في حضور هو الأكبر والأهم لها بقلب إحدى أهم المدن الثقافية والفنية والاقتصادية في العالم، نجحت هيئة الشارقة للكتاب، في تسليط الضوء على التجربة الغنية لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع النشر، خلال مشاركتها في معرض بوك اكسبو – أمريكا 2018، والذي أقيم في نيويورك على مدار ثلاثة أيام.
وتمكنت الهيئة، التي كانت ممثل العرب الوحيد في هذا الحدث الذي يعد أكبر تجمّع للكتاب في أمريكا الشمالية، وأحد أهم معارض الكتب على مستوى العالم، ويشكل بوصلة اتجاهات حركة النشر العالمية، في التواصل مع عدد كبير من قادة قطاع النشر بالولايات المتحدة بشكل خاص، ناقلة إليهم روح الثقافة العربية، وجذور تراثها الأصيل الذي ظل دائماً يتفاعل مع الحضارات ويمد جسور التواصل مع مختلف الثقافات من خلال الكتاب، تأليفاً وترجمة وطباعة ونشراً وتوزيعاً.
وتمثلت مشاركة الهيئة هذا العام بجناحين، حيث استقبلت في جناحها الأول المشاركين في معرض "بوك اكسبو - أمريكا 2018"، من المؤلفين والناشرين والمترجمين والمختصين بشؤون النشر وعالم الكتاب وأمناء المكتبات، فيما تواصلت من خلال جناحها الثاني في "معرض نيويورك لحقوق الملكية" مع المستشارين القانونيين وخبراء الملكية الفكرية الذين أشادوا بجهود إمارة الشارقة ودولة الإمارات في حماية حقوق أطراف صناعة النشر.
وخلال اللقاءات والاجتماعات العديدة التي عقدتها الهيئة في جناحيها، ناقشت تحضيرات المشاركات الأمريكية المقبلة، من ناشرين ومؤلفين ورسامين وأمناء مكتبات وخبراء ملكية فكرية، في الدورة القادمة من معرض الشارقة الدولي للكتاب والبرنامج المهني المقرر انطلاقه في نهاية أكتوبر 2018، إلى جانب تعريف الناشرين بمنحة الشارقة للترجمة، وغيرها من البرامج والفعاليات التي تنظمها الهيئة على مدار العام.
وأطَلعت الهيئة عدداً من قادة النشر الأمريكيين والعالميين، والأدباء والمثقفين المشاركين في فعاليات المعرض، على تجربة مدينة الشارقة للنشر التي تعدّ أول مدينة حرّة للنشر في العالم العربي، حيث تم تسليط الضوء على مجموعة من المقترحات والاستراتيجيات، التي وضعتها الهيئة للمدينة بهدف جذب الناشرين للاستثمار بقطاع النشر في المنطقة، كون الولايات المتحدة تعدّ سوقاً كبيراً لنشر الكتب، إذ تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 63 ألف ناشر فيها، يصدرون سنوياً 300 ألف عنوان.
كما زار سعادة ماجد السويدي، القنصل العام لدولة الإمارات في نيويورك، وأنور العزيزي،نائب القنصل في نيويورك، جناح إمارة الشارقة في بوك اكسبو أمريكا، واستمعا من سعادة أحمد العامري لشرح عن تفاصيل المشاركة وفرص التعاون الإماراتي الأمريكي المشترك في صناعة النشر.
وقال سعادة أحمد بن ركاض، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "تعد الولايات المتحدة الأمريكية من الدول الرائدة عالمياً في صناعة النشر، ويمثل هذه الحدث فرصة للتواصل مع قادة هذه الصناعة والمهتمين والمؤثرين فيها، لتعريفهم على ما نقدمه لهم، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خدمات وتسهيلات للمحافظة على قوة حضور الكتاب باعتباره وسيلة للانفتاح على الثقافات والتواصل بين الثقافات لإرساء قيم المحبة والتسامح والسلام".
وأشار العامري إلى أن هذه المشاركة أتاحت لهيئة الشارقة للكتاب الكثير من فرص التعاون والشراكة، لرفد العالم العربي بأحدث الإصدارات في مختلف المجالات المعرفية، وتمكين الناشرين في كلا المنطقتين من تطوير علاقاتهما وتبادل الحقوق والترجمة، إلى جانب بحث سبل تعزيز حضور دور النشر الأمريكية في الفعاليات التي تنظمها الهيئة، إضافة إلى إتاحة المجال أمام الناشرين الأمريكيين للاستفادة من الفرص المجزية والامتيازات والتسهيلات التي تقدمها مدينة الشارقة للنشر.
ونظراً لتزامن هذا الحدث مع شهر رمضان المبارك، نظّمت الهيئة مأدبة إفطار جمعت حولها مجموعة من الناشرين العالميين المشاركين في المعرض، مثلت فرصة لإبراز القيم العظيمة التي تحملها أجواء هذا الشهر الكريم، وعبّر خلالها سعادة أحمد العامري عن شكره لممثلي إمارة الشارقة ودولة الإمارات ولجميع الحضور، على تواجدهم في هذه الأمسية التي تثبت أن الكتاب سيظل هو القاعدة المثلى للانفتاح الحضاري على ثقافات الشعوب، والمدخل الأقوى للتسامح والسلام.
يشار إلى أن معرض "بوك إكسبو - أمريكا" يوفر بيئة مهنية لاكتشاف المؤلفين الناشئين، والتواصل مع الناشرين الأكثر تأثيراً في العالم، والتعلم من قادة الصناعة. وهو يعد أكبر معرض سنوي للكتاب في الولايات المتحدة، ويشارك فيه المؤلفون، وأمناء المكتبات، وتجّار الكتب.
وتعمل هيئة الشارقة للكتاب منذ تأسيسهافي ديسمبر 2014 على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية وزيادة حصتها، وتوفير منصة فكرية للتبادل المعرفي والفكري والثقافي بين الشعوب والحضارات والثقافات، والتأكيد على أهمية الكتاب وأثره في نشر الوعي في المجتمع في ظل التطور التقني وتنوع مصادر المعرفة، واستقطاب المعنيين بقطاع الثقافة بوجه عام والنشر والطباعة والترجمة والتوثيق بوجه خاص إضافة إلى كُتّاب الأطفال.