وقعت المملكة العربية السعودية - عبر الاتصال المرئي - اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ برنامج مشترك متعدد القطاعات في محافظة كوكس بازار بجمهورية بنغلاديش عبر الشريك المنفذ برنامج الغذاء العالمي بهدف إعادة تأهيل المنازل المتعددة الاستخدام، بقيمة إجمالية تبلغ مليوني دولار أمريكي .
وقع الاتفاقية معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، فيما وقعها عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الرئيس التنفيذي المكلف جون بارسا، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة جون أبي زيد.
ويستفيد من البرنامج 87.165 فردا يشملون السكان والفئات المحتاجة و الأكثر تضررا من جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات في مناطق يوخيا ،وتيكناف وبيكوا، وكوتوبديا، وماهيشكالي.
وثمن الدكتور عبدالله الربيعة الاتفاقية الموقعة بين المملكة والولايات المتحدة لدعم اللاجئين الروهينجا في جمهورية بنغلاديش، مشيرا إلى أن المملكة وقفت مع المهجرين الروهينجا منذ القدم سواء في أماكن نزوحهم أو بالمملكة، و قدمت لهم جميع الخدمات و الرعاية والتسهيلات اللازمة.
وأضاف معاليه أنه جراء أعمال الإبادة والتعذيب التي واجهتها الأقلية الروهينجية في ميانمار لم تغفل المملكة العربية السعودية لحظة عن القيام بعملها في إغاثة المنكوبين في ميانمار، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز
آل سعود -حفظه الله - مركز الملك سلمان للإغاثة للوقوف مع المتضررين الروهينجا وتقديم المساعدات العاجلة لهم فبادر المركز بإرسال فريق مختص إلى بنجلاديش للوقوف على أوضاع المهجرين من الروهينجا ورصد أهم احتياجاتهم العاجلة وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والإيوائية الطارئة لهم، ونفذ المركز العديد من المشاريع والبرامج المتنوعة للاجئين في منطقة كوكس بازار وغيرها من المناطق.
واستطرد أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار الدعم السعودي المستمر للتخفيف من معاناة أبناء الروهينجا في مناطق اللجوء وتوفير كل ما يمكنه تحسين مستوى معيشتهم، مقدما خالص شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين جراء ما تقدمه من مساعدات جليلة للشعوب والدول المتضررة في أنحاء العالم.
وقدم الرئيس التنفيذي المكلف للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية جون بارسا خالص شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة على هذه الشراكة في بنجلاديش وكافة بلدان العالم، مبينا أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات واللاجئين الروهينجا يعانون، لذلك نحن هنا اليوم نقدم الدعم لهم من خلال هذه الاتفاقية.
وأعرب المسؤول الأمريكي عن فخره بإعلان هذه الشراكة مع المركز وبرنامج الغذاء العالمي، حيث ستسهم بشكل كبير في توفير الاحتياجات الأساسية والمأوى للاجئين الروهينجا، مشيرا إلى أن 860 ألف لاجئ روهينجي يعيشون في واحد من أكبر الملاجئ بالعالم.
وأضاف أن منطقة كوكس بازار تواجه مصاعب كبيرة سواء من الكوارث الطبيعة مرورًا بفيروس كورونا (كوفيد – 19)، و اليوم ومن خلال هذه الاتفاقية سنقدم مع مركز الملك سلمان للإغاثة الاحتياجات الضرورية للاجئين الروهينجا، مؤكدا على الشراكة الفعالة مع المركز التي تهدف إلى استمرار تقديم المعونات للمحتاجين حول العالم.
وأوضح جون بارسا أنه خلال السنوات الخمس الماضية قام مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال أكثر من 300 موظف إلى جانب المتطوعين ذوي القدرات العالية بالتوسع في أعماله الإغاثية والإنسانية التي وصلت إلى 54 دولة محتاجة بقيمة إجمالية بلغت أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي في قطاعات مختلفة .
وفي ختام كلمته أعرب الرئيس التنفيذي المكلف للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن أمله في أن تخفف هذه الاتفاقية من معاناة اللاجئين الروهينجا في المجتمعات المضيفة، حاثا بقية المنظمات العالمية بتقديم الدعم لهذه القضية.
