بالتعاون مع الشركاء الوطنيين في أسبوع أبوظبي للاستدامة
استعداداً لمؤتمر الأطراف حول المناخ (COP28) الذي ستستضيفه الدولة نهاية هذا العام، والدور المحوري الذي تمارسه دولة الإمارات العربية المتحدة في الجهود العالمية لمعالجة أزمة التغير المناخي، شاركت "نعمة"، المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء، مع الجهات المنظمة لأسبوع أبوظبي للاستدامة، وأهم المؤسسات الوطنية المشاركة فيه لتطبيق ما تدعو إليه من ممارسات ومبادرات، وإشراك جميع الأطراف المعنية في جهود تحقيق هدفها في تخفيض فقد وهدر الغذاء بواقع النصف بحلول 2030.
وطوال أيام أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي عقد ما بين 14 و19 يناير 2023، تعاونت نعمة والأطراف المساهمة في هذا الأسبوع في تنفيذ مبادرة "أسبوع الاستدامة: إيقاف هدر الغذاء كلياً"، وهي مبادرة رائدة تمثل جزءاً من هدف نعمة لعام 2023، وأول مبادرة من نوعها تُنظم في فعالية كبرى كأسبوع أبوظبي للاستدامة.
وقد اجتذب أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يُعد أكبر فعالية في المنطقة تعالج مسألة الاستدامة، أكثر من 30 ألف مشارك من أكثر من 150 دولة حول العالم. كما زاره ما يزيد عن 60 من رؤساء الدول والحكومات، وأعضاء الأسر الحاكمة، والوزراء، وكبار الخبراء الدوليين في مختلف مجالات الاستدامة. وقد نُظمت خلال الأسبوع أكثر من عشر فعاليات متخصصة، مما وفر لفريق مبادرة "نعمة" الفرصة لعرض هدفها في جمع الأطراف الرئيسية تحت مظلتها الجامعة والتأكيد على أن خفض فقد وهدر الغذاء مسألةٌ ممكنة وفي متناول اليد.
ولتنفيذ مبادرة "أسبوع الاستدامة: إيقاف هدر الغذاء كلياً"، ساهمت نعمة مع أهم الأطراف المعنية في الدولة، كشركة مصدر، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذراعه المختصة بالتموين "كابيتال للضيافة والخدمات"، ومشروع حفظ النعمة التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتطبيق "ريلوب" الذي طورته شركة إيسايكليكس، وفندق بيرل روتانا، وتمكين. وخلال الأيام الثلاثة التي استمرت خلالها المبادرة، نجحت جهود جمع ثلاثة أطنان من بقايا الغذاء، وتحويلها لاستخدامات بيئية أخرى، وحفظ 400 كلغ من الغذاء غير المستهلك بحيث أُعيد توزيعه، والتبرع بألف وجبة غذائية.
ويمكن لثلاثة أطنان من بقايا الغذاء أن تُطعم نحو 7 آلاف شخص. ومن خلال تحويل بقايا الغذاء بعيداً عن مكبات النفايات، تمكنت "نعمة" من منع انبعاث 7.5 طن من غازات الدفيئة المضرة بالبيئة. وقد استُخدمت بقايا الغذاء غير الصالح للاستهلاك في إنتاج ما يزيد عن 500 كلغ من السماد العضوي الذي أُعيد توجيهه إلى الأرض بحيث يغطي مساحة 200 متر مربع من الأرض المزروعة.
وفي معرض وصفه لحضور نعمة وأنشطتها خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، قال سعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، وعضو مجلس إدارة لجنة نعمة: "إن التعاون مع شركائنا من المؤسسات الوطنية على كل المستويات هو وحده الكفيل بتحقيق أهدافنا الخاصة بتقليص فقد وهدر الغذاء، والمحافظة على مواردنا الوطنية، والإيفاء بالتزاماتنا الوطنية تجاه أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة. ونرى أن إشراك كافة أفراد المجتمع وزيادة التوعية بأهمية هذه المسألة يشكلان عنصراً رئيسياً في استراتيجيتنا".
وقد كان لشركة كابيتال للضيافة والخدمات، التابعة لمركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذات الالتزام بمسائل الاستدامة، دور بارز في تنفيذ مبادرة "أسبوع الاستدامة: إيقاف هدر الغذاء كلياً"، حيث سبق لمركز أبوظبي الوطني للمعارض وذراعه المختصة بالتموين أن استثمرتا الكثير في مجال التكنولوجيات المتقدمة لتخفيض فقد وهدر الغذاء.
وتعليقاً على مشاركة كابيتال للضيافة والخدمات، قال مديرها التنفيذي، السيد جوناثان داوز: "إننا سعداء بهذه الشراكة مع نعمة للوصول إلى تحقيق أجندتها الوطنية والعمل على مختلف أوجه هدر الغذاء، من مراحل الفرز، والجمع، وتحويل بقايا الغذاء بعيداً عن مكبات النفايات، وانتهاء بإعادة توزيع الغذاء غير المستهلك على الفئات المحتاجة. لقد عملت شركتنا لسنوات في هذا المجال، ويسعدنا مضاعفة جهودنا تحت ظل هذه المبادرة الوطنية".
