نفذت مبادرة بيرل، وهي منظمة غير ربحية هدفها تحسين المساءلة والشفافية في منطقة الخليج، فعالية استمرت ليومين في الرياض شارك فيها أعضاء مجموعتي العمل التي أنشأتها المنظمة مؤخراً. وحضر ورشتي العمل أكثر من 100 من قادة أعمال وتنفيذيين من جميع أنحاء منطقة الخليج، وشارك فيهما قادة في مجال الامتثال ومختصين في التنوع والشمول هدفهم ترسيخ ثقافة من الامتثال والنزاهة فيمكان العمل، والتشجيع على تبني استراتيجيات التنوع والشمول لنمو الأعمال واستدامتها.
وشهدت الجلسات مشاركات بارزة من كبار التنفيذيين في مؤسسات رائدة في المملكة العربية السعودية منها مجموعة شلهوب، وجينيرال إليكتريك، وكيه بي إم جي السعودية، وبي دبليو سي الشرق الأوسط، وسابك، وstc، ومجموعة تمر، وناقشت الجلسات حاجة الأعمال للنزاهة والتنوع والشمول وأهمية هذه المجالات في مكان العمل والممارسات الأمثل التي يتعين عليها اتباعها في هذا الإطار.
وتخللت الجلسة الأولى التي تناولت محور "تعزيز أفضل ممارسات النزاهة في مكان العمل" مداخلات رئيسية لجليل غاني، مدير عام الامتثال والأخلاقيات المؤسسية في stc، وبكر سندي مدير أول لبرامج الامتثال في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى سابك، وواصف محمد، رئيس المخاطر والامتثال في مجموعة تمر. وأبرز المتحدثون أهمية دمج عنصر النزاهة في الثقافة المؤسسية وارتباطها بتحسن مستويات الإنتاجية والربحية والثقة، وانخفاض مستوى الإنهاك والاستنزاف، ليثمر عن ذلك تحسن عام للنتائج على كافة الأصعدة المؤسسية. وشهدت الجلسة تركيزاً شديداً على الحاجة إلى التشجيع على إجراء تحول ثقافي عام وغرس عنصر النزاهة في سلوكيات الموظفين.
وأشاد واصف محمد رئيس المخاطر والامتثال في مجموعة تمر بالتزام مبادرة بيرل بترسيخ أفضل ممارسات الحوكمة المؤسسية، مشيراً إلى أن تبادل المعلومات والخبرات والممارسات مهم جداً لنمو الأعمال وازدهارها. وناقش الخطوات العملية التي اتخذتها مجموعة تمر لتحقيق النجاح التشغيلي، وتحديداً فيما يخص تطبيق ضوابط مكافحة الفساد والرشاوي وتبني ممارسات مكافحة غسيل الأموال. وقال في هذا السياق: "تتوافق السياسات والممارسات المعنية بالنزاهة قواعد السلوكيات المهنية الخاصة بنا التي تعتبر أساساً لما نتوقع رؤيته في موظفينا. وعلى هذه التوقعات أن ترتكز على أفضل المبادئ والأهداف لنضمن أن يلتزم موظفونا وأصحاب المصلحة بالسلوكيات المهنية القويمة." كما تحدث عن أن التحديات ما تزال تتمثل بالتأكيد على مواكبة المستندات الداعمة لسياسات الامتثال وإجراءاته مواكبة للمستجدات والتغيرات.
أما الجلسة الثانية، فتناولت موضوع "تعزيز استراتيجيات التنوع والشمول في مكان العمل"، وتضمنت عروضاً من خلود موسى، الشريكة والرئيسة للتنوع والشمول والمساواة في كيه بي إم جي السعودية؛ وسلطان البلوي، مدير الموارد البشرية في السعودية والبحرين في جينيرال إليكتريك؛ وزينة الجنابي، مديرة الشمول والتنوع في بي دبليو سي الشرق الأوسط، بيّن فيها المتحدثون رحلة شركاتهم والجهود التي بذلوها لتحقيق التنوع والشمول والمبادرات والبرامج والممارسات التي نفذوها في هذا السياق. ونوهت خلود موسى إلى ضرورة خلق بيئة تتيح لكل فرد فيها تحقيق كامل إمكانياته والاستفادة من جميع قدراته، مشيرة إلى أن كيه بي إم جي السعودية قد عينت أولى موظفاتها في 2007 واليوم، تتبوأ أكثر من 70 موظفة مناصب إدارية فيها، وفي المملكة العربية السعودية، تركز الشركة على توظيف السعوديين و52% منهم من النساء. وتماشياً مع رؤية السعودية 2030، شاركت الشركة تفاصيل عن مبادراتها الناجحة التي ركزت على مساءلة المسؤولين والتنفيذيين، وبرامج توعية الموظفين، والمبادرات الاجتماعية والتفاعل مع العملاء، وتشكيل شبكات ومجموعات دعم وبرامج توجيه وإرشاد للنساء. وشدد المتحدثون على أهمية التنوع والشمول لتحسين السمعة التجارية وإنشاء ثقافة تقدم لكل من فيها فرصاً متكافئة للنمو وتعزز روح الاحترام والابتكار، كما أشاروا كذلك إلى مبادرات مثل برامج الإرشاد والرعاية التي ساهمت في استبقاء المواهب وتنميتها وتطويرها عبر مختلف أقسام الشركة.
وامتثالاً لرؤية مبادرة بيرل 2025 لتعزيز التفاعل مع الأعمال ودفع الجهود الجماعية المشتركة لتعزيز الحوكمة المؤسسية، شددت الجلستان على أهمية تبادل المعلومات وأفضل الممارسات وكذلك التحديات، وخلقتا قنوات للتواصل والحوار بين الشركات وأصحاب المصلحة تشجيعاً لهم على نشر المعارف وتشارك الخبرات بهدف ترسيخ ثقافة مؤسسية تقوم على النزاهة والتنوع.