ونوهت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بأن مركز الملك سلمان للإغاثة لعب دورًا أساسيًا في تقديم المعونات الإغاثية لجميع الدول والشعوب المحتاجة والمتضررة ويعمل في 54 دولة ، وشارك في أكثر من 1.300 مشروع إنساني، وقدم أكثر من 4.6 مليارات دولار كمساعدات إغاثة إنسانية للدول المحتاجة.
وأضافت سموها أن مركز الملك سلمان للإغاثة سوف يسهم مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في جهود برنامج الغذاء العالمي لمساعدة اللاجئين الروهينجا في منطقة كوكس بازار بجمهورية بنغلاديش، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية بين المركز والوكالة الأمريكية شهادة على ما يمكن أن تحققه شراكتنا الدائمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق السلام والأمن والازدهار في المنطقة و حول العالم فيما يخص مساعدة المحتاجين.
وتابعت الأميرة ريما بنت بندر أن الاتفاقية تهدف إلى تحسين الصحة والسلامة والظروف المعيشية للاجئين الروهينغا النازحين في بنغلاديش، من خلال إعادة تأهيل المساكن والملاجئ المحلية وتوفير الحماية اللازمة لهذه الملاجئ أثناء الكوارث.
وأعربت عن ترحيب المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة بهذه الاتفاقية التي تأتي لتنسيق الجهود الإغاثية مع الولايات المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من خلال تقديم منحة إنسانية تبلغ مليون دولار أمريكي، مفيدة أنه على مدار العقدين الماضيين قدمت المملكة العربية السعودية أكثر من 15 مليار دولار كمساعدات إغاثة وإنسانية للاجئين في العالم ، وفي الشهر الماضي فقط ، شاركت في مؤتمر الأمم المتحدة للمانحين من أجل قضية الروهينجا، كما تستضيف المملكة حاليًا أكثر من 270.000 لاجئ من الروهينجا ، وتوفر لهم الرعاية الصحية المجانية والخدمات التعليمية وفرص العمل.
وأكدت سموها أن الاتفاقية تعد جهدًا آخر في توفير الاحتياجات الأساسية لواحدة من أكثر مجموعات اللاجئين احتياجًا في العالم، فيجب أن يحصل الجميع على مأوى آمن، ومن خلال هذه الاتفاقية سيتمكن العديد من العائلات في بنغلاديش قريبًا من إيجاد مأوى لهم، معربة عن تطلعها إلى استمرار التعاون بين المركز والوكالة، حيث تعمل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية معًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
من جانبه استذكر السفير الأمريكي العلاقة التاريخية المميزة بين البلدين التي بدأت قبل 75 عامًا في اجتماع على ظهر سفينة بين الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت، حيث عمل البلدان منذ ذلك الحين على دعم السلام والاستقرار في داخل المنطقة وخارجها وتوفير المعونات الإنسانية للدول المتضررة.
ونوّه السفير جون أبي زيد بالتعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة و الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) المتمثل بتقديم كل منهما مليون دولار لدعم اللاجئين الروهينجا، مضيفا بأن تنفيذ هذه الاتفاقية سيكون من خلال الشريك المنفذ برنامج الأغذية العالمي حيث سيجري من خلالها إعادة تأهيل الملاجئ وتوفير التدريب على إدارة الكوارث للأشخاص المعرضين للخطر في المناطق المعرضة للطقس القاسي.
وأشاد السفير الأمريكي بالعمل المشترك في المجال الإنساني بين المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة الأمريكية في عدد من دول العالم، ومنها اليمن حيث تُوفّر المساعدات المنقذة للحياة في مجتمع مزقته النزاعات، كما قام البلدان في سوريا بتلبية احتياجات النازحين داخليًا وغيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر، الذين يبلغ عددهم اليوم أكثر من 12 مليون شخص، بحيث تقدم الولايات المتحدة من خلال الوكالة المساعدات المتنوعة في حالات الطوارئ، بينما يحتل مركز الملك سلمان للإغاثة الصدارة في قطاع التعليم الذي يساعد في تلبية احتياجات أبناء النازحين في سوريا من خلال الإمدادات والخدمات لأكثر من 100.000 تلميذ.
وأعرب جون أبي زيد عن اعتزاز بلاده بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدة الإنسانية، مبينا أن التعاون في هذا المشروع وغيره من مشاريع مماثلة تُعد مظهرا من مظاهر الشراكة الواسعة والدائمة بين المملكة وأمريكا، مقدما خالص شكره للمركز على جهوده في إنجاز هذه الاتفاقية.