أما فريق مشروع "حفظ النعمة" التابع لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، فقد ساعد في جمع الغذاء غير المستهلك وإعادة توزيع 1000 وجبة غذائية على المتعففين. ولمشروع حفظ النعمة نشاط طويل في التنسيق مع العائلات ومرافق تقديم الغذاء بهدف جمع الغذاء الفائض والصالح للاستهلاك، وتغليفه وتوزيعه على ذوي الحاجة.
وتعليقاً على هذا الدور، قال السيد سلطان الشحي، مدير مشروع حفظ النعمة: "إننا متحمسون للعمل مع نعمة في هذه المبادرة. فنحن نعمل في حفظ نعمة الغذاء منذ سنوات طويلة، وها نحن أخيراً نرى الجميع يشاركون في هذا الجهد ضمن هذه المظلة الوطنية الجامعة التي نأمل أن تحشد جهود جميع أفراد المجتمع لتحقيق هذا الهدف، وأن تنسق جهودنا الجماعية المشتركة".
وقد تولى فريق تطبيق "ريلوب" جمع بقايا الغذاء خلال الأيام الثلاثة للمبادرة. وهو تطبيقٌ للهواتف المتحركة طورته شركة إيسايكلكس لتسهيل جمع وفرز النفايات من الجمهور والمؤسسات بُغية إعادة تدويرها بمختلف الطرق. وقد ساهم التطبيق في عملية فرز بقايا الغذاء وتحويل البقايا غير الصالحة للاستهلاك لسماد عضوي يُستخدم للأغراض الزراعية دون إضرار بالبيئة.
وقال السيد محمد عبد المعطي، المؤسس المشارك لتطبيق ريلوب: "إننا نفخر بالعمل مع نعمة لتحقيق هدفها في تخفيض هدر الغذاء بنسبة النصف بحلول عام 2030. لقد بادرنا إلى تسخير الابتكار والتكنولوجيا لتطوير حلولٍ لتعقُّب كافة أنواع النفايات، وجمعها وتدويرها، ويسعدنا أن نساعد اليوم في معالجة مسألة هدر الغذاء، عبر تحويل ما لا يصلح منه إلى سماد عضوي يعود إلى الطبيعة لتغذية وتخصيب التربة".
وقد ساهمت "نعمة" في مختلف الفعاليات التي نُظمت خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث شاركت مع تمكين في استضافة مسابقة "تحدي تكنولوجيا الغذاء" لتشجيع الشركات الناشئة على استخدام الابتكار والتكنولوجيا لمعالجة مسألة فقد وهدر الغذاء. كما ساهمت نعمة في تقديم الشركات التي وصلت إلى نهائيات المسابقة إلى أهم الأطراف المعنية خلال حفل "جائزة زايد للاستدامة" الذي أُقيم خلال الأسبوع. وفي سعيها إلى إشراك كافة شرائح المجتمع، ساهمت نعمة في منتدى "نساء في مجال الاستدامة، والبيئة، والطاقة المتجددة" وفي ركن "شباب من أجل الاستدامة" اللذين نُظما خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، حيث قدمت في كلتا الحالتين تعريفاً برسالتها ودعت إلى إشراك النساء والشباب في الجهود الرامية إلى تأمين مستقبل مستدام.
وبهدف التوعية بحجم مشكلة هدر الغذاء، أقامت "نعمة" نصباً فنياً على شكل حاوية قمامة ضخمة وقد امتلأت ببقايا الغذاء، وحولها ارتفعت مكعبات كُتبت عليها الرسائل الهامة التي تشرح أبعاد المشكلة وتدعو إلى مواجهتها. وكان الهدف من هذا النصب هو إشراك زوار أسبوع أبوظبي للاستدامة، والجمهور عموماً، في الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الغذاء، وللتوقيع على تعهد بذلك عبر المسح الضوئي لرمز وُضع على تلك المكعبات.
وقد ساهمت نعمة مع تمكين في استضافة "لقاء لبناء العلاقات مع الجهات المهتمة بالمستدامة"، للتوعية بمبادرة "أسبوع الاستدامة: إيقاف هدر الغذاء كلياً" وذلك بالتعاون مع فندق بيرل روتانا وغيره من الأطراف ذات العلاقة.
وقد كرست مبادرة نعمة عبر وجودها الفاعل في أسبوع أبوظبي للاستدامة، جهداً وطنياً قوياً واستطاعت طرح قضية فقد وهدر الغذاء على أجندة العديد من الأطراف المعنية الكبرى في الدولة، حيث يُنتظر من جميع أفراد المجتمع أن يمارسوا دورهم في تحقيق أهداف نعمة، قصيرة المدى منها والطويلة.