خلال أسبوع سنغافورة الدولي للطاقة (SIEW) لعام 2015، والمنعقد في سنغافورة خلال الفترة ما بين 26 إلى 30 أكتوبر 2015، تحدث رئيس شركة روساتوم في جنوب شرق آسيا إيجور سيمونوف عن آفاق تطوير الاستخدام السلمي للطاقة الذرية في المنطقة في إطار المائدة المستديرة التي أقيمت بعنوان "هل تعتبر دول جنوب شرق آسيا مستعدة للطاقة الذرية؟"، والتي استضافتها مدرسة س. راجاراتنام للدراسات الدولية (RSIS) في جامعة نانيانغ للتقنية (NTU).
وقد جمعت المناقشات خبراء وممثلين دوليين عن المنظمات الحكومية والعامة في دول جنوب شرق آسيا. وقد شارك في المائدة المستديرة بصفة خاصة كل من دكتور أولي هينونن، النائب السابق لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، والدكتور تاسوندا تاريو، نائب رئيس الوكالة الوطنية للطاقة النووية في إندونيسيا (BATAN)، والأستاذ الدكتور آندرو وي ثي شين، رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم في سنغافورة.
وقد ألقى ممثل روساتوم في عرضه التقديمي الضوء على بعض أهم فوائد الطاقة النووية بالنسبة لدول جنوب شرق آسيا مع زيادة الطلب المستمر على الكهرباء. إلى جانب الفوائد الأساسية لمصانع الطاقة النووية باعتبارها طاقة كهربائية نقية وقليلة التكلفة، أكد إيجور سيمونوف أن التقنيات النووية قادرة على مساعدة الدول الجديدة في هذا المجال لتحقيق لمستوى جديد من التنمية الاجتماعية الاقتصادية.
وأضاف المتحدث قائلاً "يعتبر إنشاء مصانع الطاقة النووية دافعًا لتطوير كافة فروع الاقتصاد؛ حيث يساهم قطاع صناعة الطاقة النووية في خلق فرص عمل جديدة، وإنعاش قطاع الهندسة والتعمير، وتطوير قطاع الأبحاث والتنمية والتعليم."
كما ألقى إيجور سيمونوف أيضًا الضوء على التحديات الأساسية التي تواجه دول جنوب شرق آسيا وتعيق تطوير البرامج النووية الوطنية. ويعتبر من بين هذه التحديات تمويل المشروعات، وتطوير البنية التحتية وقطاع التعليم، ومشكلات ضمان السلامة والأمان، بالإضافة إلى قبول الناس لفكرة استخدام الطاقة النووية.
وبحسب تصريحات المتحدث، يتلخص دور المسئولين عن هذه الصناعة في دعم الدول الناشئة في هذا المجال لإيجاد حلول لهذه التحديات، مثل الدعم في مجال التواصل والمقدم من روساتوم للشركاء الفيتناميين استعدادًا لإنشاء مصنع نينه ثوان للطاقة النووية. وبما أن السلوك السلبي تجاه الطاقة النووية سببه على الأغلب النقص المعرفي، افتتحت روساتوم في فيتنام مركزًا للمعلومات حول الطاقة النووية (ICONE) لزيادة المعارف الأساسية الخاصة بالتقنيات النووية. ويوجد هناك مراكز أخرى مشابهة في 22 مدينة في روسيا والعالم، ووفقًا للإحصائيات، يغير أكثر من 80 % من الناس آرائهم وسلوكهم حول الطاقة النووية بعد زيارة مثل هذه المراكز.
متحدثًا عن السلامة والأمان في استخدام هذه التقنيات، صرح إيجور سيمونوف أن مفاعلات القدرة المائية-المائية (ڤي ڤي إي آر VVER) للجيل 3+ راعت الدروس المستفادة من تجربة فوكوشيما؛ بحيث يمكنها تحمل العديد من التأثيرات الخارجية من زلازل وفيضانات إلى تحطم الطائرات.
في جنوب شرق آسيا، تنفذ روساتوم مشروعات لإنشاء وحدتين للطاقة النووية باستخدام مفاعلات القدرة المائية-المائية (ڤي ڤي إي آر VVER)، وتطور مركز العلوم والتقنيات النووية. كما حصل اتحاد الشركات الروسية الإندونيسية بمشاركة روساتوم على ممارسة عمل التصميم الأولي للمفاعل التجريبي 10 ميجا وات في إندونيسيا. كما تورد شركة روساتوم النظائر لإندونيسيا، وذلك بالإضافة إلى الاتفاقيات الإطارية للتعاون الموقعة مع حكومة اتحاد ميانمار والمعهد التايلاندي للطاقة النووية.