استضاف المجلس الثقافي البريطاني في مقره بمدينة ستراتفورد في لندن، 42 مدير مدرسة من نخبة القادة في قطاع التعليم من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والكويت، للمشاركة في مؤتمر خاص لمناقشة مستقبل التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبادل صنّاع السياسات ومدراء المدارس والأكاديميون الأفكار والخبرات بهدف توحيد الجهود للنهوض بالقطاع التعليمي بعد تداعيات أزمة كوفيد 19، كما تعرف ممثلو الجهات التعليمية على منهجية بناء وتطوير المدارس للقدرات القيادية التي تدفع عجلة التقدم والتطور، وعن هذه الزيارة تحدثت "عين الرياض" إلى مايكل كينغ – مدير التقييم والامتحانات في السعودية والبحرين والكويت في المجلس الثقافي البريطاني، لمعرفة المزيد عن هذه الزيارة وأهدافها ونتائجها.
وأشار كينغ إلى التاريخ الطويل من الأنشطة الثقافية التي يقدمها المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية في المملكة العربية السعودية، بقوله: "يتمتع المجلس الثقافي البريطاني بإرثٍ تاريخي طويل في المملكة العربية السعودية، حيث أسس أولى مكاتبه عام 1975 في كلٍ من الرياض وجدة والخُبر. ويركّز المجلس بشكلٍ عام على أربعة مجالات رئيسية، وهي: اللغة الإنجليزية والتعليم والفنون والمجتمع مع التركيز على فئة الشباب، ويعمل المجلس الثقافي البريطاني بشكل وثيق مع المدارس والجامعات لإجراء الامتحانات لأكثر من 35 ألف طالب سنوياً، إضافةً إلى تمكين 85 مدرسة دولية من تقديم مناهج المدارس البريطانية والتعاون مع أكثر من 30 هيئة مهنية بريطانية لمنح فرصة تدريبية للمهنيين الشباب في المملكة".
وأضاف مايكل كينغ "ينسجم عمل المجلس الثقافي البريطاني في التعليم والتدريب مع طموحات المملكة الرامية إلى تطوير شبابها ليمتلكوا القدرة على المنافسة والمشاركة الفعّالة على الصعيد الدولي. ويدعم المجلس الشباب المحلي من خلال العديد من الأنشطة، مثل برنامج "سبرينج بورد" لتطوير وتنمية المرأة الذي ساعد نحو 8 آلاف امرأة على تحقيق أهدافهن المهنية، وبرنامج "ربط الفصول الدراسية" وغيرها. كما يقدم المجلس الثقافي البريطاني الدعم للأكاديميين والوكالات البريطانية لتدريب موظفي الجامعات السعودية في مجالات الإدارة والتخطيط الاستراتيجي لضمان أعلى درجات الجودة في الخدمات".
