قال اليوم أحد الخبراء المشاركين في القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة بأبوظبي هذا الأسبوع، إن مبادرات الحكومة الإماراتية الرامية لإخضاع المباني القديمة للتجديد وجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة "يمكن أن تحقّق تخفيضاً كبيراً في استهلاك الكهرباء بدولة الإمارات".
وأكّد الرئيس التنفيذي لمجموعة "روكوول"، يِنس بيرغرسون، في كلمة له أمام معرض كفاءة استهلاك الطاقة، المقام ضمن فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، أن دولة الإمارات استطاعت أن تحقّق تقدماً ملحوظاً في كفاءة استهلاك الطاقة في مشاريع البناء الجديدة، ما جعلها تُبطئ التسارع الذي كان يشهده الطلب على الطاقة، منوّهاً بأن هذا التقدّم أصبح الآن مدعوماً بسياسات ترمي إلى تشجيع إخضاع المباني القائمة لعمليات تجديد وفق معايير الكفاءة في استهلاك الطاقة.
وقال بيرغرسون إن التكلفة الكبرى المنفردة للطاقة في دولة الإمارات تتمثل بتكييف الهواء، مشيراً إلى أن العزل الحراري من شأنه تحقيق أكبر قدر من التوفير، وأضاف: "يدور كثير من الحديث حول حلول الطاقة الذكية، لكن من المهم كذلك النظر في طريقة عزل المباني؛ فعلى الصعيد العالمي، يتراوح معدل استهلاك المباني للطاقة ما بين 30 و40 بالمئة، لكن هذا المعدل يبلغ 80 بالمئة في دول مجلس التعاون الخليجي، لذا فإن إجراء عمليات تجديد للمباني بمنتجات مصممة وفق معايير تتسم بالكفاءة في استهلاك الطاقة، مثل تحسين العزل، يمكنه تقليل استهلاك الطاقة بمقدار النصف".
وثمّة الآن في دولة الإمارات العديد من البرامج التي تهدف إلى تشجيع عمليات تجديد المباني. فقد قام مكتب التنظيم والرقابة في أبوظبي، في إطار مبادرة "وفّر طاقة"، بإجراء عمليات تجديد لعشر فيلات في أبوظبي كي تصبح متوافقة مع معايير الكفاءة في استهلاك الطاقة. وأجرى المكتب، الذي يُعتبر الجهة المستقلة المسؤولة عن تنظيم قطاع الماء والكهرباء والصرف الصحي في إمارة أبوظبي، مقارنة في تكاليف ما قبل التجديد وما بعده، لإظهار مستوى التوفير الذي تحقق لأصحاب المنازل. وتشكّل عمليات تجديد المنازل أيضاً جزءاً أساسياً من استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة، التي تهدف إلى الحد من الطلب على الطاقة بنسبة 30 بالمئة بحلول العام 2030.
وقال بيرغرسون: "أظهرت التجارب الدولية أن الدعم الحكومي القوي لعب دوراً مهماً في تشجيع أصحاب المباني على اعتبار كفاءة الطاقة "استثماراً" بدلاً من اعتبارها "تكاليف غير ضرورية"، والحديث هنا عن المباني التي بنيت قبل مدد تتراوح بين 20 و40 عاماً ويمكن إخضاعها للمعايير الحديثة في كفاءة استهلاك الطاقة. وبوسع المعنيين النظر في مجموعة من التدابير المختلفة لتشجيع إجراء عمليات التجديد للمباني، لكن ليس ضرورياً أن تكون تلك التدابير في شكل حوافز مالية، ولكن لا بد أن تشكّل منظومة من شأنها دعم أصحاب المباني".
وتُعدّ مجموعة "روكوول"، الراعي المؤسس لمعرض كفاءة استهلاك الطاقة، أكبر شركة مصنّعة لمنتجات الصوف الصخري المستخدم في العزل الحراري، حيث يُشكّل الصوف الصخري، الذي يُصنع من الصخور البركانية، أحد أهمّ منتجاتها، وله القدرة على عزل النيران وتقليل الضجيج.
ويشكّل معرض كفاءة استهلاك الطاقة إضافة جديدة هذا العام للقمة العالمية لطاقة المستقبل، التي باتت تضم خمس فعاليات مصاحبة، هي معرض الطاقة الشمسية الذي انطلق العام الماضي، والقمة العالمية الخامسة للمياه، التي تنعقد بشراكة استراتيجية مع هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ومعرض ومؤتمر "إيكو ويست" الرابع، الذي يقام بشراكة مع تدوير (مركز إدارة النفايات – أبوظبي).
وأكّد ناجي الحدّاد، مدير إدارة الفعاليات في شركة "ريد" للمعارض، الجهة المنظمة للقمة العالمية لطاقة المستقبل بالتعاون مع "مصدر"، أن سوق كفاءة استهلاك الطاقة "سوف تنمو خلال السنوات المقبلة"، قائلاً إن معرض كفاءة استهلاك الطاقة سوف "يواكب هذا النمو المرتقب"، وأضاف: "جاء إطلاق هذا الحدث المتخصص في الوقت المناسب ليشكّل إضافة طبيعية إلى القمة العالمية لطاقة المستقبل، وذلك في ضوء تسارع الابتكار وتزايد الاهتمام بهذا المجال".
وتقام القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017 ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة وتحت شعار "الحفاظ على الإجماع بشأن الطاقة النظيفة، وتمكين لاعبين جدد في القطاع"، لتشكل ملتقىً يجمع في العاصمة الإماراتية أبرز موردي التقنيات العالميين والوفود الحكومية والمستثمرين وقادة الفكر.