انعقد مؤتمر استدامة المختبرات خلال ميدلاب الشرق الأوسط 2025، والذي تناول الدور الحاسم للمختبرات السريرية في بناء نظام رعاية صحية أكثر استدامة تزامناً مع تكثيف صناعة الرعاية الصحية لتركيزها على المسؤولية البيئية.
ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتحديات البيئية المتزايدة، فإنه من المتوقع أن ينمو التأثير على المتخصصين في الرعاية الصحية والمختبرات بشكل كبير. استكشف المؤتمر كيف يمكن للمختبرات تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتحسين استخدام الموارد، وتحقيق التوازن بين الاعتبارات البيئية والاجتماعية والاقتصادية مع الحفاظ على رعاية المرضى عالية الجودة.
تناولت إحدى المناقشات الرئيسية نموذج اقتصاد الدونات وأهميته لاستدامة المختبرات، حيث يهدف الإطار الاقتصادي الذي أنشأته الخبيرة الاقتصادية كيت راورث إلى تحقيق نمو مستدام دون تجاوز الحدود البيئية.
ويأخذ هذا النموذج شكل حلوى الدونات، حيث تمثل الحلقة الداخلية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، وترمز الحلقة الخارجية إلى العوامل البيئية مثل استقرار المناخ والتنوع البيولوجي. الهدف هو العمل داخل هذه المنطقة الآمنة، وضمان التقدم الاقتصادي والاجتماعي دون تجاوز الحدود البيئية.
وفي افتتاح مؤتمر استدامة المختبرات، قالت الدكتورة رنا النابلسي، رئيسة لجنة جودة وسلامة المختبرات في إدارة المختبرات الطبية في هيئة الصحة بدبي: "تستهلك المختبرات الطبية وأقسام علم الأمراض في جميع أنحاء العالم ما بين خمسة إلى عشرة أضعاف الطاقة وخمسة أضعاف المياه مقارنة بالمساحات المكتبية القياسية. بالإضافة إلى ذلك، تتحمل هذه الأقسام مسؤولية التخلص من 5.5 مليون طن من البلاستيك في المحيطات، مما يؤدي إلى تأثيرات كبيرة على الصحة العامة بسبب المواد البلاستيكية الدقيقة. وهناك أيضًا تكاليف مالية كبيرة مرتبطة باستهلاك الطاقة وإنتاج النفايات، حيث سيستكشف متحدثونا الكرام جوانب مختلفة من تغير المناخ، وتأثيراته على الصحة العامة، والحلول التي يمكن للمختبرات تنفيذها للمساعدة في التخفيف من هذه المخاطر".
وبعد الكلمة الافتتاحية للدكتور النابلسي، أدار الدكتور علي الحمود، عضو المجموعة الاستشارية الفنية المعنية بتلوث الهواء العالمي التابعة لمنظمة الصحة العالمية وعالم أبحاث صحية في معهد الكويت للأبحاث العلمية في الصفاة بالكويت، جلسة شيقة بعنوان "الأمراض المناعية المرتبطة بتأثيرات تلوث الهواء"، حيث ركزت الجلسة على التعرض، والذي يشير إلى المجموعة الكاملة للتعرضات البيئية التي يتعرض لها الشخص طوال حياته.
وفي هذا الإطار علق الحمود قائلاً: "إن تغير المناخ يسبب مخاطر بيئية مثل العواصف الرعدية والعواصف الرملية والترابية وتلوث الهواء، ويبحث بحثنا في كيفية تأثير هذه المخاطر البيئية على التعرض، وستؤثر عوامل التعرض هذه، وخاصة تلوث الهواء والغازات المسببة للاحتباس الحراري وحبوب اللقاح والتنوع البيولوجي، بشكل سلبي على البشر طوال حياتهم، حيث يمكن أن تتسبب هذه العوامل في تدهور المناعة، مما يؤدي إلى أمراض مناعية بما في ذلك الأمراض التحسسية وأمراض المناعة الذاتية والسرطانات".
وخلال مؤتمر التشخيص الجزيئي اليوم، قدم الدكتور محمد العامري، رئيس الدراسات والمشاريع الخاصة في دائرة الصحة بأبوظبي، آخر المستجدات حول برنامج الجينوم الإماراتي بما في ذلك إنجازاته وتأثيراته وتوجهاته المستقبلية.
يختتم مؤتمر ميدلاب الشرق الأوسط، وهو المؤتمر الوحيد متعدد التخصصات في العالم، غدًا بمسارات جودة المختبرات ونقل الدم والعلاج الخلوي والمناعة. يقدم المؤتمر، الذي يضم 12 مؤتمراً مباشرًا، تعليمًا استثنائيًا بالإضافة إلى حلول إدارية لمساعدة المتخصصين في المختبرات الطبية على تطوير مهاراتهم وتحسين الخدمة بشكل عام.
يعد معرض ميدلاب الشرق الأوسط أكبر معرض ومؤتمر للمختبرات الطبية في المنطقة، وقد حققت النسخة السابقة من معرض ميدلاب الشرق الأوسط قيمة أعمال تجارية تقدر بنحو 670 مليون دولار أمريكي (2.46 مليار درهم إماراتي)، مما أدى إلى نمو المختبرات الطبية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، وتختتم فعاليات النسخة الرابعة والعشرون من الحدث غدًا في مركز دبي التجاري العالمي.