أكد يوسف عبد الله البنيان نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، ان الشركة تمكنت من المحافظة على الأداء وحققت نتائج فعلا إيجابية في الربع الثالث من عام 2015 في ظل الظروف الاقتصادية العالمية وتقلباتها من خلال الموثوقية في العمليات التشغيلية، إضافة إلى ترشيد التكاليف الذي ساهم في الحد من تأثير هبوط المبيعات بنسبة 23.4 في المئة في الربع الثالث إلى 37.3 مليار ريال، مقابل 48.7 مليار ريال قبل عام. كما استطاعت الشركة الاستفادة من المميزات النسبية للأسواق العالمية والتعاطي مع تلك التحديات.
وأضاف البنيان، أن «سابك» تمكنت من خفض التكاليف خلال الربع الثالث بنسبة 17 في المئة مقارنة بالربع الثاني، وبنسبة 22 في المئة في المتوسط في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بفضل رفع الكفاءة ، مبيناً أنها انخفضت إلى 37.3 مليار ريال في الربع الثالث مقابل 48.7 مليار قبل عام، مفيداً أنها استطاعت التحمل والتعاطي مع التقلبات في السوق العالمي بجميع الانعكاسات التي أدت على صناعة البتروكيماويات وأسعارها سواء كانت في آسيا وأوروبا وحتى أمريكا والشرق الأوسط ، موضحاً أن الشركة ركزت على العوامل التي يمكن السيطرة عليها والتأثير فيها وهي الأمن والسلامة، والموثوقية في العلميات الإنتاجية والحرص على جميع مصانع الإنتاج وفق الخطط الموضوعة لها، كذلك الحرص على إدارة التكاليف التشغيلية خاصة التعاطي مع الأوضاع الاقتصادية الحالية. كاشفا أن الشركة لا تخطط لإصدار سندات أو الاستدانة حتى نهاية 2015.
جاء ذلك في تصريحات صحافية عقب إلقاء الضوء على أداء الشركة ونتائجها للربع الثالث من العام الجاري 2015 خلال مؤتمر عقد أمس في الرياض. حيث سجل صافي أرباح الشركة 15.71 مليار ريال في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مقابل 19.08 مليار ريال بنسبة انخفاض بلغت 17.66 في المئة. وأوضحت الشركة في بيان، أنها حققت صافي ربح للربع الثالث من العام الجاري بلغ 5.6 مليار ريال، مقابل صافي ربح بلغ 6.18 مليار ريال عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة تراجع بلغت 9.39 في المئة، ومقابل صافي ربح بلغ 6.17 مليار ريال عن الربع السابق بانخفاض بلغ 9.24 في المئة، لتبلغ بذلك ربحية السهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 5.24 ريال، مقابل 6.36 ريال. كذلك بلغ إجمالي الربح 11.8 مليار ريال خلال الربع الثالث، مقابل 13.7 مليار ريال خلال الربع المماثل من العام السابق بتراجع 13.97 في المئة. أما الربح التشغيلي فبلغ 8.6 مليار ريال خلال الربع الثالث، مقابل 10.4 مليار ريال خلال الربع المماثل من العام السابق، بانخفاض 17.77 في المئة.
وأرجعت «سابك» النتائج المحققة في الربع الثالث والأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إلى انخفاض متوسط أسعار بيع المنتجات، علما أن هناك انخفاضا في تكلفة المبيعات. وقالت إنه تم إعادة تصنيف بعض أرقام المقارنة لتتوافق مع العرض للربع الحالي.
وقال البنيان، إن الشركة تدرس إطلاق مشروعات مشتركة في الصين والولايات المتحدة، وانها قد تصدر إعلانا بخصوص تلك المشروعات المحتملة في الربع الأول من 2016، مؤكِّداً أن السوق الصينية مهمة جداً للشركة، وأنها تمتلك نظرة مستقبلية لزيادة التوسع والنمو في تلك السوق، كاشفاً عن وجود بعض الدراسات لبعض الفرص المستقبلية. وأضاف أن المبيعات في الصين لم تتأثر نتيجة قرب الشركة من الزبائن وسلسلة الإمدادات التي جعلت المنتجات تصل إلى زبائنها في وقتها ، مبيناً أنه يجب على الشركة التكيف مع المتغيرات التي تحدث في السوق الصينية.
