في الوقت الذي بدأت فيه السعودية أولي خطواتها التنفيذية في فبراير الماضي، عندما أعلنت وزارة الطاقة عن مشروع "سكاكا" للطاقة الشمسية، كأول مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، أطلقت إحدى الشركات الوطنية الموزعة للمنتجات والخدمات البترولية تدشينها لأول محطة وقود تعمل بالطاقة الشمسية (الكهروضوئية) بمدينة جدة.
الأثر البيئي
إن تشغيل محطات الوقود بالطاقة الشمسية جاء امتداداً لتجارب عالمية سابقة لاقت نجاحا في ظل ارتفاع مستوى الوعي للحفاظ على البيئة ، لأن إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الشمسية لا تصدر عنه أي ضوضاء، أو أي انبعاثات ضارة ملوثة للبيئة.
وعليه تعتبر الطاقة المتجددة ذات أثر بيئي ملموس، يساهم في تقليص الأدخنة المتصاعدة إلى الغلاف الجوي والاستثمار في الطبيعة دون الإضرار بها.
نجاح التجربة
المدير التنفيذي لشركة خدمات النفط NAFT(صاحبة المشروع) الاستاذ ممدوح الرخيمي أشار بأن السوق السعودي بفضل الله وتماشيا مع الرؤية الرشيدة لأولي الأمر وكذلك دعم مجلس ادارة الشركة قد شهدت خلال الأيام الماضية تشغيل أول محطة للوقود تعمل بالطاقة الكهروضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق تحويل الإشعاع الشمسي إلى كهرباء مباشرة باستخدام ألواح الخلايا الضوئية.
ويضيف بأن أحد أهم ملامح رؤية 2030 للطاقة المتجددة، توطين نسبة كبيرة من سلسلة قيمة الطاقة المتجددة في اقتصاد المملكة، و"نفطها الأصفر" القادم بقوة خلال المستقبل القريب بإذن الله .
"الدمج بين الطاقتين النفطية والمتجددة"، سيعطي - بحسب الرخيمي- دليلاً ملموساً على قدرة العالم على الدمج بينهما، وهو ما تسعى له شركة خدمات النفطNAFT من خلال تواجدها في السوق السعودي والإسهام في تطبيق رؤية المملكة المستقبلية".
وربما الإجابة الأبرز التي ألمح إليها الرخيمي عن مدى تقبل المستهلكين النهائيين للمحطة الجديدة، وذهب فيها إلى أنها ستكون تجربة مقنعة لهم كونها تساهم في تنقية غلافهم الجوي من الملوثات الضارة، وقال :" إن الشركة ستحلل مدى حاجة السوق السعودى للمزيد من تطبيقات النظام الشمسي فى محطات الوقود والعمل على توفيرها"، مؤكداً بأن المملكة مؤهلة لمشاريع الطاقة الشمسية التي ستقدم مزايا كبيرة للمنازل السكنية، والمصانع، وأنظمة ضخ المياه من باطن الأرض، في ظل ارتفاع الطلب المحلي عليها.
ومن الجدير بالإشارة أن شركة NAFT قد قامت بتنفيذ هذا المشروع الرائد بالتعاون مع إحدي الشركات الإيطالية العالمية المتخصصة في أنظمة الطاقة الشمسية والتي أشار مدير التصدير بها السيد/ ماسيمو فافارون ، بأن 40% من محطات الوقود فى دولة إيطاليا تعمل بالطاقة الشمسية.
وأضاف قائلاً :" إن العديد من الشركات الإيطالية والعالمية المزودة لمنتجات الغاز والخدمات البترولية بدأت في التوجه إلى اعتماد الطاقة الكهروضوئية لتزويد محطاتها بالكهرباء، كونها طاقة غير قابلة للنفاذ، ومن مصادر الطاقة الطبيعية التي تساهم بشكل كبير، في توليد مختلف أشكال الطاقة".
رؤية 2030
ويشير الموقع الرسمي لرؤية 2030 بأنه على الرغم من تمتع المملكة بمقومات قوية في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلا أنها لا تملك - حتى الآن - قطاعاً منافساً في مجال الطاقة المتجددّة، ومن المتوقع أن يرتفع مستوى الاستهلاك المحلي للطاقة ثلاثة أضعاف بحلول عام (1452 – 2030)، لذلك تستهدف إضافة (9.5) جيجاوات من الطاقة المتجددة إلى الإنتاج المحلّي بحلول العام (1445 – 2023) كمرحلة أولى.
مزايا الطاقة الشمسية