افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، معرض" كنوز من متاحف الشارقة" وعدد من البرامج الرقمية المتنوعة، صباح اليوم في مقر المؤسسة العقابية والإصلاحية في الشارقة بحضور ناصر الدرمكي مدير إدارة التخطيط والاستراتيجيات المتحفية والعقيد عبدالله إبراهيم حسن نائب مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة وعدد من مدراء الإدارات ورؤساء الأقسام ومدراء الأفرع من هيئة الشارقة للمتاحف والمؤسسة العقابية والإصلاحية بشرطة الشارقة.
ويأتي تنظيم المعرض في إطار مساعي الهيئة لرفع الوعي الثقافي والتاريخي لدى نزلاء ونزيلات المؤسسة العقابية والإصلاحية، بما يعزز من دورها ومسؤوليتها المجتمعية نحو مختلف شرائح المجتمع الإماراتي.
وقالت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: "تسعى الهيئة من خلال هذا المعرض، إلى الاستمرار في إتاحة الفرص التي تساعد النزلاء على التعلم واكتساب الخبرات، والاطلاع على التراث الفني، والثقافي، والحضاري العريق للمنطقة من خلال البرامج التعليمية والتثقيفية، التي تنظمها الهيئة حيث أظهرت الدراسات أن الانخراط في الفن، والمشاركة في الأنشطة العملية، تساعد في الرفاه العام، وتسهم في إعادة تأهيل وإعداد النزلاء للاندماج في المجتمع".
وأضافت عطايا " أؤمن بأن ما قدمته الهيئة من برامج ومعارض، وورش عمل، للنزلاء على مدار العامين الماضيين، وما تقدمه الآن، يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ويمنحهم الثقة والمهارات التي يحتاجون إليها خلال مرحلة الانتقال نحو حياة مجتمعية يتمتعون خلالها باستقلالية تامة عقب إطلاق سراحهم“.
ونوهت عطايا أن المعرض يعتبر ثمرة لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها عام 2018 بين هيئة الشارقة للمتاحف، والمؤسسة العقابية والإصلاحية، بهدف تحقيق الاندماج الناجح للنزلاء، وإتاحة الفرصة لهم لاكتساب الخبرات والمعارف الجديدة التي يحتاجونها لإعادة تأهيلهم، بما ينسجم مع نهج وتوجهات الإمارة في توفير المعرفة والثقافة وتعزيز الحس الواعي، والوازع المسؤول تجاه المجتمع لدى الجميع.
أكد العقيد عبدالله إبراهيم حسن نائب مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة، حرص القيادة على التعريف بالجوانب التراثية والثقافية، التي تتميز بها إمارة الشارقة، من خلال متحف "كنوز من متاحف الشارقة" الذي جاء ثمرة للتعاون والشراكة البناءة مع هيئة الشارقة للمتاحف، وذلك لما تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة من تراث قديم ضارب في عمق التاريخ ونقل ثقافة الدولة وتراثها إلى نزلاء المؤسسة، الذين ينتمون لعدد من الجنسيات والثقافات المتباينة، كما يستفيد منه موظفو المؤسسة، بالاطلاع عن قرب على هذا التراث، مشيراً إلى تجربة القيادة العامة لشرطة الشارقة الفريدة في نقل نزلاء المؤسسة من قبل إلى متاحف الإمارة في تجربة رائدة من نوعها، نالت إعجاب كل من اطلع عليها، حيث هدفت من خلال تلك التجربة إلى تعريفهم بالكنوز التي تحتويها المتاحف بعاصمة العلم والثقافة (الشارقة).
وقدم نائب مدير المؤسسة العقابية والإصلاحية، شكره وتقديره إلى هيئة الشارقة للمتاحف على تعاونهم، وجهودهم المبذولة، بإضافة هذا المحتوى التراثي القيم إلى منشآت المؤسسة، مشيداً بشراكات شرطة الشارقة المتنوعة مع كافة الجهات الحكومية، والمؤسسات المجتمعية، التي تسهم دوماً في دعم برامجها، وخططها الاستراتيجية. ويعتبر "كنوز من متاحف الشارقة" أول معرض يتم تقديمه من قبل الهيئة للنزلاء خلال عام 2020، ويضم نسخ عن بعض المقتنيات التي شارك في تقديمها كل من: متحف الشارقة للآثار، ومتحف الشارقة للتراث، ومتحف الشارقة للخط، ومتحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وتتضمن المقتنيات المعروضة وغطاء لمبخرة يعود إلى الحقبة ما بين 600 – 900 قبل الميلاد، ومجسم لجمل بسرج ما يؤكد حقيقة استئناس العرب للجمال في الألف الأول قبل الميلاد ميلادي، وشاهد لقبر يعود لفترة 2500 قبل الميلاد من متحف الشارقة للآثار، وأدوات للكتابة، بما في ذلك ورق المقهر، والأقلام والمحابر من متحف الشارق للخط، ومصحف بخط أحمد قرة حصاري يعود للفترة فترة بين 952 -962هـ/ 1545 - 1555م، إلى جانب إسطرلاب صنعه أحمد بن السراج في العام 729 هجري، من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، كما يقدم متحف الشارقة للتراث ملابس للرجال والنساء، وعطور، وأدوات من قرون الثيران والماعز تم استخدامها قديماً في عمليات الحجامة.
وحرصت الهيئة على توفير شروحات خاصة للمقتنيات خلال المعرض بثلاث لغات مختلفة، تشمل العربية، والإنجليزية، والأوردو، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لجميع نزلاء ونزيلات المؤسسة العقابية والإصلاحية، بالتعرف إلى المعروضات بلغتهم الأم، وحتى يتسنى لهم فهم الفكرة والرسالة التوعوية للهيئة.
يشار إلى أن هيئة الشارقة للمتاحف تأسست في عام 2006 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كدائرة حكومية مستقلة، وتدير هيئة الشارقة للمتاحف 16 متحفاً متخصصاً في الإمارة، وتتطرق المتاحف إلى مختلف أنواع الفنون والثقافة الإسلامية، وعلم الآثار والتراث، والعلوم والأحياء المائية، بالإضافة إلى تاريخ إمارة الشارقة، ودولة الإمارات العربية المتحدة.