذي في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "تهدف الدورة إلى سبر التحديات المحيطة بالقيادة الاستراتيجية في عصر العولمة، والعمل على تذليل العقبات التي قد تواجه القياديين التنفيذيين في المسؤوليات المناطة بهم، واستكشاف الفرص التي من شأنها رفع أداءالعمل الحكومي وفقاً لأفضل الممارسات العالمية."
وأضافت: "القيادة هي المحرك الرئيسي وراء نجاح كل مؤسسة، ومن هنا تنبع أهمية رسائل الدورة ومخرجاتها، في تزويد المشاركين بمسارات لتطوير مهارات القيادة الاستراتيجية، والعمل على تطويع هذه المهارات في خدمة رؤية وأهداف الجهات الحكومية والمصلحة العامة."
وتضمنت الدورة زيارة ميدانية نظمتها الكلية إلى الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، حيث أعد فريق عمل الهيئة أجندة خاصة للوفد الزائر اطلعوا من خلالها على كافة جوانب العمل التنافسي والإحصائي والمبادرات والاستراتيجيات الرامية إلى تطوير المنظومة الإحصائية الوطنية والارتقاء بالتنافسية العالمية لدولة الإمارات. وأعرب محمد حسن أهلي، المدير التنفيذي لقطاع الإحصاء والبيانات الوطنية في الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء عن ترحيبه بالزوار الكرام وسعادته باستقبال هذه النخبة من القيادات، كما توجه بالشكر لفريق عمل كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية لاختيارهم الهيئة الاتحادية للتنافسية والاحصاء بأن تكون جزءاً من البرنامج.
وأضاف أهلي: "تسعى الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء دائماً بأن تكون محطة المعرفة الوطنية والمكرسة لخدمة كل شرائح المجتمع في الإمارات وفي الوطن العربي، فرؤيتنا تنادي بـ "المعرفة من أجل الازدهار". كما أن إطلاع الوفد الزائر وتعريفهم بتجربة الدولة في استراتيجيات تطبيق وتحقيق أهداف الأجندة الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، هو أحد مؤشرات نجاح جهودنا وجهود كل شركائنا من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في العمل على نشر المعرفة وتحقيق الازدهار"
وعملت الدورة على تطوير المهارات القيادية اللازمة للتعامل مع التحديات التنظيمية والتنافسية المعاصرة، بالإضافة إلى تعريف المشاركين بكيفية تحديد الاتجاهات المستقبلية للمؤسسات الحكومية بكافة أنواعها وكيفية صياغة أولوياتها الاستراتيجية، بما في ذلك الرؤية القيادية المبنية على تقييم الوضع المعاصر داخل وخارج المؤسسة، بالإضافة إلى اطلاع المشاركين على الطرق الحديثة لبلورة وتصميم استراتيجية تنافسية مستدامة، تمكن المؤسسة من تحقيق تطلعاتها وتعزيز موقعها التنافسي، وتحديد مجموعات معايير الأداء وفق منهجيات أكاديمية متطورة، تصب في قياس تطوير أداء المؤسسة ووحداتها المختلفة.
وشملت محاور الدورة أساليب القيادة والتحديات المعاصرة، وتحديات العمل الحكومي، وسيناريوهات حكومة المستقبل، وشرح مفصل لأهمية الفكر القيادي في مواجهة التحديات، كما تضمنت نماذج للقيادة الاستراتيجية وبناء روح الفريق، وتعزيز الطموح، وتحليل وفهم الواقع المؤسسي، وبناء رؤية المؤسسة على ضوء التغيرات الخارجية المتسارعة.