وتوقع الرئيس التنفيذي المكلف لـ «سابك»، أن تستمر الأسعار في الربع الرابع 2015 على نفس أداء الربع السابق خاصة في شهر أكتوبر، مؤكِّداً أن هناك صعوبة في التنبؤ بأسعار النفط. كما أشار إلى أن «سابك» تركز على العوامل التي تدخل تحت تصرفها وبإمكانيتها التحكم فيها مثل كمية الإنتاج وموثوقية المصانع وخدمة الزبائن، إضافة إلى تخفيض التكاليف. وبخصوص العمليات الخارجية، قال: إن «سابك» شركة عالمية ولا بد أن تكون متحفزة لعمل التغيرات اللازمة لمواجهة التقلبات العالمية وقد تتطلب ذلك إعادة هيكلة بعض عملياتها مما نتج عنه إلغاء بعض الوظائف كما حدث في أوروبا. وأوضح أن انخفاض أسعار النفط أثرت على نتائج البتروكيماويات، مبدياً تفاؤل «سابك» للسوق الأمريكية خلال نهاية عام 2015، إلى جانب السوق الأوروبية والذي تميز بالا ستهلاك المحلي وكان له نظره إيجابية على صناعة البتروكيماويات وتأثيرها على الطلب، مضيفاً أن السوق الإفريقية تعد من الأسواق الواعدة، إلا أنها تواجه بعض التحديات فيما يخص التشريعات للاستثمار وزيادة الأعمال في تلك المنطقة.
وأشار البنيان، إلى الشركة استفادت من تنوع المنتجات والتواجد في الأسواق العالمية، مؤكِّداً أن النتائج الإيجابية التي حققتها ما هي إلا دليل على الخبرة التي تتميز فيها إدارة العمليات على الرغم من التحديات والتقلبات التي يمر بها العالم ، مبيناً أنها حريصة في الاستمرار في النمو وعدم إعطاء فرصة للتقلبات الحالية للتأثير على سياستها المستقبلية. كما لفت إلى أن الشركة على مستوى الأمن والسلامة حققت أعلى معايير النجاح في الحفاظ على البيئة، مشيراً إلى أنها عملت على إعادة هيكلة قطاعات الأعمال لخدمة زبائنها وأن تكون هناك فائدة من ناحية تخفيض التكاليف كي تنعكس ايجابياً على الشركة، مضيفاً أن الأبحاث والتطوير يعتبران جزءاً من سياستها من خلال العمل على التقنية والبحث. وتابع: إنه نظراً لعالمية «سابك» فإنها حرصت على الاستفادة من اللقيم، حيث يأتي ذلك ضمن سياستها الحالية والمستقبلية، مضيفاً أن الاستثمارات مازالت قائمة، وأن الشركة تتطلع إلى تحقيق استراتيجيتها 2020 - 2025، وأنها حللت كافة التغيرات الخارجية وتعمل على إجراءات لازمة لتعاطي معها بشكل إيجابي، مشيراً إلى أن عملت قبل أسبوعين على دمج بعض وحدات العمل مع بعضها من أجل تعظيم الاستفادة من قطاعات الأعمال بشكل أفضل، والتركيز على الاستثمارات الخاصة لتلك الوحدات خصوصا من ناحية التقنية، كما أنها ملتزمة في كل منطقة باحتياجات سوق العمل وفق متطلبات الجهات والقوانين مثل النقابات العمالية.
وحول التسربات الوظيفية من «سابك» إلى شركات أخرى، أوضح البنيان أن الشركة خرّجت أفضل القياديين ، موضحاً أنها تحرص على استقطاب الموارد البشرية والاستثمار فيهم ، مبيناً أن هناك دراسة تتم بشكل ربع سنوي لبحث أسباب التسرب الوظيفي، مؤكِّداً حرصها على إبقائهم ومواصلة تطويرهم وتدريبهم. وفيما يتعلق بتخفيض أسعار الحديد محلياً، أكد أن ذلك يأتي ضمن دورها الإيجابي في التنمية الاقتصادية في المملكة، وتزويدها بأفضل النوعيات المتميزة، مضيفاً أنه وعلى الرغم من وجود الحديد المستورد، إلا أن زبائن الشركة مستمرين في استعمال المنتجات كونها الأفضل ، موضحاً أن السوق من يتحكم في تحديد الأسعار وليست «سابك».