أعلنت مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي التابعة لجامعة نيويورك أبوظبي، وهي أول منصة أكاديمية ومجتمعية تهدف إلى تطوير ممارسات استراتيجية لتعزيز كفاءة العمل الخيري في الإمارات والمنطقة المحيطة، عن استضافة جلسة حوار تفاعلية لمناقشة منهجيات الأعمال الخيرية، بالتعاون مع مبادرة بيرل، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية تعزز ثقافة مؤسسية للمساءلة والشفافية في منطقة الخليج. وسلطت جلسة الحوار الضوء على تحقيق أثر اجتماعي مستدام وقابل للتوسيع، وزيادة تعزيز وتشجيع العطاء الاستراتيجي في منطقة الخليج وجنوب آسيا.
واستضافت الجلسة عدداً من الشخصيات البارزة في مجال العمل الخيري من منطقة الخليج العربي وجنوب آسيا، بمن فيهم سعادة هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي؛ وبدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسِّس مبادرة بيرل؛ ومارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي؛ وناندان نيليكاني، المؤسِّس المشارك ورئيس مجلس الإدارة في شركة إنفوسيس؛ وروهيني نيليكاني، رئيس مجلس الإدارة في مؤسسة روهيني نيليكاني الخيرية؛ وجون مكافري، رئيس مؤسسة جاليليو؛ وشوشانا ستيوارت، رئيس شركة الجبل الفيروزي. وأبرز النقاش أيضاً الأهمية المتزايدة للتعاون في العمل الخيري في منطقة الخليج العربي وجنوب آسيا كعنصر رئيسي لتحقيق العطاء الفعال.
وفي هذا الصدد، قالت سعادة هدى الخميس كانو: "إنه لمن دواعي سروري أن أكون عضواً ضمن مجموعة فاعلي الخير الملهمين الذين يساهمون بدفع عجلة التأثير الاجتماعي المستدام. وقد عززت هذه المناقشة إيماني بالدور الرئيسي الذي يلعبه العمل الخيري في دعم الفنون والثقافة، ودفع الفنانين نحو الابتكار، والأجيال نحو الإبداع، والمجتمعات نحو الاتحاد والازدهار".
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن المركز الاستراتيجي للأعمال الخيرية في جامعة كامبريدج، يقدّر العطاء الخيري في منطقة الخليج بمبلغ 210 مليارات دولار أمريكي سنوياً. وعلق ناندان نيليكاني: " تُحدِث المنظمات الخيرية والعطاءات الفردية في جميع أنحاء العالم تأثيراً استثنائياً. ومن خلال تبادل الخبرات والتجارب، يمكننا العمل بشكل جماعي بهدف دعم المؤسسات والمجتمع ككل".
ومن جانبها، قالت روهيني نيليكاني: "من المهم جداً تقليل الاحتكاك وإزالة العقبات التي تقف في طريق التعاون بين فاعلي الخير أنفسهم، وكذلك بين الأسواق والدولة والمجتمع الخيري. إن كنا نأمل بإحداث تأثير على نطاق أوسع، يتعيّن على المنظمات الخيرية الاستمرار في مشاركة خبراتها وتجاربها، لتكتسب المجتمعات القدرة على معالجة قضاياها."
وبدوره تحدث بدر جعفر عن أهمية تمكين الجيل القادم، قائلاً: "يتسم العمل الخيري في ثقافة منطقتي الخليج العربي وجنوب آسيا بطابع من التواضع وعدم المباهاة، إلا أن ذلك لا يتعارض مع أهمية أن يتحدث أصحاب الأعمال الخيرية بانفتاحٍ عن أنشطتهم في هذا المجال. ومن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات العشرين القادمة أكبر عملية لنقل الثروات عبر الأجيال، والتي تصل قيمتها إلى 26 تريليون دولار، مما يعني وفرةً في رأس المال الخيري وظهور جيل جديد من المهتمين بالعمل الخيري وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع، ما يسلط الضوء على أهمية اعتماد منهجية موجهة في العمل الخيري وتعزيز هيكليات حوكمة الشركات لضمان أفضل تأثير ممكن للأعمال الخيرية في المنطقة".
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت مارييت ويسترمان، التي أدارت الجلسة الحوارية: "سلّط المتحدثون الضوء على مساهمات العديد من الشركات في القطاعين التجاري والخيري في جميع أنحاء العالم للتأكيد على أهمية التعامل مع رأس المال الخيري باعتباره استثمار مخاطر، والتشجيع على مساهمة القطاع الخاص في الجهود الرامية لإفادة المجتمع. ويؤدي العمل الخيري إلى نتائج إيجابية واسعة النطاق على الاقتصاد والمجتمع، خصوصاً إذا ما جمع بين الجهات المعنية المختلفة في العديد من القطاعات المزدهرة مثل الفنون والثقافة. ونتطلع إلى إقامة المزيد من الجلسات الحوارية لتعزيز الأثر الإيجابي لرأس المال الخيري في المنطقة، بما يتماشى مع طموحات مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي لجامعة نيويورك أبوظبي".
وتم إقامة الجلسة في معهد جامعة نيويورك أبوظبي، وتلتها جولة خاصة للمشاركين في معرض "حداثة خليجية: رواد ومجموعات فنية في شبه الجزيرة العربية"في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبيوالذي يستعرض نشوء الفن المعاصر في الخليج العربي.
وتُعد مبادرة العمل الخيري الاستراتيجي التابعة لجامعة نيويورك أبوظبي أول منصة أكاديمية ومجتمعية تهدف إلى تطوير ممارسات استراتيجية وديناميكية لتعزيز العمل الخيري في دولة الإمارات ومنطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتأسست المبادرة بموجب اتفاقية إطارية لأربع سنوات بين جامعة نيويورك أبوظبي وبدر جعفر، رجل الأعمال ورائد الأعمال الاجتماعي الإماراتي الذي سيقدم الدعم والرعاية لهذه المبادرة.
وتنفذ مبادرة بيرل برامج تقدم فيها رؤى ومعارف ومراجع مبنية على بيانات موثقة، تبرز فيها أهمية الحوكمة المؤسسية وضرورتها لنجاح أعمال المؤسسات والشركات العائلية والشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات الخيرية في منطقة الخليج، وتركز في سياق ذلك على التنوع والشمول، وممارسات مكافحة الفساد، وتقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.