اختارت لجنة حكام تقييم الأصوات في مسابقة "الغناء لجميع الأعمار"، أمس الأول ، 4 متنافسات من بين 12 مشاركاً يتنافسون للفوز بالمراكز الأولى الثلاثة للمسابقة التي تستمر طيلة أيام مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية.
وتقام المسابقة ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الشارقة للموسيقى العالمية ، والذي تقدمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» بشراكة استراتيجية مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، ومسرح المجاز، وينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى،حتى 19 يناير الجاري، بهدف تشجيع المواهب الفذة القادرة على فرض حضورها في الساحة الفنية.
وأعلنت اللجنة أسماء 4 متأهلات في المسابقة التي استقطبت جمهوراً من زوار القصباء، وشملت كل من شهد النبواني، وملك سمير، وريم سمير، وسيرلي بتروشن، اللواتي انتقلن إلى المرحلة المقبلة.
وما بين انطلاق المسابقة وإعلان أسماء المتأهلين، عاش جمهور القصباء حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها المسابقة، حيث انطلقت بعزف على البيانو أبدعت ألحانه الموهوبة سلمى نزار التي قدمت فقرة فنية رائعة تنبئ بظهور موهبة متميزة.
واشتعل الحماس عندما اعتلت الطفلة شهد النبواني المسرح، وصدح صوتها بأغنية غربية أرقصت الجمهور طرباً، ولفتته بالأداء القوي، والصوت المميز الذي تمنت عضوة لجنة التحكيم لو أنها تمتلكه.
وكان الأداء المميز والحضور القوي السمة المشتركة بين المتنافسين، حيث قدم المتنافس أنس درويش أغنية من الزمن الجميل حين صدح صوته بواحدة من أجمل أغاني الفولكلور الشعبي العراقي، حيث غنى "فوق النا خل" التي ذاع صيتها بعد أن غناها المطرب العراقي الراحل ناظم الغزالي، في اختيار وصفته لجنة الحكام بالموفق، وأكده التفاعل القوي من قبل الجمهور.
وفي استمرار التنافس، قدمت الموهوبة ملك هاني أغنية غربية، بدا واضحاً منذ بدايتها بأنها ذاهبة في هذه المسابقة بعيداً جداً كإحدى المنافسات القويات، وهو ما أكدته لجنة التحكيم في تعقيبها على الصوت والأداء والتفاعل والاختيار المناسب للأغنية.
ومن الكلمة الغربية إلى صوت الصباح الساحرحيث قدمت ريم سمير نفسها بقوة، عندما غنت "سألوني الناس" لمعشوقة الملايين فيروز، واستطاعت ريم خلال أدائها تطويع المقامات وامتلاك الكلمات فاستحضرت فيروز بصوتها الذي جعل الجمهور الحاضر على اختلاف جنسياته وثقافاته الفنية، يتذوق الكلمة ويطرب للحن ويطفو مع الصوت الساحر .
وكان للطفلة الأرمينية سيرلي بتروشن حضور جلي حيث نجحت في انتقاء أغنيتها وأبدعت في أدائها، تبعها علاء راوي الذي أدى أغنية لناظم الغزالي، واختتمتها عازفو البيانو الطفلة تيا عثمان.
وحول المتنافسين من حيث الأداء والقدرات واختيار الأغاني، أكد وسيم فارس عضو لجنة تحكيم تقييم الأصوات أن تقييم اللجنة يقوم على أساس علمي أكاديمي، يأخذ بالاعتبارعناصر الأغنية الأساسية، وهي اللحن، والإيقاع، والصوت، والأداء.
وبصدد تعامل المشاركين مع رهبة المسرح والجمهور، أشار فارس إلى أن المشاركين تغلبوا على الحواجز النفسية التي يفرضها اعتلاء خشبة المسرح، وأثبتوا قدرتهم على التعامل مع الكلمات وإمتاع الجمهور الكبير الذي حضر المسابقة وشارك في التقييم من ناحية ردود الفعل التي أبداها عقب كل أغنية.
وأبدت المغنية ومدرسة الغناء والموسيقى أونا أوريليا سيما عضوة لجنة تقييم الأصوات دهشتها من الاختلاف في جمال الأصوات المؤدية وقوة حضورها على المسرح، حيث وصفت اختيار المتأهلين للمرحلة المقبلة بالصعب نظراً للتقارب الشديد في الإمكانات المتميزة التي يمتلكها المتنافسون.
وتشكل مسابقة الغناء محاولة جادة لدعم المواهب الموسيقية والغنائية واحتوائها، لاسيما أنها تأتي بالتزامن مع مشاركة نخبة من النجوم والفنانين والموسيقيين من 11 دولة عربية وأجنبية، يقدمون على مدى أسبوع 14 حفلاً موسيقياً متنوعاً، ويصطحبون خلالها الجمهور في رحلة استثنائية تطوف عوالم الموسيقى العربية والأجنبية.
يُذكر أن مركز فرات قدوري للموسيقى يسعى من خلال تنظيم هذا المهرجان إلى تعزيز الحضور الثقافي والفني لإمارة الشارقة ولدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى تعريف المجتمع الإماراتي بمختلف الثقافات الموسيقية من جميع أرجاء العالم، فضلاً عن إثراء رصيد إمارة الشارقة بعناصر الجذب الثقافية والفنية والسياحية.