أعلن مؤسسا وقائدا طائرة "سولار إمبلس 2" بيرتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ عن تفاصيل مسار رحلتهما حول العالم والتي تعد الأولى من نوعها بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية دون استعمال قطرة وقود واحدة، كما أنها أول رحلة تجوب العالم اعتماداً على الطاقة النظيفة دون أن ينتج عنها أية انبعاثات ضارة بالبيئة. ويسعى قائدا الطائرة من خلال هذه الرحلة إثبات أن الروح الريادية والتقنيات النظيفة يمكنها أن تسهم في تطوير العالم.
وأعلن فريق مشروع "سولار إمبلس" وشركائهم عن مسار الرحلة خلال مؤتمر صحفي أقيم بجوار الطائرة وذلك باستضافة "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة وشريك المشروع. ومن المخطط أن تنطلق الطائرة في رحلتها مطلع مارس المقبل من أبوظبي، وسوف تتوقف في 12 محطة حول العالم وستعبر المحيطين الهادي والأطلسي لتعود بعدها إلى العاصمة الإماراتية بنهاية يوليو أو بداية أغسطس.
وتشمل محطات توقف "سولار إمبلس 2" حول العالم، مسقط في سلطنة عُمان، وأحمد آباد وفاراناسي في الهند، وماندالاي في ميانمار، وتشونغتشينغ ونانجينغ في الصين، وهاواي وفينيكس ونيويورك ومحطة أخرى لم يتم تحديدها بعد في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لمحطتين في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة "مصدر": "ليس بغريب أن تحظى هذه المبادرة الطموحة بدعم وتشجيع دولة الإمارات، إذ إنها تتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة بتحفيز ودعم ورعاية الابتكار. ويسرنا أن وصول طائرة "سولار إمبلس 2" إلى أبوظبي واستعدادها للانطلاق في رحلتها حول العالم يتزامن مع بدء عام الابتكار في الدولة ومع أسبوع أبوظبي للاستدامة".
وأضاف: "يواجه العالم العديد من التحديات الكبيرة لضمان أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ. ويعد الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة عنصراً أساسياً في إيجاد حلول لهذه التحديات. وهذا ما يسعى مشروع "سولار إمبلس" إلى تحقيقه من خلال التصميم والإرادة، وهو بذلك يقدم نموذجاً سيكون مصدر إلهام لأجيال الشباب والمبدعين. ونتمنى النجاح والتوفيق لفريق المشروع في رحلته ونتطلع إلى مزيد من انتشار التقنيات النظيفة لتصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية في المستقبل".
ويعتزم فريق "سولار إمبلس 2" إقامة الفعاليات والأنشطة في محطات توقف الرحلة وسيُجري قائدا الطائرة أيضاً مكالمات مباشرة أثناء الرحلة عبر منصة Google Hangouts لإيصال رسالة المشروع والتفاعل مع الشباب وخبراء القطاع ومسؤولي الحكومات بهدف تحفيز الجميع، ولا سيما الشباب، على الابتكار والتفكير الإبداعي.
وقال بيرتراند بيكارد، رئيس مشروع "سولار إمبلس": "تأتي محاولتنا القيام بأول رحلة طيران حول العالم بطائرة تعمل بالطاقة الشمسية لنبرهن للجميع بأنه يمكن تحقيق المستحيل باستخدام التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة، هذه رسالتنا التي نود إيصالها للعالم. فالتكنولوجيا التي تستخدمها الطائرة اليوم يمكن تطبيقها في شتى مجالات حياتنا اليومية، ويمكن للطاقة المتجددة أن تصبح جزءا مهما من حياتنا وممارساتنا اليومية للحفاظ على بيئتنا ومواردنا الطبيعية".
ويعتزم قائدا الطائرة وفريقها القيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة لممثلي القطاع والشباب وطلاب الهندسة في أبوظبي قبيل انطلاق الرحلة التي ستستغرق 5 أشهر.
وقد نجح فريق مهندسي وفنيي سولار إمبلس، بعد 12 عاماً من دراسات الجدوى والتصميم والبناء والهندسة وبدعم من 80 شريكاً من القطاع التكنولوجي، أن يطور حلولاً مبتكرة ساهمت في جعل هذا المشروع واقعاً ملموساً. وتمتاز الطائرة الشمسية التي تتسع قمرة قيادتها لقائد واحد فقط عن أي طائرة أخرى بأدائها الديناميكي وكفائتها العالية في استهلاك الطاقة.
وقال أندريه بورشبيرغ، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي للمشروع: "تعتبر سولار إمبلس 2 الأكثر طموحاً وجرأة بين الطائرات الشمسية، ويكمن تميّز هذه الطائرة في قدرتها الفائقة على التحليق لعدة أيام وليالٍ متتالية". وأضاف: "على "سولار إمبلس 2" إنجاز ما لم تحققه أية طائرة شمسية قبلها لتتمكن من إكمال رحلتها بنجاح، فهي تحتاج للطيران لخمسة أيام متتالية فوق المحيطات وعبر القارات دون أي وقود وبقيادة طيار واحد في مقصورة قيادة غير مجهزة لمواجهة تغيرات الحرارة والضغط".
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة 25 يوماً تقطع الطائرة خلالها 40000 كيلومترا حول العالم. وتطير "سولار إمبلس 2" بسرعة تساوي سرعة السيارة، أو ما بين 50 و100 كيلومتراً في الساعة.
استعداداً لرحلتها حول العالم التي ستنطلق في نهاية فبراير أو بداية مارس، ستجرى العديد من اختبارات السلامة والرحلات التجريبية والتدريبات الضرورية على الطائرة أثناء تواجدها في أبوظبي.
وفي تعليق له على استضافة أبوظبي لطائرة "سولار إمبلس 2"، قال بيرتراند: "تعتبر أبوظبي نقطة الانطلاق والعودة المثالية لرحلتنا، فهي تقدم للعالم نموذجا عن الاستثمار في الطاقة المتجددة والالتزام بتنويع مصادر الطاقة. كما تقود "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة والشريك المستضيف لهذه الرحلة عملية تطوير أبرز مشاريع الطاقة المستدامة في العالم وتشاركنا التزامنا في تحفيز الناس على الابتكار لضمان مستقبل مستدام".
ووصلت طائرة "سولار إمبلس 2" إلى أبوظبي يوم 6 يناير 2015 مع طاقمها المؤلف من 80 من المهندسين والفنيين.