تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي، تستضيف دبي المؤتمر العالمي لتحلية المياه 2019 تحت شعار "ملتقى طرق الاستدامة" الذي تستمر فعالياته حتى 24 أكتوبر في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وافتتح اليوم سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي، هيئة كهرباء ومياه دبي "قمة الرواد" خلال فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، التي تجمع أبرز رواد قطاع المياه والطاقة لمناقشة الحلول المستدامة لتحديات تحلية المياه وإعادة استخدامها.
تأتي هذه القمة المتخصصة ضمن الفعاليات الرئيسية المصاحبة للمؤتمر، اليوم الثلاثاء (22 أكتوبر) في قاعة مكتوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بحضور نخبة من رواد قطاع المياه والطاقة، وذلك لوضع تصور عملي وحلول جوهرية مستدامة للتحديات الناجمة عن الطلب المتزايد على المياه النظيفة، لاسيما وأن الآثار السلبية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي آخذة بالازدياد يوما بعد يوم.
وفي كلمته الافتتاحية أكد سعادة/ سعيد محمد الطاير: "نسترشد في هيئة كهرباء ومياه دبي برؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم. كما قمنا بمواءمة استراتيجيتنا مع مئوية الإمارات 2071، ورؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، واستراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2030، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، بالإضافة الى استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 واستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، وغيرها من الاستراتيجيات ذات الصلة والتي تهدف الى دعم التنمية المستدامة".
وأضاف سعادته: "تتبنى دبي نهجاً شاملاً لضمان استدامة موارد المياه، في إطار الاستراتيجية المتكاملة لإدارة الموارد المائية في دبي والتي تركز على تعزيز الموارد المائية وترشيد الاستهلاك واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة لتقليل استهلاك المياه بنسبة 30% بحلول عام2030. وتنفيذاً لرؤية قيادتنا الرشيدة، تمتلك هيئة كهرباء ومياه دبي اليوم بنية تحتية عالمية المستوى، وتبلغ قدرتها الإنتاجية المركبة 11,400 ميجاوات من الكهرباء و470 مليون جالون من المياه المحلاة يوميًا لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه في دبي حيث تقدم الهيئة خدماتها لأكثر من 900 ألف متعامل وفق أعلى المعايير باستثمارات تصل إلى 86 مليار درهم إماراتي (أي ما يعادل 23.4 مليار دولار أمريكي) على مدى السنوات الخمس المقبلة".
وأكد سعادته ان هيئة كهرباء ومياه دبي تقوم حالياً بتحلية المياه المالحة باستخدام تقنية الدورة المركبة، والتي تعتبر من أفضل التقنيات من حيث الكفاءة والتي تعتمد بشكل أساسي على استخدام الحرارة المهدورة والناجمة عن إنتاج الكهرباء في تحلية مياه البحر.
ونوه سعادته ان الهيئة قد أجرت الهيئة العديد من الدراسات والبحوث لتحسين إنتاج المياه، وتحليل الجدوى الاقتصادية والفنية لاستخدام تقنية التناضح العكسي في تحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقة الرخيصة والنظيفة سعيا منها لتوسيع وزيادة انتاجها من المياه المحلاة. مشيراً الى انه من المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 ملايين جالون من المياه المحلاة يومياً بحلول العام 2030، مما يزيد القدرة الإنتاجية الكلية الى 750 مليون جالون يومياً مقارنة ب 470 مليون جالون يومياً حالياً.
وقال سعادة الطاير: "لقد وضعت هيئة كهرباء ومياه دبي نصب أعينها استراتيجية واضحة المعالم لضمان إنتاج 100% من المياه المحلاة بواسطة مزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد على استخدام الحرارة المهدورة بحلول عام 2030، الأمر الذي سيتيح لدبي تجاوز الأهداف العالمية لاستخدام الطاقة النظيفة لتحلية المياه".
وأشار سعادة الطاير أن رفع الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء ستوفر نحو 12 مليار درهم حتى عام 2030 مع تخفيض 39 مليون طن من انبعاثات الكربون. ولضمان استدامة انتاج المياه المحلاة، قمنا باعتماد ثلاث ركائز أساسية للعمل لدينا تتمثل في اعتماد تقنيات التناضح العكسي في تعزيز الطاقة الانتاجية للمياه المحلاة و إنتاج 100% من المياه المحلاة بواسطة مزيج من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2030 و تخزين المياه المحلاة في أحواض المياه الجوفية واستعادتها وقت الحاجة. كما أكد سعادته ان تبني مثل هذا النموذج المبتكر والمتكامل يساعدنا في حماية البيئة ويمثل حلاً اقتصاديًا مستدامًا بل ويؤكد قدرة دبي على استشراف وبناء المستقبل.
وأردف سعادته قائلاً: "لقد حققنا في هيئة كهرباء ومياه دبي العديد من الإنجازات العالمية المستوى التي تحسب لنا في مجال شبكات الكهرباء والمياه، فقد انخفض الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه من 42 ٪ في الماضي إلى 6.5 ٪ في عام 2018 وهي واحدة من أدنى المعدلات المسجلة في العالم، وكل ذلك بفضل تبنينا لنهج الريادة والابتكار واتباع أفضل المعايير والممارسات والتقنيات العالمية. وليس بالشيء الغريب ان نرى اليوم ان الابتكار قد اضحى الدعامة الأساسية وجوهر مبادراتنا وانشطتنا، فقد اثمرت جهودنا في ابتكار حلول خلاقة ونتائج ايجابية، حيث وفرت الكثير من الوقت والموارد والجهود".
وأكد سعادته ان الهيئة تسعى الى تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، حيث تقوم بتأمين إمداداتها من خلال تنويع مزيج الطاقة، لتشمل الطاقة النظيفة لتوفير 75٪ من إجمالي إنتاج الطاقة في دبي من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050. ولتحقيق ذلك، أطلقت الهيئة العديد من البرامج والمبادرات الخضراء بما في ذلك مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي يعد أكبر مشروع استراتيجي لإنتاج الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 13.6 مليار دولار.
واختتم سعادته حديثه بالقول: "إن مركز البحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي سيعمل على تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للبحوث والتنمية في مجال الطاقة الشمسية، والشبكات الذكية، وكفاءة الطاقة والمياه. وتعمل الهيئة حاليا على تنفيذ العديد من المشروعات الرائدة والمبتكرة مثل تطوير محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك بقدرة 250 ميجاوات في حتا. وهي المحطة الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي".
وتضمنت "قمة الرواد" حلقة نقاشية بعنوان "واقع المؤسسات الخدماتية"، حيث تطرقت الحلقة النقاشية الى دور المرافق العامة في مواجهة تحديات المياه بشكل استباقي وكيف يمكن تأمين إمدادات مستدامة من المياه في ظل النمو السكاني المتسارع والتحضر وانخفاض الإنفاق الحكومي والتصنيع وظاهرة التغير المناخي.
وشملت "قمة الرواد" أيضاً تنظيم حلقة نقاشية بعنوان "توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص في الاسواق الجديدة والحالية" بالاضافة الى جلسة اخرى لمناقشة اخر التطورات في سوق الهندسة والمشتريات والبناء. كما ناقش المشاركون محور تمويل مشروعات المياه الضخمة وكيفية تشجيع الجهات المقرضة ومؤسسات التنمية المالية
كما جاء ضمن القمة في اليوم الثاني من المؤتمر حلقة نقاشية بعنوان "المياه والطاقة: هل نحن في الطريق الصحيح" بالاضاقة الى جلسة نقاشية اخرى تناولت نهج الابتكار في الاسواق المتقدمة لمعالجة المياه.