شهدت منطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً هائلاً في معدلات انتشار الهواتف الذكية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تخطى العدد الإجمالي لمستخدمي الإنترنت مؤخراً عتبة 100 مليون. ويستكشف تجار التجزئة السبل الكفيلة بتعزيز اتصالهم بالعملاء معتمدين على طرح عروض عبر الإنترنت وجذب التفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاكتساب مزيد من الولاء. وأظهرت نتائج إحدى الدراسات الحديثة التي أجرتها شركة ’هاب سبوت‘ أن 95% من مستخدمي الإنترنت يتوقعون أن تسجل العلامات التجارية حضوراً لها على موقع ’فيسبوك‘، فيما يتوقع 46% من العملاء عبر الإنترنت أن تزوّد العلامات التجارية خدماتها للعملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت الدراسة إلى النجاح الذي حققه تجار التجزئة الذين يقدّمون الدعم الاجتماعي في الحفاظ على عملائهم وتعزيز ثقتهم.
وشهد هذا التوجّه نمواً ملحوظاً في المنطقة، ويتوقع العملاء في المنطقة اختبار تجربة تسوق ملائمة سواء تمت عملية الشراء عبر الإنترنت أو داخل المتاجر أو عبر أحد تطبيقات الهاتف الجوّال. كما أنهم يستخدمون بشكل متزايد مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع التجار أو العلامات التجارية. وفي ظل الاعتماد اليومي لأكثر من 95% من مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط على مواقع التواصل الاجتماعي، ينبغي على العلامات التجارية ألا تتجاهل حاجة العملاء لوجودها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبهذه المناسبة، قال محمد جابر، مدير التسويق والاتصال لمجموعة شركات ’باريس غاليري‘: "تزخر منطقة الشرق الأوسط بعدد غير محدود من الخيارات المتاحة أمام العملاء لإجراء عمليات الشراء الفوري، مما يظهر أهمية مبادرة تجار التجزئة إلى منح عملائهم مزيداً من الأسباب التي تدفعهم لاختيارهم دون غيرهم. وتعتبر التوجهات مثل ’انقر واجمع‘، و’الدفع عبر الهاتف الجوّال‘، و’التصفح عبر التطبيق‘، و’عربات تسوّق وغرف قياس افتراضية‘ بمثابة تجربة تسوّق متكاملة للعملاء. ومن ناحية أخرى، يعد الاتصال بالعميل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم والاستماع للشكاوي، عاملاً أساسياً حيث أن 55% من سكان منطقة الشرق الأوسط ينتمون إلى الفئة دون 30 عاماً، ومعظمهم من عشاق تصفح الإنترنت".
وأضاف أن تمكين المستهلكين من استعراض التشكيلات داخل المتجر، وتقييم وشراء المنتجات عبر الإنترنت ومن ثم جعل تجربتها أمراً متاحاً في المتجر، يساعد تاجر التجزئة على توفير تجربة تسوق متميّزة؛ وقال: "مع ذلك، وبالنسبة للعدد المتزايد من المستهلكين المعززين بالمعلومات التي جمعوها من مصادر عبر الإنترنت، أصبح التسوّق جزءاً صغيراً من أهداف زيارتهم إلى المتجر، وتكون الغاية الأساسية هي التحقق من صحة الاختيار الذي أجروه قبل الدخول إلى المتجر".
ويُعتبر إنترنت الأشياء من المجالات الواعدة الأخرى لأعمال التجارة بالتجزئة، إذ تربط المتجر المادي بسلاسة مع العمليات التي تجرى عبر الإنترنت. ووفقاً لإحدى الدراسات الحديثة التي أجرتها مؤسسة ’جارتنر‘، سيصل عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء إلى أكثر من 21 مليار جهاز بحلول عام 2020.
وفي سياق متصل، قال طارق الجويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة الشركة الوطنية للتموين: "بالرغم من أن التجارة الإلكترونية لن تحل محل على التجارة التقليدية في المستقبل القريب، إلا أن العلامات التجارية في المنطقة بحاجة لتعزيز تركيزها على العميل ووضعه في قلب استراتيجياتها عبر الإنترنت إذا أرادت الحفاظ على صلتها بالجيل التالي. ولتحقيق هذه الغاية، تحتاج المتاجر المادية وعبر الإنترنت إلى التكامل مما يبرز أهمية دمج إنترنت الأشياء بالعمليات التقليدية. وسيشكل النشر السلس للتقنيات التي تصل المتاجر المادية بالافتراضية ضرورة ملحّة في المستقبل القريب".
وسيناقش خبراء القطاع التجاري هذه التوجهات والفرص الناشئة في معرض المتاجر الذكية الذي سينعقد في شهر يناير في أبوظبي . ويقول السيد جايارامان ناير، رئيس مجلس إدارة شركة ’فيرتشوال إنفوسيستمز‘ للمعارض والمؤتمرات، وهي الجهة المنظمة لمعرض المتاجر الذكية: "استناداً إلى خبرتنا السابقة، فإن التواجد على الإنترنت اليوم أصبح من الممارسات المعتادة للعلامات التجارية. وهناك العديد من الأساليب التي يمكن أن يعتمد عليها التجار لتحقيق التكامل بين متاجرهم المادية وحضورهم عبر الإنترنت. وسيفتح معرض المتاجر الذكية الباب واسعاً أمام النقاشات حول كيفية منح التجار القدرة على اعتماد هذه التقنيات والفرص المتاحة في الجيل التالي من العمليات التجارية في المنطقة".
وتجدر الإشارة إلى أن معرض المتاجر الذكية 2017 يُقام في أبوظبي في الفترة بين 23-25 يناير، ويستضيفه مركز أبوظبي الوطني للمعارض؛ وهو مصمم لاستعراض التطورات التي يشهدها قطاع تجارة التجزئة تحت أربع فئات واسعة النطاق هي تصميم المتجر الذكي، وتقنيات المتجر الذكي، وخدمات المتجر الذكي، والمتاجر الافتراضية الذكية.