زار الممثلون الدائمون لبعض الدول الأجنبية لدى المؤسسات الدولية في فيينا مؤخرًا منطقة روستوف في إطار التعاون بينهم في مجال استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية وبهدف التعرف على أحدث التقنيات الروسية في بناء مصانع الطاقة النووية وتشغيلها.
وضمت قائمة الزائرين 22 دبلوماسيًا من مختلف الدول والتي شملت ممثلين من مصر، وقطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والسودان. وكان السيد ميخائيل تشوداكوف،نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من بين أعضاء الوفد. ومن الجانب الروسي، صاحب الوفد ممثلون من وزارة العلاقات الأجنبية، وممثلو الاتحاد الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا.
في البداية، زار الوفد آتوماش، باعتبارها فرعًا من شركة أيه إي إم للتكنولوجيا AEM-Technology؛ حيث يتم تصنيع الآلات الخاصة بمصنع الطاقة النووية، بالإضافة إلى المعدات الخاصة بصناعة النفط والغاز والطاقة التقليدية. وفي إطار الجولة داخل المؤسسة، شاهد الدبلوماسيون كيفية معالجة أجزاء من مفاعل VVER-1200 الخاص بمصنع الطاقة النووية في بيلاروسيا، والمحبس الرئيسي، والذي يعد جزءًا من نظم الأمن والسلامة لمفاعلات الجيل الثالث 3+، وعملية تصنيع مولد البخار، وغرف رونتجن، وبوابة النقل، وأقسام التجميع النهائي.
أما الزيارة التالية، فكانت لمصنع الطاقة النووية في روستوف؛ حيث قابل الوفد السيد أندريه سالنيكوف، مدير مصنع الطاقة النووية لروستوف. وتوجه بعد ذلك الدبلوماسيون لزيارة غرفة التحكم الرئيسية وقاعة التوربين للوحدة رقم 3 والتي تم شراؤها العام الماضي وقاعة التوربين للوحدة رقم 4 في مصنع الطاقة النووية لروستوف والتي لا تزال تحت الإنشاء.
وقد زار الوفد أيضًا استوديو صنع النماذج ثلاثية الأبعاد في فرع فولجودونسك لشركة NIAEP واستمع للعرض التقديمي الذي أعده خبراء القسم الهندسي في روساتوم، والذي تم تأسيسه خصيصًا بهدف إدارة عمليات التصميم والتطوير والبناء. وقد نجح القسم خلال العام الماضي فحسب في شراء أربع وحدات لا تقتصر على مصانع الطاقة النووية ولكن أيضًا تشمل محطة الطاقة الحرارية؛ حيث وزعت كما يلي: وحدة رقم 3 في مصنع الطاقة النووية في روستوف، ووحدتان تقليديتان في محطة الطاقة الحرارية جنوب سلسة جبال الأورال، ووحدة رقم 1 في مصنع الطاقة النووية في كدنكولام في الهند.
وفي نهاية جولتهم، زار الدبلوماسيون نظام المحاكاة الشامل الذي تم تحديثه وتركيبه في مقر مركز التدريب. ويعتبر هذا النظام نسخة طبق الأصل من غرفة التحكم الرئيسية في مصنع الطاقة النووية في روستوف ويستخدم لتطوير مهارات العاملين هناك.
وبهذه المناسبة، أثنى السيد صادق معرافي، السفير والممثل الدائم للكويت في فيينا، على نتائج هذه الزيارة لمنطقة روستوف وقال "في البداية، نحن ممتنون لحكومة الاتحاد الروسي على هذه الدعوة والاستضافة الكريمة، والتي ليست الأولى بالنسبة لي، لأنها تعتبر زيارتي الثانية لمرافق الصناعة النووية الروسية، حيث زرت قبل ذلك آومفلوت. وقد اكتسبنا هذه المرة خبرة جديدة وبالطبع سعدنا للغاية بهذه الزيارة.
فلقد انبهرنا ببناء وحدة مصنع الطاقة النووية الجديد، ومستوى مهنية الموظفين وجودة العمل الذي يقومون به. فلم نعجب بالمعدات والآلات بقدر انبهارنا بالموارد البشرية.
في كل زيارة لنا لروسيا، نرى الجديد والمثير وهذا ما يبهرنا أكثر في كل مرة. لقد كانت تجربة جديدة لنا، وبصفة خاصة فيما يتعلق بأعمال البناء الجارية حاليًا للوحدة الرابعة لمصنع الطاقة النووية في روستوف، والتي ستنتهي في غضون عامين.
ولا زلنا ندرس قضية بناء مصنع للطاقة النووية في الكويت، ولكنني آمل أن ندخل بالفعل في تعاون إيجابي مع روسيا في هذا المجال."
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تتوسع في مجال توفير حلول للطاقة النووية في الشرق الأوسط؛ حيث وقعت مؤخرًا حكومتا الاتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية اتفاقية للتعاون في مجال استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.
نبذة عن شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية
تجمع شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية أكثر من 360 شركة نووية ومؤسسة بحثية وتنموية، وذلك بالإضافة إلى الأسطول النووي الوحيد في العالم لتكسير الجليد. وتحتل شرمة روساتوم الريادة في سوق التقنيات النووية؛ حيث تُشغل الشركة طاقة نووية تصل إلى 26.3 جيجا وات في روسيا، وتنفذ الشركة في الوقت نفسه مشروعات لبناء 38 مفاعلاً لتوليد الطاقة نووية، منها حوالي 29 في دول الخارج، مثل الهند، والصين، وتركيا، وفيتنام، وفنلندا، وبلغاريا، وغيرها.