وعن أهمية هذه الجولة بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي تدرس بالإنجليزية في المنطقة العربية، قال كينغ: "حرص المجلس الثقافي البريطاني من خلال برنامج الجولة الدراسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة على جمع 42 شخصية ريادية مؤثرة في مجال التعليم من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والكويت في المملكة المتحدة لمناقشة مستقبل قطاع التعليم في المنطقة"، وأضاف "لقد أظهر ممثلو وزارة التعليم ومدراء المدارس خلال البرنامج قدرةً كبيرة على التواصل وتبادل المعارف والتعلم من بعضهم البعض لضمان استخدامهم لأحدث أساليب التعليم في المملكة المتحدة. وأتاحت الجولة فرصةً مثالية لتعزيز التعاون وتبادل الأفكار والخبرات بين صنّاع السياسات ومدراء المدارس والأكاديميين، وأتاحت مناقشة كيفية توحيد الجهود للارتقاء بالقطاع التعليمي بعد تداعيات الأزمة الصحية العالمية". مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "مدراء المدارس كان لديهم فرصة التواصل مع خبراء بارزين من المملكة المتحدة للاستفادة من أحدث أدوات وتقنيات التعليم. وتعرف ممثلو الجهات التعليمية على منهجية بناء وتطوير القدرات القيادية في المدارس التي تدفع عجلة التقدم والتطور نحو الأمام، كما التقى الممثلون بعضاً من قيادات الفرق الطلابية ممن تحدثوا عن دورهم مع الموظفين والطلاب. واطلع المشاركون على أساليب القيادة المختلفة، التي صُممت خصيصاً لتجاوز تحديات القطاع، وتبادلوا الدروس المستفادة التي تساعد على صقل مواهبهم القيادية الاستثنائية، كما شكّلت زيارة قادة القطاع التعليمي لمجلس اللوردات البريطاني واحدةً من أبرز محطات هذه الجولة، حيث التقوا خلالها بالبارون دودز من دنكيرن. كما قابل المندوبون ممثلين عن مدرسة كينسينجتون الابتدائية ومدرسة كوبثال وجامعة شرق لندن وأكاديمية هيرون هول".
وعن الخطط المستقبلية لجولات تعريفية تتضمن المزيد من مشرفي المدارس التي تدرس باللغة الإنجليزية، أشار مدير التقييم والامتحانات في السعودية والبحرين والكويت في المجلس الثقافي البريطاني إلى أن المجلس "يدعم نظام التعليم في المملكة العربية السعودية ويهدف إلى تأمين الدعم في عمليات التشغيل للمدارس الشريكة من قبل الخبراء في المجال في جميع الظروف وعلى مختلف المستويات، وويستضيف المجلس الثقافي البريطاني، بالإضافة إلى الجولة الدراسية التي أقيمت مؤخراً في المملكة المتحدة، عدداً من الفعاليات الأخرى الموجهة للمدارس الشريكة على مدار العام، فضلاً عن توفير العديد من الموارد الرقمية. كما يستضيف المجلس مؤتمر المدارس الشريكة العالمي Schools Now لعام 2023، وهو مؤتمر عالمي يعزز الابتكار التعليمي عبر المدارس الشريكة للمجلس الثقافي البريطاني. ويدعو المؤتمر المهنيين التربويين من المملكة العربية السعودية للحضور الشخصي أو عبر الإنترنت بهدف معرفة المزيد عن المجالات الرئيسية للتعليم الدولي ويتيح لهم فرصة تبادل الخبرات والمعرفة مع نُخبة من الخبراء والأقران في القطاع من مختلف أنحاء العالم".
فيما تناول كينغ بالحديث مستقبل التعليم في المنطقة العربية، وما هي الآفاق الجديدة التي تفتحها مثل هذه الجولات، بقوله "يساهم التعليم بشكلٍ عام في بناء الثقة وتعزيز المعرفة لدى فئة الشباب لأنه يشكّل مرحلة حساسة من حياتهم. وتتمتع المملكة المتحدة بمكانةٍ رائدة في القطاع التعليمي، مما يجعلها شريكاً مثالياً للعملاء والمؤسسات والحكومات. ويعتزم المجلس الثقافي البريطاني مواصلة العمل مع الشركاء في التعليم العالي وبرامج متابعة التعليم والمدارس لبناء علاقاتٍ طويلة الأمد بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية"، وأضاف "تعكس هذه البرامج المبتكرة مثل الجولة الدراسية في المملكة المتحدة الدور الهام للتعليم في توفير الفرص اللازمة للأشخاص في كل مكان، وحثهم على استثمار إمكاناتهم من خلال الحصول على المؤهلات المعتمدة على مستوى المملكة المتحدة. كما تساعدنا مثل هذه الجولات على تمكين صنّاع السياسات ومدراء المدارس والأكاديميين من تطوير سُبل التعاون وتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية صياغة مستقبل القطاع التعليمي في المنطقة العربية".