١٧ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ١٨ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
البيئة والطاقة | الأربعاء 13 مايو, 2015 4:13 مساءً |
مشاركة:

توسع روسيا من نطاق حلولها للطاقة النووية في الشرق الأقصى والشرق الأوسط

احتلت روسيا الريادة على مستوى العالم في مجال التكنولوجيا النووية بعد إقامة الكثير من الاستثمارات في مجالي الأبحاث والتنمية. ووفقًا لأبحاث الجمعية النووية العالمية في مارس 2015، "تمضي روسيا قدمًا بثبات في خططها للتوسع من دورها في مجال الطاقة النووية، بما في ذلك تطوير تكنولوجيا المفاعلات الجديدة."

بدأت روسيا مؤخرًا من خلال ذراعها النووي شركة "روساتوم أوفرسيز" في التوسع في الشرق الأوسط من خلال العديد من المشروعات والمناقصات في العديد من الدول. ففي تركيا، أقيمت فعالية مؤخرًا بهدف وضع الأساس لإنشاءات هندسة القوى الهيدروليكية البحرية لمشروع "أكويو" لبناء وحدات جديدة لتوليد الطاقة النووية.

حضر الفعالية وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانير يلديز والرئيس التنفيذي لشركة روساتوم أوفرسيز سي سيرجي كيرينكو. ويعتبر إنشاء أول محطة تركية للطاقة النووية مشروعًا استراتيجيًا بين تركيا وروسيا. كما يعد المشروع الجديد عنصرًا ضروريًا لتوفير طاقة آمنة ومستدامة للجمهورية التركية. وسيوفر مشروع أكويو الآلاف من فرص العمل الجديدة؛ حيث من المزمع أن يعمل في موقع المحطة الجديدة ما لا يقل عن 10 آلاف عامل، وذلك في ذروة فترة البناء.
أما بالنسبة لتوجه الشركة نحو الشرق الأقصى، فقد أعلنت الوكالة القومية للطاقة النووية في إندونيسيا (باتان) في 16 إبريل قبول عرض الاتحاد الروسي الإندونيسي كأفضل عرضًا مقدمًا لمرحلة التصميم الأولية لمشروع بناء مفاعل نووي متعدد الوظائف في إندونيسيا.

وبالإضافة إلى الشركات الإندونيسية ريكاياسا Rekayasa للهندسة وكوجاس درياب KogasDriyap للاستشارات، يضم اتحاد الشركات الروسي الإندونيسي أيضًا نيوكيم NUKEMللتكنولوجيا، وهي شركة ذات مسئولية محدودة تابعة لشركة روساتوم. وستنفذ نيوكيم المشروع بالتعاون مع شركات روساتوم الأخرى والتي تمتلك خبرة واسعة في تصميم المفاعلات النووية وبنائها، وهي: أتومسترويكسبور Atomstroyexport JSC، وأو كيه بي إم أفريكانتوف OKBM Afrikantov JSC، وإف جي يو بي إن أي أي إن بي أو لوتش FGUP NII NPO LUCH.

وتستمر شركة روساتوم الروسية للطاقة النووية في التركيز على النمو داخل آسيا، والتي تعتبرها الشركة من أكثر الأسواق الأجنبية الواعدة في مجال الطاقة النووية. وتعتزم الشركة المشاركة في مناقصة بناء أول محطة للطاقة النووية في ماليزيا، بمجرد الإعلان عنها.

ويتزايد الطلب على الطاقة النووية على المستوى العالمي، كما صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، وذلك خلال المؤتمر الثامن والأربعين للمنتدى الصناعي الذري الياباني، والذي شارك فيه أيضًا الوفد الروسي. أنشأت حوالي 13 دولة من أصل 30 دولة تستخدم الطاقة النووية محطات جديدة لهذا النوع من الطاقة. فمن بين كل 65 محطة نووية جديدة تحت الإنشاء، يقع ثلثا هذا العدد في آسيا. ويعتبر هذا الأمر طبيعيًا في ظل النمو الاقتصادي الذي تشهده آسيا في السنوات الأخيرة.
تقيم شركة روساتوم التي تمتلكها الحكومة الروسية حوالي 29 مشروعًا نوويًا حول العالم وتهدف إلى زيادة هذا العدد إلى 34 مشروعًا من خلال الاتفاقيات التي يتم التفاوض بشأنها حاليًا. وكان آخرها الاتفاق مع الأردن لبناء أول محطة للطاقة النووية بتكلفة 10 مليار دولار أمريكي في 24 مارس الماضي.

وتعتبر شركة إيه إي سي إل AECL الكندية، وشركة أريفا Areva الفرنسية، وشركة ميتسوبيشي اليابانية من منافسي شركة روساتوم، ولكن سيرجي كوندراتيف، مدير الشئون الاقتصادية في معهد الطاقة والتمويل يرى أن الشركة الروسية تتمتع بميزة تنافسية، ألا وهي تقديم أقل تكلفة.

ومن المتوقع زيادة حجم الطلب على تكنولوجيا مفاعلات الماء المضغوط VVER الروسية ليصل إلى حوالي 80 وحدة بحلول عام 2030. وتعتبر كل من فنلندا، وسلوفاكيا، وبلغاريا، والبرازيل، والمملكة العربية السعودية، وماليزيا، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا من البلدان المزمع إقامة شراكات معها.

لا يوجد لدى المملكة العربية السعودية حاليًا محطة لتوليد الطاقة النووية، ولكنها تهتم كثيرًا بالتكنولوجيا النووية للأغراض المدنية والسلمية، ومن ثم تعتزم بناء 16 مفاعلاً نوويًا في غضون العشرين عامًا القادمة للوفاء بالطلب المتزايد على الكهرباء وتحلية مياه الشرب. كما وقعت المملكة اتفاقيات تعاون نووي منفصلة مع فرنسا، والصين، وكان آخرها مع كوريا الجنوبية. فقد نص المرسوم الملكي لعام 2010 على أهمية الطاقة النووية للوفاء بالطلب المتزايد على الطاقة لتوليد الكهرباء وتحلية مياه الشرب مع تقليل الاعتماد بشكل أساسي على الموارد الهيدروكربونية.
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة